تحقيقات وتقارير

زيادة الدولار الجمركي.. عبء ثقيل على المواطن


قال سمير قاسم رئيس غرفة المستوردين إن أي زيادة في دولار الجمارك ستؤثر سلباً على حركة الاستيراد وعلى الشرائح الضعيفة، باعتبار أن هذه الشرائح انعكس عليها ارتفاع في أسعار السلع، نتيجة الإجراءات الأخيرة دون أن تكون هناك زيادة مجزية في المرتبات، وتخوف أن تؤدي الزيادة إلى كساد في الأسواق وعزوف عن الاستيراد، ما يفقد الحكومة أموالاً طائلة ناتجة عن الجمارك والضرائب، بالتالي يؤثر على الخدمات ويؤدي إلى حدوث عجز في الميزان الداخليز. وأضاف إن الزيادات جاءت في وقت غير مناسب، وقد كان من الممكن أن تؤجل إلى وقت آخر. وقال أن الحل الوحيد للمشاكل التي يعاني منها الاقتصاد زيادة الإنتاج والإنتاجية وتحفيز الصادرات غير البترولية، بالإضافة الى قانون استثمار مشجع وإزالة الجبايات غير المبررة.

استغلال المواطن:
يرى الخبير الاقتصادي دكتور محمد الناير أن تعديل الدولار الجمركي، ورغم أن الزيادة لا تتعدى 20 قرشاً، مشيراً الى أنه تم التعديل من 6,4 الى 6,6 جنيهات، واردف الناير ان المستوردون سيستغلون هذا الأمر ويحملون الزيادة للمستهلك بصورة مضاعفة، وقال إن اي عبء على قطاع المستوردين سيتم تحميله للمواطن بصورة مضاعفة أكثر من العبء الحقيقي الناتج عن الزيادة، وقد كان على الدولة أن تبحث عن آليات أخرى للمعالجة بدلاً عن تعديل الدولار الجمركي. مشيراً الى أن أسعار السلع والخدمات تشهد فوضى كبيرة تحتاج الى ضبط، وفي ظل إصدار قرار التعديل فإن هذا يدفع المستوردين الى زيادة أسعار السلع المستوردة، داعياً الى زيادة الإنتاج والإنتاجية لزيادة حجم الصادرات وإحلال الواردات، ما يقلل عجز الميزان التجاري الذي ينعكس إيجاباً على أسعار السلع والخدمات، ويخفض معدل التضخم ما يجعل أثر تعديل الدولار الجمركي ضعيفاً ليس كما هو الآن.

عبء ثقيل:
يقول الخبير الاقتصادي عبد الله الرمادي: في ظل الظروف السائدة الآن من تصاعد في معدلات التضخم الناتج عن الاجراءات الاقتصادية الأخيرة، والتي شملت رفع الدعم عن قائمة من السلع الضرورية، والتي رفعت المستوى العام للأسعار مضافاً اليها ما عرف بتعويم سعر الجنيه السوداني، مشيراً الى أنه في الواقع تخفيض لقيمة العملة الوطنية بنسبة غير مسبوقة بلغت 60%، وقال إن كل هذا دفع المستوى العام للأسعار الى مستويات غير مسبوقة، وأشعل نار الغلاء مما فرض عبئاً غير محتمل على ذوي الدخل المحدود، وأضاف أنه في ظل هذه الظروف فإن اي زيادة مهما كانت طفيفة ستمثل عبئاً إضافياً على تكاليف المعيشة، وتدفع بمجموعات إضافية من المواطنين الى مستوى دون خط الفقر.. وقال إن زيادة الدولار الجمركي تعني من زاوية نظر المواطن الى أن اية سلعة تدخل البلاد سيرتفع سعرها الى أضعاف نسبة الزيادة المعلنة، باعتبار أن المستورد سيضيف نسبة أرباحه على القيمة النهائية للسلعة، وكذلك تجار الجملة، بالتالي ستضاف الزيادة على السلعة قبل أن تصل الى يد المواطن، وأشار الى أن زيادة الدولار الجمركي من زاوية نظر وزارة المالية فإن المحصلة النهائية لهذا الاجراء ستدر عليهم إيرادات إضافية.

تقرير:إشراقة الحلو
صحيفة آخر لحظة