هذه الفتاة تلتقط 200 صورة سيلفي في اليوم ثم تحذفها والسبب غريب!
تلتقط “آلانا”، الشابة الجميلة -التي تعاني مما يعرف باسم اضطراب التشوه الجسمي BBD- أكثر من 200 صورة سيلفي، لكن لا تلبس إلا وتحذفها جميعها، لاعتقادها أنها قبيحة.
وتعاني آلانا من اضطراب يصاب به واحد من كل خمسين شخصاً، ويسبب هوساً ببعض عيوب المظهر، رغم عدم إدراك الآخرين أو إدراك الأطباء لوجوده، وأمثال هؤلاء ينظرون إلى أنفسهم كثيرًا أمام المرآة، ولا يفارقهم الشعور بالقلق عند الخروج من المنزل.
ووفقًا لـ”بي بي سي” تقول آلانا ذات العشرين عاماً: “أعتقد أنه من القسوة أن يرى الآخرون وجهي هذا”، مضيفة: “أرى الكثير من العلامات على وجهي، رغم أن أمي تقول إنها لا ترى شيئاً”. وتكمل: “أرى جلدي تغطِّيه البقع والحفر، وأرى أنفي معوجّاً وكبيراً وبارزاً للغاية، كما أن عينيَّ صغيرتان جداً”.
وتواصل آلانا: “اعتدتُ على وضع أربع أو خمس طبقات من المكياج الأساسي، الذي يخفي عيوب البشرة، يجب عليَّ كذلك أن أضع مكياج العيون بكل دقة، وأقوم بتعديل المكياج مراراً وتكراراً، مما قد يسبب لها بعض جروح البشرة”.
وروت آلانا قصتها وهي صغيرة فتقول: “إن بدايات هذا الأمر عندما كنت في المدرسة، كنت منتبهة جداً لما يحدث من حولي، وأتلفت لأرى ما إذا كان أحدهم ينظر إلي، أو أن هناك من يضحك، أو يتكلم عني كانت النوافذ كبيرة وكنت أنظر إليها دائماً، كذلك عندما كنت أذهب إلى دورة المياه، لا بد لي أن أنظر إلى المرآة”.
وتزيد قائلة: “عندما كنت في الخامسة عشرة، توقفتُ عن الذهاب إلى المدرسة، وكانت والدتها تقلّها يومياً إلى المدرسة، ولكن آلانا التي تحب الدراسة كانت ترفض النزول من السيارة. استمرت والدتها في المحاولة لعدة أيام، ولكن رفض آلانا استمر كذلك، وزاد إصرارُها على ألا تدخل المدرسة. ترتّب على ذلك دخول الفتاة في حالة من العزلة، التي أدت بدورها إلى تغيُّرات واضحة في شخصيتها.
من جهتها تقول والدة آلانا: “لمدة عامين أو ثلاثة أعوام، لم نكن ندري ما الذي يحدث، وبعد أن كانت ابنتي طالبة ذكية وواثقة من نفسها، انهارت بكل بساطة. لم أعد أغادر المنزل، كانت مستلقية طوال الوقت في فراشها، وكان عليَّ الاعتناء بها. وكانت الفتاة تنزعج كثيراً عندما تقوم والدتها بوضعِ صور لها في المنزل، لم يعد لدى الأم صور لابنتها يمكن أن يراها من يقوم بزيارتهِم”.
وقامت آلانا بجلسات تصوير فوتوغرافي لصالح شبكة “بي بي سي”: بعنوان “لا أحد مثالي” للعمل على نشر الوعي بهذا الاضطراب، ومساعدة الآخرين في التعرف على أعراضه.بعد مرورها بهذه التجربة، وتوضح: “كان قلقي الرئيسي يرجع لشكل أنفي، واستغرق الأمر ثلاث سنوات من العلاج حتى استطعت أن أفصح عن هذا لأسرتي أو للمعالج النفسي”.
عن هذا الأمر يقول روب ويلسون في تقرير نشرته “هافينغتون بوست عربي” مترجم من صحيفة BBC البريطانية ، معالج السلوك المعرفي ومدير جمعية علاج اضطراب التشوه الجسمي، إن المصابين بهذا الاضطراب لا توجد لديهم مشكلة في التقاط صور سيلفي بأنفسهم، حيث يتحكمون بالأمر ويستطيعون تعديل الصور، المشكلة تكمن حينما يقوم الآخرون بتصويرهم، لأنهم يشعرون أن الأمر أصبح خارجاً عن سيطرتهم، مضيفا: “هذا الاضطراب يبدأ غالباً في مرحلة المراهقة، وكثيراً ما يكون بسبب التعرض للتحرش أو المُضايقات”. وأكمل: “أحيانا يكون السبب متعلقاً بما يجعل الشخص يشعر بالاختلاف عن الآخرين، مثل ظهور حب الشباب على سبيل المثال”.
المرصد