لا.. للسرطان
تلقيت مؤخراً دعوة كريمة من مركز الخرطوم التخصصي للأورام لحضور ورشة عمل جامعة، عقدت خصيصاً لمناقشه آخر التطورات في مجال علاج الأورام حول العالم، بالتركيز على أورام البروستاتا والمسالك البولية، التي تشكل هاجساً لنسبة كبيرة من الرجال في بلادي.
وأشد ما لفت انتباهي أولاً مستوى التنظيم الرفيع ومعدل الانسجام بين فريق العمل.
ولا أذيعكم سراً حين أقول إن الورشة قد رفدتني بمعلومات جديدة ومهمة، وفتحت عيوني على الحقائق المؤلمة الجديرة بالاهتمام والانتباه.
وكان مدير مركز الخرطوم التخصصي للأورام اختصاصي أول علاج الأورام د. حسين عوض الكريم حسين، قد حدثنا عن قيام 5 مراكز علاج بالولايات تدار بواسطة المتخرجين حديثا مِنْ الذين اكتسبوا الخبرة والتجربة الكافية للتعامل مع المرض، مؤكداً أن تلك المراكز ستمثل نقطة تحول كبيرة في علاج الأورام هناك، مشيراً إلى أهميتها في اختصار الجهد والمال للمرضى. وقال: بدأت الآن نواة المراكز بدنقلا وشندي والأبيض والقضارف وبورتسودان، مشيراً إلى أن الورشة التي انطلقت بشراكة مميزة مع وزارة الصحة ومستشفى الذرة ومركز الأورام بجامعة الجزيرة، تضم خبراء من جميع أنحاء العالم يأتون في إطار نقل التجربة والدعم المشترك، بحيث يتم استعراض الإحصائيات الموجودة في السودان وتبادل الخبرات وكيفية علاج الأورام.
ونجحت الورشة فعلياً في فتح مجال للتعارف مع العالم، وتمكنت من تغيير المفاهيم المغلوطة عن السودان لدى الكثيرين، ومثلت واجهة مشرفة ساهمت في تحسن وجه البلاد، وأعطت فرصاً للتدريب، الذي لا نغفل أهميته في الناحية الطبية والعلاجية، فغياب التدريب يعني عدم وجود أجيال متواصلة تقدم خدمات ممتازة، وهذا ما يدفعنا لضرورة تكثيف البحوث العلمية والدراسات.
وأهم ما كان في الورشة أنها ضمت حضوراً مقدراً من كل الولايات للمشاركة والتعرف على نتائجها وتطبيقها في مجتمعاتهم بالتركيز بصورة أساسية على برامج الكشف المبكر.
وقال لنا د.حسين: نحن كمركز يهمنا أن تكون لدينا مبادرات ومن أهم أهدافنا خلق برنامج علمي منظم يعكس وجهاً مشرقاً للأداء والتعاون مع الجهات كافة.
من جانبه، عبر ممثل مستشفى أشودة بالهند المشارك في الورشة عن سعادته بالمشاركة، وتمثيل مستشفيات أشودة، وقال إن من الجيد إقامة مثل هذه الورش في دول كالسودان، والجيد أن تركز الورشة على برنامج الوقاية المبكرة، وسنعمل على منح علاج الأورام في السودان خبراتتا الطويلة في مجال سرطان البروستاتا والمسالك البولية.
وقد خرجت الورشة بتدريب أكثر من 40 نائباً اختصاصياً في دورات مختلفه حول العالم وتزويدهم بمختلف المعلومات والخبرات الطبيه في هذا المجال.
ومن التوصيات المترتبة على الورشة التي وجدت الاهتمام الرئاسي وتم تنفيذها بالكامل إنشاء مجموعة من وحدات علاج الأورام في خمس ولايات بالسودان وتولي إنشاء الولايات مجموعة من استشاريي الأورام، بالإضافة لخلق شراكات عالمية مع معظم الروابط والمنظمات المتخصصة من ضمنهم المنظمة العربية لمكافحة السرطان التي شكلت عبر أمينها العام بروفسيور سامي الخطيب حضوراً فاعلاً في الورشة. الجدير بالذكر أن الورشة تحت رعاية وزير الصحة ولاية الخرطوم بروفيسور مامون حميدة الذي أقر بوجود قصور في عدد الأجهزة المتخصصة في العلاج الإشعاعي وتعطل الأجهزة الموجودة في الذرة. وأشار إلى أن المركز القومي للعلاج بالأشعة يسجل حالات إصابة بالسرطان تصل إلى الآلف حالة شهرية!!
وهذا ما يتطلب نشر ثقافة الكشف المبكر عبر تنظيم مركز الخرطوم التخصصي للأورام لمجموعة من المبادرات بالتركيز حول الولايات والتي من شأنها أن ترفع نسبة الشفاء من الأورام خاصة أورام الثدي التي تمثل نحو 50 بالمائة من الأورام، التي من الممكن علاجها في مرحلتها الأولى بنسبة نجاح تصل إلى 98 بالمائة!!
وقد خرجنا من تلك الورشة جميعاً ونحن نحمل مشاعر متضاربة ما بين الأسى والأمل، وقررنا أن نساهم بفاعلية في إنقاذ ما يمكن إنقاده.
تلويح:
اللهم باعد بيننا وبين السرطانات ما ظهر منها وما بطن
داليا الياس – اندياح
صحيفة اليوم التالي