حان بيع السودان!!
* بعد أن باع ممتلكات وأصول الدولة، وجرد القطاع العام من كل شئ، ودمر الاقتصاد السودانى، يسعى عبدالرحيم حمدى الآن لبيع السودان، ولا غرو فى ذلك ولا عجب، فمنذ متى كان قلبه وقلب (جبهته) على السودان، وأهل السودان، وممتلكات السودان، وأصول السودان، وقيم السودان؟!
* مثل عبدالرحيم حمدى لا يُلام على قوله بأنه يؤيد رهن أصول السودان للحصول على القروض، لان السودان لم يكن له فى يوم من الايام وطنا يخاف عليه ويدافع عنه ويسعى لتنميته وتطويره، وانما مجرد مصدر للثراء يتعامل معه كأى مستعمر يسعى لاستنزافه، ثم يلقى به للكلاب!!
* عبدالرحيم حمدى لا يهمه أن يرهن اصول السودان، مقابل قروض لن يكون مصيرها افضل من مصير ما سبقها من قروض وايرادات .. وإلا فليقل لنا (هو) أو أحد أعضاء (جبهته) أين ذهبت القروض السابقة أو إيرادات البترول الضخمة التى تجاوزت فى عشر سنوات فقط ( 1998 – 2008 ) 100 مليار دولار أمريكى، لم نرها توضع فى مشروع زراعى او صناعى ضخم يسهم فى الدخل القومى ويخفف الضائقة الاقتصادية ويبقى للاجيال القادمة، ولم تشيد بها محطات تخفف مشاكل الكهرباء وتزيد الطاقة الكهربائية تحفيزا للانتاج، وكما يعرف الكافة ان (سد مروى) شيد بقروض من السعودية والامارات وعمان والصين، ولم يدخله مليم احمر من ايرادات البترول، وليته لم يُشيد لطمره للاثار، وتقليص مناطق الزراعة، ومشاكله البيئية الفادحة فى المستقبل!!
* ولم تنفق على تشييد المدارس والمستشفيات ومؤسسات العلم والبحث العلمى لتنمية الانسان السودانى الذى يكابد المرض والجهل والتخلف، ولم تذهب حتى لانشاء استاد رياضى واحد نستضيف فيه المناسبات الرياضية الاقليمية برأس مرفوعة، وهاهى ما يسمونها بـ(المدينة الرياضية) لا تزال مرتعا للأغنام ومدينة للاشباح، وعنوانا للفساد ونهب المال العام .. فماذا يريد عبدالرحيم حمدى ان يفعل بالقروض التى سيرهن لها اصول السودان، ثم يبيعها عندما يفشل فى السداد، ثم يجد اهل السودان أنفسهم عبيدا لمستعمر جديد يفعل بهم ما يشاؤون، بينما حمدى وملته غارقون فى خيرات القروض فى اوطانهم الجديدة!!
* ولا يتورع السيد حمدى فى سبيل رهن وبيع السودان وتحويله الى مستعمرة، ان يعرض خدماته كسمسار لاستجلاب القروض، عندما يقول فى مداخلة هاتفية لبرنامج (الصالة) بقناة الخرطوم الفضائية، بأنه طرح هذا الأمر قبل سنوات عندما قدم عرضا بقيمة (40 مليون دولار) لولاية الخرطوم، أى أن السيد حمدى يريد القول إنه مستعد لتقديم خدماته فى استجلاب القروض مقابل موافقة الحكومة على رهن اصول السودان، وما يؤكد ذلك انتقاده الحاد لتخوف الحكومة من الخطوة، وحديثه عن لجوء بعض الحكومات لرهن اصول بلادها مقابل القروض، وذلك بغرض تشجيع الحكومة على رهن وبيع السودان، رغم أنه يعلم تمام العلم أن الحكومة ستعجز عن سداد القروض التى ستُهدر كسابقاتها، وتضيع الاصول، ويتحول السودان الى مستعمرة واهله إلى عبيد على يد حمدى وملته!!
* ولكى يغرى الحكومة اكثر لرهن وبيع السودان، يتساءل بخبث شديد (لو رهنا أي أصول لأجنبي هل سيأخذ هذه الأصول معه ويغادر بها خارج البلاد؟) .. ونرد عليه بالقول، ليت الأجنبى يأخذ الأصول ويرحل بها الى بلاده، فذلك أرحم بكثير من ان يكون متربعا على أصولنا، منتفعا بخيراتها، جاثما على صدورنا، رافعا سياطه فوق رؤوسنا، ونحن نسبح بحمده، وترقص نساؤنا لإسعاده !!
* تخيلوا ..هذا الذى يعرض السودان للبيع، ويقدم نفسه كسمسار، كان فى يوم من الأيام الوزير المؤتمن على اقتصادنا، فعل عرفتم كيف ولماذا انهار هذا الاقتصاد، ولماذا استولت الجبهة الاسلامية على السلطة فى السودان؟!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة
والله يا جماعة كلما رأيت هذا الرجل السمسار تذكرت قصة تاجر البندقية! هل لديكم تفسير ام مجر خاطرة؟