صلاح الدين عووضة

طنين البعوض !!


في الابتدائي سمعت لأول مرة مفردة (بعوضة)..

*قرنها زميلي – على سبيل المزاح – باسمي تحريفاً لـ(عووضة)..

*كان لها طنين البعوضة على أذني وغضبت..

*ثم- بعد ذلك – صرت أضحك لها، ثم ابتسم، ثم أرثي لحال قائلها..

*فهو يضحك لها بإعجاب شديد وكأنما (اكتشف ذرتها)..

*ثم يُحبط حين لا يرى من جانبي أي رد فعل حيال سخف اعتدت عليه..

*فأنا أسمع هذه الكلمة مذ كنت صغيراً وإلى يومنا هذا..

*وأسمعها بكثرة – هذه الأيام – من تلقاء بعض مناضلي الأسافير..

*أسمعها مقرونة باتهامات تعودت عليها هي ذاتها..

*وبات وقعها عندي- من ثم- مثل سماعي مفردة (بعوضة) سنين عددا..

*إنها اتهامات بالجبن والضعف والتخاذل و(بيع القضية)..

*وما ذلك إلا لأنني درجت على أن أضع عواطفي في (ثلاجة المنطق)..

*هذا ما تعلمته من الفلسفة والمنطق و(جامعة الحياة)..

*فإن تحب شيئاً أو تكرهه لا دخل له بما تكتبه عنه في سياق التحليل..

*وحرارة العاطفة قد تؤثر في برودة الاستقراء..

*وكمثال (طازج) على ذلك ما حدث قبل- وأثناء- الانتخابات الأمريكية..

*وكانت فضيحة مدوية لم تنج منها حتى الـ(سي إن إن)..

*ولو كنت جاريت عاطفتي أيضاً لما تنبأت بفوز ترمب قبل (8) أشهر..

*والآن كلما تنبأت بفشل حراك ضد الإنقاذ (أُشتم)..

*يشتمني (المناضلون) بأكثر مما يشتمون النظام الذي يكرهونه..

*وكأنما توقعاتي هذه تنبئ عن (حبي) لهذه الحكومة..

*أو تعبر عن أمنياتي بألا تنجح أية محاولات لإسقاطها كرهاً في المعارضة..

*أو تعكس حرصي على مصالح ذاتية مرتبطة ببقائها..

*وأنا هنا لست معنياً بتبرئة ساحتي من مثل هذه الاتهامات (العاطفية)..

*فهي عندي مثل طنين مفردة (بعوضة) في أذني..

*وسوف أظل أكتب، وأفعل، وأقول، ما أراه حقاً ولا أبالي..

*ومما أراه حقاً أن الإنقاذ فقدت كل (مقومات) بقائها..

*ولا أقول (شرعيتها) لأن الشرعية لا تأتي إلا عبر صناديق الاقتراع..

*ولست ساذجاً- بريالة- كي أقتنع بالنسبة (المئوية) إياها..

*ومما أراه حقاً كذلك، أن المعارضة الحزبية فقدت كل (مقومات) صلاحيتها..

*وأي ظهور لها على مسرح الحراك الشعبي يجهضه فوراً..

*وهذا ما تنبأت بحدوثه قبيل العصيان المدني الأخير، وحصل فعلاً..

*فكل حزب نفض عنه غبار (الخمول) وأتى مهرولاً..

*طيب، ما علاقة هذه القراءة للواقع باتهامات الذين لا يعجبهم قول (الحق)..

*وقديماً قال علي كرّم الله وجهه (الحق لم يترك لي صديقاً)..

*أما أنا فقد اعتدت على (طنين البعوض!!!).

صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. يا صلاح عووضة
    راجع نفسك … فأنت لست الناصح الوحيد ( ان كنت ناصحا )
    وواقعك ينبئ عنك … فأنت تعمل ( عند ) الطيب مصطفى … وهو ما هو من الكوزنة ( والكوزنة داء معدى )
    فأنت لست حتى أصيلا فى ( تكوزنك ) و تثبيطك للهمم … بل أنت ( مستأجر ) على أداءك لمهمة التخزيل والاضعاف
    واشارتك لدراستك الفلسفة ليست أمرا عظيما … ففى نفس دفعتك كان معك آخرين و سبقك غيرهم و من بعدك أرتال قد درسوها و تفوقوا عليك بأشواط لم و لن تبلغها باذن الله
    و ما يبدو لى من أثر فى دراسة الفلسفة عليك لا يعدو ( تأصيل ) العقد النفسية فيك

    فيا أخينا ريحنا و أقبض عمولتك و ( انطم )