رأي ومقالات

صدفة وكتيب ينقذان حياة عروس

أولا انا زول ادبی ما بفهم كتير فی المسائل العلمية وما يتعلق بالطبابة وخاصة فی ذلك الوقت والذی وقعت فيه هذه الأحداث … والبداية كان قد دعانا ابوخالد وهو أخ وصديق عزيز قبل أن يكون صاحب العمل الذی نديره … وكان قد دعانا لتناول وجبة الغداء معه فی منزله بالرياض … وبالطبع لبينا الدعوة واكلنا وشربنا من كل مالذ وطاب .. وضربنا ضرب شديد … وجلسنا نحتسی كؤوس الشاي وفناحبل القهوة العربية التی يغلب علی نكهتها الهبهان والقرنفل … ونحن نتسامر ونتجازب أطراف الحديث نهض ابوخالد وأخذ يفتح عدد من الكراتين المغلقة ويخرج كمية كبيرة من المجلدات والكتب العلمية ليقوم بترتيبها علی ارفف مكتبته والتي تطغى عليها الكتب الدينية .
سألته وانا اساعده فی ترتيبها ؛ ما كل هذه الكتب والمجلدات ؟ فاجابنی ؛ هذه موسوعة علمية اشتريتها من مكتبة جرير عليها عرض .. المهم اننا رتبنا كل الكتب وبقيت علی الأرض ثلاث كتيبات صغيرة تشبه قصص اطفال المرحلة الأولية … فقال لی : إذا تريد هذه خذها … اعمل بيها شنو … ؟ لا قصة .. لا شعر .. لا نثر … المهم نظرت لأول كتيب منها وجدته يتحدث عن الزراعة المنزلية .. ولاننی اعشق الزراعة والخضرة حتى النخاع أخذتها وكان الكتيب الثانی يحتوي تجارب علمية لاختراعات مثل التقاط موجات الراديو .. والثالث يتحدث عن الإسعافات الأولية … المهم بعد أن انفض السامر ورجعت البيت واستلقيت علی سريری وتمددت طولا وعرضا وقبل أن يدركنی النعاس قرأتها الثلاث .. ولم تأخذ معی أكثر من ثلاثين دقيقة .. وبعدها باسبوعبن فقط غادرت المملكة الی أرض الحبايب ورمز المحنة والناس الحلوين السمحين الطيبين … وكنت معتادا علی شرب القهوة السودانية والتی تعلو ولا يعلی عليها ، مع والدتی الحاجة … ولم أكن من الكييفين وأهل المزاج البشمو ريحة البن والقلوة .. ولكننی كنت اشم ريحة وعبق وحنان والدتی فاسعد بذلك … وفی أحد الأيام وانا اجلس مع والدتی وصوت الفندك يعزف تلك السيمفونية العجيبة .. فإذا بالثكلی يشيلنا ومن مكان قريب … جريت وانا بالعراقی … بنت الجيران ممدة وامها وأخواتها وعماتها .. يبكن ويثكلن … نظرت اليها … العيون شاخصة فی السماء .. رفعت الايد ، لا أثر للحياة .. انا لله وانا اليه راجعون … بنت فی ريعان شبابها ، عروس .. وفجأة تذكرت الكتيب وابو خالد والموسوعة العلمية … فبدأت رابط الجاش … وفمت بعمل دلك للصدر لتنشيط الدورة الدموية والقلب …. وحاولت فتح فمها بصعوبة وعملت لها تنفس صناعی …. كل ذلك لم يستغرق أكثر من دقائق … فإذا بالحركة تعود الی الجسد رويدا رويدا … وتفتح ريا عيونها وتستغفر ربها وتتشهد … وكلنا نتنفس معها الصعداء والحي كلو انكسر فی بيت ناس ريا …. وكلما دخل عليهم شخص نقل الرواية وبركات الشيخ أحمد …. وقبل أن أغادر ناديت أخوها الأكبر واخبرته أن هذه الحالة قد تتكرر وما قمت به انا فقط إسعاف اولی … وضروري جدا نقلها لأقرب مستشفى …. وبالفعل تم نقل ريا للمستشفى … وأخذت العلاج اللازم وهي الآن أم لخمسة اطفال ….
ولقد حصلت علی الكثير من الثناء والتقدير من ريا وأهلها وعامة الناس ومن الدكتور الذی قام بعلاجها وقال لهم بالحرف الواحد ؛ لولا عناية الله والدور الذی قام به هذا الرجل ما كانت وصلت إلينا هنا … وأنا اشكر الله سبحانه وتعالى الذی جعلنی أكون سببا فی إنقاذ حياة إنسان … وبمعلومة بسيطة وكتيب لم تتعدى قراءته عشر دقائق ، وأقول لولا إرادة الله وتلك الصدفة ودعوة ابوخالد وزهده فی هذه الكتيبات والتی لازلت احتفظ بها فی مكتبتی .. لما كانت ريا عائشة بيننا اليوم … وذلك الفضل من الله ،؛ والله ذو الفضل العظيم .

بقلم
أحمد بطران