منصور الصويم

موت الصحة


[JUSTIFY]
موت الصحة

يحكى أن موقع النيلين على الإنترنت نشر خبرا صباح أمس، نقلا عن قناة أم درمان الفضائية؛ لو صح ما ورد فيه من قصة ومعلومات، فعلى المواطن السوداني أن يبحث له عن منافذ علاجية جديدة شعبية أو عشبية وينسى نهائيا الخدمة المسماة (صحة) التي من المفترض أن تتوفر له في المستشفيات الحكومية مثلما ظل يحدث طوال عمر دولة السودان الحديثة منذ استقلالها إلى هذا الحين الذي بدأت تحدث فيه مثل الحوادث العجيبة والمفجعة، ترديا في الخدمة الطبية المقدمة وفقرا في الكوادر الطبية المؤهلة رغم آلاف الخريجين من الأطباء الذين تدفع بهم الجامعات السودانية في كل عام؛ الذين بلا شك تسربوا من السودان لسوء الظروف المحيطة بهم سواء المهنية أو المعيشية.

قال الراوي: خبر النيلين نقلا عن قناة أم درمان الفضائية، يقول: “كشف الإعلامي حسين خوجلي بـ(الشواهد والمستندات) عن مأساة مواطن أصيب في حادث سير بكسور فأغمي عليه، وتم تحويله من مستشفى كوستي المركزي إلى مستشفى الخرطوم التعليمي، وهو (ينزف) بحجة عدم توفر (أخصائي عظام)، وعند وصوله لمستشفى الخرطوم برفقة ذويه رفض المستشفى استقباله وتم تحويله إلى مستشفى الخرطوم بحري الحكومي ورفض الآخر استقباله ليعود أدراجه إلى مستشفى الخرطوم الذي قام بتحويله مرة أخرى إلى مستشفى إبراهيم مالك ورفض استقباله أيضاً بحجة عدم توفر (أخصائي جراحة العظام)، مما أضطر ذووه لنقله إلى مستشفى خاص في (قلب الخرطوم) طالبهم بفاتورة دخول غرفة عناية خاصة بمبلغ 8 آلاف جنيه بواقع ألفي جنيه عن كل يوم، إضافة إلى تكلفة إجراء عملية جراحية في ساقه بمبلغ 14 ألف جنيه، ولا يزال المريض في غيبوبة كاملة يصارع الحياة، ويحتاج إلى عملية جراحية أخرى في الوجه”.. هذا هو الخبر المأساوي كاملا!

ختم الراوي؛ قال: ثلاثة أو أربعة مستشفيات حكومية كلها – وفي ذات الوقت – تفتقد لوجود اختصاصي جراحة عظام في عاصمة البلاد، إذن من يعمل في هذه المستشفيات، ومن يعالج المرضى، ومسؤولية من هذا الغياب؟

استدرك الراوي؛ قال: المستشفى الوحيد الذي توفر به اختصاصي جراحة عظام كان مستشفى خاصا، مما يعني أن الاختصاصيين موجودين بالبلاد لكنهم فضلوا (العمل الخاص) على (جهجه) العمل العام، والثمانية آلاف جنيه زائدا الأربعة عشر ألف جنيه مبلغ ما هين؛ صاج؟

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي