إبراهيم محمود يدخل إلى القائمة ومحمد حاتم ينزلق تصريحات قادة المؤتمر الوطني.. خروج عن روح التسامح السياسي
خبيرة في علم النفس: بعض التصريحات ينظر إليها المتلقي على أنها ازدراء وأنانية وعدم شعور بالآخرين
علي السيد: خطاب المؤتمر الوطني أضحى بضاعة غير مرغوب فيها من قبل المواطنين
كمن يجمعهم رباط تعاقدي مع الأفكار القائدة إلى تسميم الأجواء السياسية، ظل قادة بارزون بالمؤتمر الوطني ينزعون إلى إطلاق تصريحات يصفها البعض بالمستفزة ويؤكدون أنها لا تحترم المواطن، فيما ينظر إليها آخرون بوصفها حقائق خلا الجهر بها من الدبلوماسية والكياسة، ومؤخراً دخل مساعد رئيس الجمهورية المهندس إبراهيم محمود إلى دائرة التصريحات غير الموفقة، وهو ما حدث مع نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم محمد حاتم سليمان الذي تجري محاكمته بتهمة تبديد المال العام. ويلاحظ أن حاتم جاء بما لم يأت به الأوائل، إذ قال عانياً النشطاء والمعارضين: “لما نقوم بنطلع زيتكم”. لينضم بذلك إلى القائمة التي يتقدمها حالياً نائب الرئيس السابق الدكتور الحاج آدم، والذين عرف عنهما في السنوات الماضية العزوف عن التصريحات وإذ فعلا فإنهما يختاران أسلوباً وسطياً ومعتدلاً لتوصيل رسالتيهما، لتعود الأسئلة لتعتلي سطح الأحداث باحثة عن إجابات عن أسباب التصريحات الأخيرة الموسومة بالاستفزاز لقادة المؤتمر الوطني عامة وإبراهيم محمود والحاج آدم خاصة.
نجوم توارت عن الأنظار
قبل الخوض في التغيير المفاجئ لتصريحات إبراهيم محمود والحاج آدم وجنوحهما نحو ما يعتبره البعض استفزازاً، فإن قادة بالحزب الحاكم اشتهروا بإطلاق التصريحات التي يعتبرها البعض استفزازية ويراها أنصار المؤتمر الوطني طبيعية، وأبرز هؤلاء بكل تأكيد يأتي على رأسهم الدكتور نافع علي نافع الذي اشتهر بإطلاق سهامه نحو المعارضة غير أنه في هذا العام صوّبها نحو الشعب حينما قال إن البلاد قبل استيلاء الإسلاميين على السلطة كانت تنعدم فيها المياه والكهرباء، وأيضا خلال هذا العام ثارت العواصف ضد وزير المالية بدر الدين محمود حينما وصف الشعب السوداني بغير المنتج قبل أن يأتي ويؤكد أن حديثه أخرج من سياقه، والأمثلة لتصريحات قادة المؤتمر الوطني تطول لتشمل علي عثمان محمد طه صاحب مقولة “صوب واقتل: وكمال عبيد ورفضه إعطاء الجنوب “ولو حقنة”، وقول وزير المالية السابق علي محمود بأن السودانيين وقبل الإنقاذ كانوا يتنقلون بالدواب ، وصولاً إلى اتهام مصطفى عثمان إسماعيل بأنه وصف الشعب السوداني بالمتسول.
المهندس والتغيير المفاجئ
بعد أن غاب نجم الدكتور نافع علي نافع واختفت سطوته وتوارت تصريحاته التي كانت تحظى بإعجاب مناصري حزبه، وغضب وامتعاض معارضيه، فإن هذا العام شهد بروز بدلاء لنافع وأبرزهم بطبيعة الحال مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود الذي كان حتى وقت قريب يصنف من ضمن حمائم الحزب الحاكم ومن فئة التكنوقراط التي تعمل ولا تتحدث، غير أن توليه منصباً حزبياً رفيعاً في المؤتمر الوطني جعله يتزحزح من خانة الحمائم الى مربع الصقور، ليمضي على ذات الطريق الذي صنع نجومية نافع علي نافع رغم أن سلفه البروفسير إبراهيم غندور كان ينتهج أسلوباً تنظيمياً وسياسياً يرتكز على لين القول والابتعاد عن المخاشنات اللفظية، وإبراهيم وفي أكثر من مخاطبة جماهيرية كانت بدايتها بود مدني هذا العام وآخرها بالخرطوم وهو يخاطب لقاءات نوعية لأعضاء حزبه، فإنه ظل يردد جملة واحدة يعتبرها البعض تنطوي على استفزاز للشعب السوداني وامتنان عليه، ويبدو أن المهندس الزراعي له غرام مع هذه العبارة “استلمنا الحكومة والناس بتقسم الصابونة، والسكر بالوقية”، لأنه ظل يرددها كثيراً.. كما أطلق محمود تصريحاً مشابهاً لم يجد استحساناً لدى معارضي حزبه، فيما اعتبره منتسبو المؤتمر الوطني واقعياً، وذلك حينما قال:”الناس كانت بتبيت في صف الفرن لـ4 رغيفات وتقيف في صف البنزين عشان يلقوا ليهم جالون بنزين وكنا بنقسم الصابونة وندي السكر بالوقية”.
