“نحن شلناك في المقل”!
كعادته.. يمعن (السموأل خلف الله القريش) في تطويقنا بالإبداع والامتنان في أي زمان ومكان.. هو كمطر العافية.. أينما وقع في عالم الثقافة والفن والإعلام, نفع.
وهاهو دون إنذار مسبق يتحفنا بمبادرته النبيلة في تكريم المبدعين عبر (أروقة).. فتتوالى الليالي الوضيئة بالإبداع والشكر.. ينتقي أبطالها بعناية.. وبمعاونة (اللجنة القومية لتكريم المبدعين) يرسم الخطط ويستقطب الدعم ويزحم (قاعة الصداقة) بحضور عيني رفيع من الأطياف كافة, يتقاطرون مدفوعين بقناعتهم المطلقة في أن ما تقدمه أروقة دائماً سيكون استثنائياً ومميزاً. وأنه لابد من تضافر الجهود وتوحد الجهود لنقول شكراً لكل من رفد وجداننا بالحب والخير والجمال.
# تتواصل الليالي تباعاً وفي طيها العديد من المفاجآت المعنوية والمادية.. الأسماء المكرمة أختيرت بعناية وجاءت مرضيةً لمختلف الأذواق والثقافات والجهات والأيدلوجيات.
سوى أن ليلة الافتتاح التي خصصت لتكريم الهرم (صلاح بن البادية) يعجز اللسان عن وصف روعتها!! فقد كانت في منتهى الأناقة والحميمية وحسن التنظيم.. وحشدت جمهوراً غفيراً ضاقت القاعة عن استيعابه.. واهتمت اللجنة الخاصه بتكريم بن البادية بقيادة الهمام (التجاني محمد الأمين) بكل التفاصيل الدقيقة، فكانت الليلة زاهية التصميم والديكور والمخرجات.. وكان شباب اللجنة وشباب (أبو قرون) من مريدي (شيخ صالح) وأبنائه وأحفاده يطوفون بيننا وكأنهم ولدان مخلدون في حللهم الخضراء المروية بالأدب والصوفية والقداسة.
#تلك الليلة التي رعتها (سكر كنانة) ومرضيها.. حملت طعم الشهد وحلاوة اللقيا.. وكان الحفل بهيجاً بالكلمات المقتضبة الوافية.. أضفى عليها حديث (السموأل) اللطيف بقفشاته وتلقائيته المزيد من الألق.. وهو يعلن عن مضيهم قدماً في تكريم المبدعين بالتعاون مع أبناء السودان البررة دون أن تثقل أعباء التكريم العينية الفخيمة كاهل خزينة الدولة والمواطنين. والشاهد أن سيارة فارهة موديل 2014 تأتي على رأس قائمة الشكر العيني الذي لا يفي الإبداع حقه مهما غلا ثمنه.
#(ابن البادية).. دخلنا تاريخه من خلال الفيلم الوثائقي الضافي وخرجنا بقناعة مطلقة بأن هذا الفنان الكبير.. كبير بتواضعه والتزامه.. وأن الحياة عركته فصقلت موهبته وهذبت روحه.. وأن العائلة كانت دائماً أول اهتماماته وحائط صده المتين وعزوته وملاذه.. كيف لا وحفيدته تطوقه يومها بـ(شال) يزينه الذهب الخالص في إشارة لكونه سيظل أبداً كنزهم وكنزنا الثمين بألحانه الغوالي ودرره النواضر وإنجازه العظيم في شحذ أرواحنا وغسل تباريحنا وشحن وجداننا بالنبل والشجى والشجن.
#(ابن البادية).. (يافايت) في (سكة الشوق).. (بحلف لك بحبك)..
و(حسنك أمر) أن أظل أبداً (أسير الغرام) فنحن (ما كبرنا على الهوى) ولكن (شجون) (الأحبة) تجعل (الباقي باقي) ويظل (الجرح الأبيض) منوسر بأعماقنا.. ولا نملك في (بلدي الحبيبة) سوى (عواطف) و(ليالي الصبر) الجميل عندما (تطول يا ليل) ويحملنا الخيال في (رحلة عيون) فنستدعي (ليلة السبت) بكل ذكرياتها في (محراب الحب)، ونحن نتساءل (ياربي هل طاريني قلبو؟).. أم أن الفراق يدعونا أن (سيب الهوى)، فقد (فات الأوان)؟!
فيا (أسير الغرام يا قلبي).. (قول يا لطيف)! و(حب الناس يحبوك).. فأنا (عايز أكون) (الصباح الجميل) في حياة (الأحبة) وأردد على مسامعهم (أحلى الكلام)، فهم في حياتي (أغلى حب) وفرحتي بهم تجعلني أتساءل: (جيتنا من وين يا هناء)؟! فكل (الأوصفوك) ياحبيبي لم يوفوك حقك ولا فهموا (الإحساس) الذي يجعلني أتجرد في حبك، ولا تعنيني الآلام، وأرد: (ألف أهلاً يا دموع)، فيكفي أنه (إلهام) فكري وفي حياتي (فرحة العيد).
# إذن.. شكراً لأروقة وسموألها الجميل.. وشكراً لابن البادية وهو يكتب اسمه من نور في سفر الفن العالمي بكل جماله وعمقه وصدقه والتزامه واتزانه وعطائه وتجرده.. شكراً لأسرته الكبيره وأبنائه وبناته وأحفاده، وهم يضربون المثل ألاعلى في التوقير والاحترام والتقدير.. وشكراً لكل من ساهم في جعل المبدع السوداني يحيا مثل هذه اللحظات الرائعة، وهو في تمام عافيته ليعلم كم نحن (شلناك في المقل) مهما (قعدنا على اللهب).
# تلويح:
(معاذ بن البادية) كما يحلو لنا أن نناديك.. الامتداد الأنيق لذلك المبدع الفخيم.. نشد من أزرك وأنت تجتهد في التطوير وتمشي بين أبناء جيلك بتعاليم جدك العزيز فتعرف لدينا بالالتزام والاحترام.. كانت أغنية (من أجل ليلى) التي أنشدتها مفاجأة الحفل.. فقد أبدعت في تطويعها رغم صعوبتها، وأفحمت كل من يشكك في موهبتك.. أتمنى لك التوفيق، وأرجو أن تلتفت أكثر لمسيرتك الفنية وتطرد الكسل.
إندياح – صحيفة اليوم التالي