تحقيقات وتقارير

هيئة علماء السودان.. تفصيل جلباب السلطة

اتهامات تطال هيئة علماء السودان وصلت حد التشكيك في شرعيتها وأهميتها، خاصة وأن مجمع الفقة الإسلامي جسم موازي لها، ويمارس نفس المهام، والأغرب من ذلك فإن غالبية أعضائه هم أعضاء في المجمع نفسه.
وتتولد أسئلة عدة على شاكلة دور تلك الهيئة، ومدى جدواها ومشروعيتها، لطالما كان الاتهام المباشر بالاستمالة للحكومة، واعتبرها كذراع لها، وتسميتها مجازاً “ بهيئة علماء السلطان”.

تقاطعات
تقاطعات الهيئة مع جسم رسمي معترف به ومعروف بمجمع الفقه الإسلامي الذي توسع على النطاق الخارجي بتلك المبادرات التي قامت بها الهيئة، والمتعلقة بمحاورة بعض الشباب الذين التحقوا بتنظيمات إرهابية، وإجراء بعض المقابلات معهم.
لكن الواضح والغالب فيها رفع سقف التصريحات السياسية والتدخل في آراء ووجهات نظر أكبر من الدور المناط بها، مما جعلها شريكاً وطرفاً في جدال بينها وبين مجموعات أخرى كالإعلام، واقحمت نفسها خلال الفترة السابقة في قضايا جدلية، وإن كانت محسومة بالنسبة لها، إلا أن ظهور بعض من أعضائها ومشاركتهم في العمل السياسي كالانتخابات جعل ذلك خصماً عليها، وهز من مكانتها، إلى جانب الاتهام المباشر لها في فشلها في عملية ضبط الخطاب الديني بالمنابر، وحصر دورها في الوعظ والإرشاد والدفع بتوصية كأقصى حد يمكن أن تقوم به.

الهيئة والترابي
عداء صارخ تميزت به علاقة الراحل د. حسن عبد الله الترابي وهيئة علماء السودان عرفت بحرب باردة خاصة الجوانب الدينية عند الترابي وفتاويه التي تراها الهيئة بأن بها حالة لبس، حيث يدعو الترابي في كثير من آرائه بجواز الاجتهاد بعكس الهيئة كإمامة المرأة، ليصفهم الترابي في نهاية المطاف بـ “علماء الحيض والنفاس “ .

المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان علي جاويش، قلل من ضم الهيئة للعلماء بمعنى الكلمة، كما هو الحال في مصر والمملكة العربية السعودية، وقال لـ(آخر لحظة) إن الهيئة تتحكم في المسائل السياسية فيها على كل شئ، ولم يستبعد أن يكون عزوف العديد من العلماء عنها نتيجة لهذا السبب، بجانب مراعاتها الشديدة للحكومة والسير في اتجاهها وأردف لا توجد معايير واضحة لانضمام الأشخاص لها بخلاف العلم الشرعي، وقطع بأن الهيئة تمولها الحكومة، مما جعلها لا تستطيع أن تقول رأياً مخالفاً لها، وذهب جاويش لأبعد من ذلك، عندما قال إن في كثير من الأحيان تلتزم الهيئة الصمت والسكوت في مسائل غاية في الأهمية .

هيئة طوعية
ويقدم الامين العام لهيئة علماء السودان البروفيسور محمد عثمان صالح مرافعة بحق الهيئة وينفي وجود تقاطعات بينها ومجمع الفقة الاسلامي باعتبار أن الرسالة التي يقومان بها واحدة، ورفض صالح في حديثه للصحيفة اتهامهم بالارتماء في أحضان السلطة، قائلاً نحن مع الصحيح سواء أكان ذلك مع الحكومة أو ضدها، ويفرق صالح بين الجسمين “ المجمع والهيئة “ باعتبار أن الأول يضم علماء كثر، ولكن بصفتهم الشخصية ويصل عددهم إلى (50) عضواً، ولها قانون مجاز وتابعة لرئاسة الجمهورية، أما الأخيرة فتقدم الفتاوي الشخصية وكل ما يتصل بالشأن العام ونشر العلم الشرعي، ولا تتبع لأي جهة حكومية، وإنما هي مسجلة فقط عند مسجل الهيئات الطوعية.

تقرير:عمر دمباي
صحيفة آخر لحظة

تعليق واحد

  1. يا صالح اتق الله انت تقوم بامر دينى ولو كنت صادقا وامينا فى مهمتك الخطيرة هذه لكنت الان فى السجن او مقتولا
    هذا النظام لا يحكم بم انزل الله وكثير من الاحوال تخالف الشرع بل تخالف الانسانية
    يا اخى حتى الخلفاء الراشدين ابو بكر وعمر وعثمان وعلى والصحابة كانت لهم اعمالهم الخاصة التى يعيشون منها رغم عب الرسالة التى يتولونها وانت تعيش على السلطان فكيف تنصحه او ترفضه ثم اليس راتب سلطان لا يقيم الشرع لك حرام