ومن أشهر التصريحات التي أثارت على الرجل الموسوم بالهدوء عاصفة من الاحتجاجات حينما وصف المطالبين بالحكومة الانتقالية من الذي جلسوا إلى طاولة الحوار بقاعة الصداقة بالحالمين.
توازن واعتدال
كما أشرنا سلفاً فإن شخصية مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود تبدو أقرب إلى الاعتدال والوسطية، وهذا ما جعل تصريحاته الأخيرة تثير الدهشة لدى البعض، وإبراهيم محمود المولود في العام 1959 بقرية تل أويت بمحلية ريفي كسلا ينحدر من أسرة دينينة ملتزمة ومحافظة كسائر الأسر بشرق السودان، ووسطية الرجل التي عرف بها فإنها تشكّلت داخل الجدران التي نشأ فيها بالإضافة إلى المدارس التي تلقى تعليمه بها، حيث درس بمنطقة القاش التي تعتبر أيضاً حاضنة دينية لخلاوى الشيخ علي بيتاي ، ومضى على ذات النسق الوسطي والسلاسة في التعامل إلى أن تخرج في جامعة الإسكندرية بجمهورية مصر في العام 1981 مهندساً زراعياً، وما جعل محمود أكثر قومية واقترابًا من فئة التكنوقراط عمله في معظم أرجاء السودان حيث بدأ مفتشاً زراعيا بكوستي، ثم مهندسًا بوزارة الري وكان ذلك قبل استيلاء الإسلاميين على الحكم في العام 1989، ولعل ما يعزز أكثر حقيقة أن محمود من الكوادر التي رسمت لنفسها خط الوسطية ومنهج لين القول انتماؤه للحركة الإسلامية على يد أشهر رجالاتها بشرق البلاد وهو الشيخ موسى ضرار الذي كان رمزاً للسماحة وحسن الخلق، وإبراهيم محمود الذي لا يصنف ضمن فئة البدريين في صفوف الإسلاميين لالتحاقهم بتنظيمهم في بداية عهد الإنقاذ، إلا أنه نجح في نيل ثقة القيادة التي دفعت به لتولي أكثر من عشرة مناصب دستورية منها وزير للزراعة والداخلية، ووالٍ لكسلا ومحافظ لأم كدادة وغيرها من مناصب، وطوال خمسة وعشرين عاماً لم يصدر منه تصريح تم إدراجه تحت طائله الاستفزاز.
الحاج آدم
إذا كان إبراهيم محمود نائباً لرئيس حزب المؤتمر الوطني والمسؤول الأول عن الشؤون التنظيمية مجبراً في بعض الأحيان على إطلاق تصريحات تتباين حيالها الآراء ـ كما يردد البعض ـ فان القيادي الآخر وهو الدكتور الحاج آدم لا يتولى منصباً يلزمه بإطلاق تصريحات تثير عليه رياح الغضب والاستياء، واللافت أن ذات الصفات التي ميّزت إبراهيم محمود مثل الوسطية والتوازن والهدوء مركوزة في شخصية نائب رئيس الجمهورية السابق، فالحاج آدم يوسف عبد الله المولود في قرية دنقسو “قوز محلب” بمحلية عد الفرسان بجنوب دارفور في العام 1955 وبحسب من عملوا معه في بواكير مشواره التنفيذي والسياسي وبجامعة الخرطوم وحتى حينما كان نائبًا للرئيس عرفت عنه البساطة ووزن كلماته بميزان الذهب، قبل أن ينطق بها، غير أن الرجل في الفترة الأخيرة وتحديدًا في العامين الأخيرين أطلق الكثير من التصريحات التي أثارت ردود أفعال عنيفة وجلبت إليه السخط، فالرجل الذي يحمل دكتوراه في الهندسة الزراعية من جامعة الخرطوم هو من أطلق ذلك التصريح الذي ما يزال متداولاً على نطاق واسع كلما جاء الحديث عن تصريحات قادة الحزب الحاكم، فقد أكد أن المواطن قبل الإنقاذ كان يمتلك “بنطالا أو اثنين ، والآن الدواليب مليانة هدوم”، وهو تصريح يعتبره كثيرون لا يليق بأستاذ جامعي.
مشوار حافل بالمناصب
الحاج آدم الذي أطلق الكثير من التصريحات الغرائبية بحسب البعض مثله وإبراهيم محمود، فقد تولى عددا من المناصب قبل أن يصبح مطلوباً للنظام في العقد الأول من هذه الألفية، إلى أن عاد نائباً للرئيس، فقد جلس على منصب مشرف عام اللجان الشعبية بولاية الخرطوم في بواكير عهد الإنقاذ، ثم وزيرًا للزراعة والثروة الحيوانية والشؤون الاجتماعية بالولاية الشمالية ونائب الوالي فوالياً للولاية الشمالية التي عمل فيها لمدة خسم سنوات متواصلة وكان يحظى باحترام كبير، لينتقل بعد ذلك إلى جنوب دارفور والياً عليها، ليعود إلى العاصمة من مسقط رأسه قبل المفاصلة ويتولي منصب وزير الزراعة حتى العام 2000، ليبتعد عن المناصب التنفيذية لعقد وثلاث سنوات إلى أن عاد نائباً للرئيس عقب مغادرته المؤتمر الشعبي الذي كان يشغل فيه منصب أمين أمانة الأقاليم لينضم الى الحزب الحاكم، والحاج آدم يؤكد كثيرون أن تصريحاته الأخيرة التي يصفها البعض “بالشتراء” لا تتسق مع شخصيته الودودة والهادئة.
تصريحات “شتراء”
الأكاديمي المرموق لديه إرشيف حافل من التصريحات التي أثارت غباراً من ردود الأفعال المؤيدة والرافضة، المستحسنة والساخرة ومنها توعده إسرائيل بالهزيمة عقب ضربة مصنع اليرموك للصناعات العسكرية قائلاً (سنهزم الإسرائيليين بالسواطير إذا ما أتوا بالأرض وليس بالجو)، وهو القول الذي جعل ناشطين ومدونين في الوسائط الإلكترونية يطلقون عليه لقب “الحاج ساطور”، وحفل هذا العام وتحديدًا النصف الثاني بعدد من التصريحات للحاج آدم التي أيضاً اختلفت حولها التفسيرات والآراء، ففي مؤتمر التعليم بالبرلمان طالب بتحرير العملية التعليمية، وقال: «القادرين يدفعوا ليتلقوا تعليمهم وغير المستطيعين عليهم التوجه لديوان الزكاة)، وأيضاً هو القائل في يونيو الماضي (إن الخرطوم إلى عهد قريب لم يكن بها ماء ولا كهرباء ولا حتى صابون وكبريت)، وأخيراً أطلق الحاج تعليقًا طريفاً حينما أشار الى أن الموظفين “كاتلين الدجاجة وخامين بيضها”، واللافت في الأمر رغم أن هذا التصريح يمكن قراءته من زوايا متعددة لا تصب في مصلحة المواظفين إلا أن اتحادهم لم يثر كما فعلت نقابة المعلمين ضد تصريحات نائبة رئيس البرلمان غير المنتمية للمؤتمر الوطني.
منهج علمي
هذه القضية وضعناها على منضدة عدد من المختصين منهم الخبير الإعلامي والقيادي البارز بالمؤتمر الوطني الدكتور ربيع عبد العاطي الذي أيضًا نالته سهام النقد حينما أوضح في برنامج بقناة الجزيرة القطرية أن دخل الفرد في السودان يبلغ 2800 دولار، واعتبر الكثيرون وقتها أن تصريحه ذلك حمل في جوفه تناقضاً وابتعد عن الواقع، يجيب الدكتور ربيع عبد العاطي على تساؤلاتنا مشيراً في حديث لـ(الصيحة) إلى أن علم المقارنات من المناهج العلمية المعروفة وهو ليس بدعة بل ممارسة بشرية متعارف عليها، ويكشف أن الهدف منها توضيح الفرق بين الأشياء والأزمان والعهود وغيرها، وينظر إلى تصريحات قادة حزبه التي توضح بأن البلاد ما قبل الإنقاذ كانت تعيش تردياً ومعاناة من زاوية أنها للتذكير الذي قال بأنه ينفع المؤمن، نافيًا إطلاق الاتهامات جزافاً والتأكيد على أن هذه الأحاديث تندرج تحت طائلة المن والأذى، وأضاف: مثل هذا الاعتقاد أعتبره مجرد حساسية سلبية، والمقارنات يجب ألا تنطلق من مواقف سياسية بل من حقائق مجردة، وحينما سألناه عن المعاناة التي يعيشها المواطنون حالياً والأزمات التي تمر بها البلاد وموقعها من إعراب مقارنات قادة الإنقاذ بين الماضي والحاضر، أشار الدكتور ربيع إلى أن الحكومات تختلف، وأردف: قد تأتي حكومة وتقود البلاد والناس إلى القاع، فيما تأتي أخرى وتسهم في حدوث تطور وتقدم، فالفشل كما النجاح درجات تتفاوت بين حكومة واخرى، ويعتقد أن إبراز الإنجازات والتباهي بها ممارسة موجودة بين الأحزاب في مختلف بلدان العالم عند الممارسات الديمقراطية وذلك في إطار التنافس والكسب، ويؤكد أنها ليست بدعة.
