منوعات

الألعاب النارية في المناسبات.. السودان يبدد ملايين الدولارات.. إثارة محفوفة بالمخاطر

تحفز الأعياد والمناسبات إقبال البعض على استخدام الألعاب النارية، كطقس احتفالي يضفي على هذه الأجواء إثارة وتشويق، لكن هذه المتعة عادة ما تكون محاطة بمخاطر ومفاجآت لا تحمد عقباها، لجهة أن تلك الألعاب عبارة عن متفجرات ضعيفة الانفجار نسبياً، وتصنع من مواد كيماوية شديدة الاشتعال.
وفي الأثناء، يُعدُّ السودان من الدول التي تستهك آلاف الأطنان من الألعاب والمفرقعات النارية التي تستورد من الخارج تزامناً مع المناسبات والأعياد، وكشفت ورشة نظمتها الهيئة السودانية للمواصفات للتنبيه بمخاطر تلك الألعاب عن تزايد الاستيراد بصورة مستمرة، حيث وصلت قيمة الواردات في العام 2011م إلى نحو (68) ألف دولار فيما بلغت في 2013م نحو ثمانية ملايين دولار لتصل في العام 2015م إلى نحو (12) مليون دولار.

أولويات مهمة
وفي السياق، وصف الخبير الاقتصادي والمحاضر بعدد من الجامعات السودانية يوسف محمد يوسف في حديثه لـ (اليوم التالي) استيراد الألعاب بهذا الحجم بتبذير متعمد لموارد النقد الأجنبي. وقال كان من الأولى توجيه مبلغ الـ (12) مليون دولار لتوفير أولويات تخص حياة الناس مثل السلع الأساسية والدواء، بدلاً من صرفها في مواد مضرة صحياً ونفسياً. وطالب بتجفيف الأسواق من تلك المفرقعات. وأضاف: “يجب مساءلة كل من يثبت تورطه في استيراد هذه المواد”.

أضرار بالغة
من جهته، يقول حمودة آدم حمودة أستاذ علوم الكيمياء بجامعة كردفان: “باتت هذه المواد تشكل خطرا على الموجودين في محيط استخدامها لما تسببه من حروق وتشوهات مختلفة قد تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة”. وأضاف: “يمكن أن تحدث هذه الألعاب أضراراً في الممتلكات جراء الحرائق إضافة إلى التلوث الضوضائي”. وأردف: “هناك عدد من المواطنين تعرضوا لإصابات في العيون نتيجة لانفجارات المفرقعات في المناسبات”. واستطرد: “تركيبة هذه المواد الكيميائية تسبب تمزقاً وحروقاً في الجفن، بجانب إمكانية دخول أجسام غريبة في العين أو انفصال في الشبكية، وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للبصر، كما أن الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام الألعاب النارية تعد من العوامل المباشرة للإضرار بالجسم”.

أدوار تربوية
من جانبها، قالت خبيرة التنمية البشرية وشؤون الأسرة الدكتورة هنادي محمد أحمد لـ (اليوم التالي) إن إشكالية الألعاب النارية تتمحور في جانبين أساسيين الأول مخاطر المادة المستخدمة، إذ تسببت في إحداث تشوهات لدى بعض الأشخاص ووفيات بسبب تلك المفرقعات، والثاني الصوت المدوي الذي يحدث عندما يلقي أحد الأطفال لعبته النارية بطريقة مفاجئة على أصدقائه، فيصيبهم بنوع من الفزع والأذى النفسي وإيذاء السمع بشكل مباشر من هذ الصوت المباغت. وأضافت: “الدخان الذي يخرج من الألعاب النارية يؤدي إلى تلوث البيئة، بجانب التلوث السمعي الذي يصيب الأطفال المحيطين بالمكان”. وأردفت: “قد تتسبب النار التي تنطلق من اللعبة إلى حدوث حرائق بالبيوت والأماكن المحيطة بموقع الألعاب”. واستطردت: “ينبغي أن نقوم بدور أكبر لمحاربة هذه الظواهر خاصة في الرياض والمدارس وطالبت التربويين بوزارة التربية والتعليم بضرورة توعية الطلاب وأولياء أمورهم عبر الوسائل المتاحة بمخاطر الألعاب النارية وما تشكله من تهديد حقيقي لا يستهان به لحياتهم”.

أرباح خيالية
تاجر بسوق أمدرمان – فضل حجب اسمه – قال لـ (اليوم التالي) إن الألعاب النارية تجارة محفوفة بالمخاطر‏‏ ولها موسم بيع يزداد فيه الإقبال عليها‏ مثل خاصة في شهر رمضان ومواسم الأعياد ورأس السنة الميلادية. وأضاف: “أما بقية العام فسيكون البيع شحيحاً ومرتكزاً فقط في الأحياء الكبيرة، حيث الحفلات والمهرجانات‏”. وأردف: “تختلف تجارة الألعاب النارية عن غيرها في حجم المخاطر والمغامرة التي يتحملها المستورد والبائع‏ من ناحية الصلاحية وطريقة التخزين‏ وتراخيص العمل أو المخاطر التي تكمن في الألعاب نفسها من إمكانية تفجيرها، وبالتالي يتم التعامل معها بحذر شديد، ولا يتم وضع كميات كبيرة منها للعرض بل يتم السحب من المخزن أولاً بأول‏‏ لتفادي أي كوارث يمكن أن تحدث”. ويضيف‏:‏ “نسبة الربح فيها عالية لدرجة مغرية‏”.

الخرطوم – منهاج حمدي
صحيفة اليوم التالي