بداية النهاية
بالمقابل ينظر القيادي بالاتحادي الأصل الدكتور علي السيد الى تصريحات قادة الإنقاذ من زاوية مختلفة، ويشير في حديث لـ(الصيحة) إلى أن النظام وعند انقلابه على الشرعية والديمقراطية بدأ خطابه بالوعود البراقة والأماني السندسية وأكد تحويل حياة الشعب إلى الرفاهية والسعادة وتحويل أحلامه في التنمية والخدمات إلى واقع، ويقول السيد إن الوعود الكثيرة التي أطلقها النظام في بداياته حسم قضية الجنوب خلال أشهر بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية وتطبيق نظام الاقتصاد الإسلامي، ويلفت الدكتور علي السيد أنه وبعد انهيار مرحلة الوعود وعجز النظام الحاكم عن تفيذ ما وعد به المواطنين، انتقل بحسب السيد إلى المرحلة الثانية من خطابه والمتمثلة في التذكير بأهمية الصبر وتحمل الابتلاءات، وأوضح أنه وبعد أن أضحى هذا الخطاب بضاعة غير مرغوب فيها من قبل المواطنين الذين صبروا كثيراً دون حدوث انفراج كما وعد قادة الإنقاذ، انتقلوا إلي مرحلة عقد المقارنات بين الماضي والحاضر بالإضافة الى إطلاق بعض التصريحات الغريبة والمستفزة، وأردف: والهدف منه التنصل عن مسؤولية التردي الذي حاق بالبلاد في ظل هذا النظام الذي يرفض الاعتراف بتحمله مسؤولية ما وصلت إليه البلاد، مؤكدًا على أن الوصول إلى مرحلة المقارنات وإطلاق الاتهامات ناحية الشعب تعني بداية نهاية النظام.
واقع لا يمكن إنكاره
من ناحيته ينفي المحلل السياسي، البروفسير حسن الساعوري، أن يكون الهدف من التصريحات التي يطلقها قادة المؤتمر الوطني ممارسة استفزاز على الشعب، ويقول لـ(الصيحة) إن التعبير المقصود قد يكون هو أن التطور الذي حدث في عهد الإنقاذ على كافة الأصعدة رغم حالة الغلاء والمعاناة الحالية لا يمكن إنكاره، ولفت الى أن الهدف من التصريحات التي توضح إنجازات الإنقاذ ليس الامتنان بل توضيح الواقع الذي كانت عليه البلاد قبل 27 عاماً، ويرى أن كل الأمر مرتبط بالحال الذي كان عليه السودان والذي وصل إليه حالياً، وأردف: الذي لم يشهد عقد الثمانينات لا يمكن أن يشعر بالطفرة التي حدثت بالبلاد والتطور الكبير الذي طرأ رغم المعاناة الحالية التي يتكبدها المواطنون.
غير أن الساعوري رأى أن المسؤول وحينما يريد عقد مقارنات بين الماضي والحاضر عليه أن يبتعد عن التعبير الحاد، ويعود ليؤكد أن الأوضاع بالبلاد حالياً ورغم المعاناة تبدو أفضل حالاً عما كانت عليه، وأن المسؤولين بالحزب الحاكم حينما يصدعون بهذا القول فإن هدفهم ليس الامتنان والاستفزاز.
مصلحة وإنهاك
بالمقابل يعتقد أستاذ علم السياسة بجامعة النيلين البروفسير صلاح الدين الدومة، أن أسباب التصريحات التي يطلقها قادة المؤتمر الوطني متعددة منها الضغط النفسي بالإضافة الى الافتقار إلى الأسلوب المؤسسي والعلمي في إيصال المعلومة بشكل جيد الى المتلقي، ويقول الدومة لـ(الصيحة) إن عددا من قادة نظام الإنقاذ يفتقدون بعض صفات رجل الدولة وأن التأهيل الأكاديمي لعدد منهم يؤكد بأنهم لم يكونوا من المتفوقين والمميزين فكرياً وسياسياً رغم وجود من هم بهذه الصفات في صفوف النظام، ويعتبر أن هذا السبب يؤثر في تفكير العقل الجمعي والخطاب العام للحزب، والذي اعتبره الدومة مجرد كيان يجمع بين أصحاب مصلحة ليس من بين أهدافهم خدمة الوطن والمواطن، ويرى أن بعض التصريحات المستفزة توضح هذه الحقيقة، إلا أن الدومة يعود ويشير الى أن الضغط والإنهاك من الأسباب التي تدفع بعض قادة الإنقاذ إلى الخروج عن مألوف الحديث واللجوء إلى الكلمات الحادة في إيصال فكرتهم والتعبير عنها.
إثبات ذات
سألنا أستاذة علم النفس بجامعة الخرطوم، الدكتورة عبير عبد الرحمن، عن رأيها في التصريحات التي يطلقها بعض قادة الإنقاذ والتي تتباين حولها الآراء، فقالت لـ(الصيحة) إن بعض التصريحات أحياناً تندرج تحت إطار إثبات الذات للتذكير بإنجازات وإيجابيات من أطلقها، وذلك لأنه بحسب الدكتورة عبير يريد أن يعيش في أجواء إيجابية تمنحه دفعة للاستمرار، وتسهم أيضاً في أن يتملكه الشعور بالقوة آمام الآخرين، وترى أن في هذا الأمر تركيزا على الذات وتمركزا حول النفس دون التفكير في الآخرين الذين طالبت الدكتورة عبير أن يضع المسؤول نفسه في مكانهم وينظر الى تصريحاته وكيف يكون وقعها عليهم، وكشفت عن أنه في العادة فإن من يقودون حياة الآخرين يكون تركيزهم على الذات كبيراً، لافتة إلى أن أثر مثل هذه التصريحات ينظر إليها المتلقي من زاوية أنها ازدراء وأنانية وعدم شعور بالآخرين.
انعدام المقارنة
وكان رئيس حزب المؤتمر السوداني المهندس عمر يوسف الدقير الموجود حالياً في محابس الحكومة، بناء على موقفه من زيادة أسعار المحروقات، قد علق في فبراير من هذا العام في حوار مع صحيفة ألوان على ذات القضية، وقال إن إشارة قادة بالمؤتمر الوطني ومنهم إبراهيم محمود إلى اقتسام الناس الصابونة خلال عهد النظام الديموقراطي الذي سبق نظام الإنقاذ، وأكد أن المقارنة بين النظامين لن تكون في صالح الإنقاذ، وأردف: خلال العهد الديموقراطي كان الشعب السوداني موفور الكرامة والحرية ورغم بعض أوجه القصور في الأداء الحكومي كان يمتلك حق محاسبة الحكومة وتصحيح المسار من خلال صندوق الانتخابات الحرة، أما نظام الإنقاذ فقد تجاوز تقسيم الصابونة إلى تعميق المعاناة الاقتصادية وأضاف إليها مصادرة الحق المقدس في الحرية والكرامة والعدالة، وفوق ذلك يسعى عبر القوانين القمعية لاستئصال الامتياز الآدمي في الاحتجاج السلمي وتحويل الشعب إلى ضحية خرساء محرومة حتى من حقها الطبيعي في الأنين.
الخرطوم: صديق رمضان
صحيفة الصيحة
الكيزان كلهم معاتييه ومنفسنيين وانصاف مجانين وبعض عاقليين..
ذكري نكتة.
واحدة ركبت مع بتاع رقشة . يشيل ويشتم في الحكومة . الغلاء والدواء. والتعليم . والفساد .
الحاجة زهجت ليك منو . قالت ليهو يا ولدي ما تهاجر زي اخوانك .
قالبها والله انا فعلا زهجت واسة راجع لبلدي اثيوبيا.
الكيزان قاموسهم وسخ والمضاد الحيوي ليهم واثره كبير عليهم هو قاموس اليسار.مع احترامي لليسار إلاانهم بصراحه ماحرميه.كدا شوفو كم كوز وسخ منحط وحرامي وكم يساري نظيف.يااخوانا الحقيقه مره نقول شنو بس؟؟؟؟