أبيناها مملّحة ..!!
المثل السوداني بقول.. تاباها مملّحة وتاكُلا قروض..
وترجمته لمن لا يفقه أمثالنا هي بالضبط حالتنا التي نعيشها الأن..
أوباما الرئيس الأمريكي وقبل مُغادرته للبيت الأبيض يوقع على قرار رفع العقوبات الاقتصادية (المشروط) على السودان وتعال يا زول شوف الفرح ونعنشة الآمال ، إحتلّ الخبر كُل وسائل إعلامنا مرئية ومسموعة فضلاً عن صفحات الفيس وقروبات الواتساب وتصدّر مجالسنا مدعوم ببُشريات كثيرة قادمة بدأت مع لحظة إعلان القرار الأولى والدولار يتقهقر أمام الجنيه المستقوي بصدور القرار وبُكرة أحلى شديد كما قال بعض من جاءت بهم القنوات في تحليلهم الفطير عن مُستقبل الإنفراج الاقتصادي والسياسي القادم..
أبيناها مملّحة وبجهل سياسي واضح ونحن ننحاز إلى عراق صدام وهو في أسوأ حالاته ونُخالف أمريكا ومن حالفها لأجل دفاعهم عن كويت قدمت لنا وبلا منٍ منها ولا أذى مالم نطلُبه منها بل كانت طائعة تُقدم لنا في مشاريعها الخيرية والإستثمارية الكثيرة والكبيرة والتي ما زالت تؤتي أُكُلها حتى يومنا هذا مُقابل لاشئ من عراقٍ لم يصمُد كثيراً وقد آل بكامله لأمريكا وصار بوضعه الجديد ما بعد صدام في قائمة أعداءنا ، لا وليتنا سكتنا على تلك الخيبة الكبيرة ونحن نعُض وبشدة في يدٍ إمتدت إلينا بخيراتها بل بدأنا نقذف بسهام الغشامة جيران لنا ونُطالب صدام الذي لم يستطيع حماية نفسه لتدمير مقدرات ومكتسبات الغير..
ذهبت أمريكا والكُويت وذهب معهم مُعظم العالم وتركونا..
أبيناها مملّحة عندما آثرنا الوقوف مع من لا يستحق وتركنا من يستحق الوقوف بجانبه وكانت (الهُوشة) التي فعلنا فيها ما لم يفعله الديك في العَدة ، خصومات لم يعُد لنا صليح بعدها وعقوبات بمبررات مُعلنة تتحدث عن الإرهاب وباطنها إجراءات تأديبية لمواقف وعنتريات ما بعد حرب الخليج وكم من التهديدات أرسلناها لأمريكا وروسيا وقد دنا عذابهما بخروج مارد الإنقاذ من قمقمه وما تلاها من مدٍ وجزر لم تكُن البلاد تحتاجه وبلادُنا في واقع الأمر لم تكُن تحتاج لكُل هذه الإدعاءات والهُوشات وكان التصالُح وقتها مع جميع دول العالم سمة تُميزها..
أبيناها مملّحه ثم عُدنا للبحث عن أكلها قروض جاافة وليتنا وجدناها ، ما من وسيلة تُخرجنا من عُنق زُجاجة الأزمات الخانقة التي أدخلنا فيها أنفسنا إلا وركبناها ولم نصل بعد لمُبتغانا , أزمات أصابت سوداننا الحبيب في مقتلٍ وأصابت ساسته بعدم التوازان إذ إستغرق البحث عن ما يجمعنا ثانية بالعالم وأمريكا (أخُص) كُل هذه الفترة بعُقودها الثلاث أهملنا فيها ما يُخرج السودان من أزماته الاقتصادية وبدأنا رحلة اللهث عن الرضا الأمريكي عنّا والذي لم تُجدي فيه كُل التنازُلات وكُل مُفردات الأسف عمّا بدّر منّا وبلعنا لكُل تصريحاتنا المُسيئة لها وللخليج الحليف القوي ، التحالف مع السعودية وقطع علاقاتنا مع إيران من مطايا الترضية..
وليتهم يرضوا..
بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة
نعم يا أبو الزهور … ليتنا سكتنا فيكون سكوتنا من (ذهب) … فنحن ينطبق علينا مثلنا العامي (رازة ونطاحة) وقول الشاعر العربي (لا خيل عندك تهديها ولا مالُ .. فليسلم النطق إن لم تسلم الحالُ) .. والله لا حالنا ولا نطقنا سلم.
وبعدين (الجعولية) دي ما بتنفع في كثير من الأمور خاصة في التعامل مع (الكبار) والكبير الله. .. حتى أن القدماء فطنوا للهذه الحقيقة وقد قال زهير أبن أبي سلمى (ومن لم يصانع في أمورٍ كثيرةٍ … يضّرس بأنياب ويؤطأ بمنسم) والمنسم خف البعير كما تعلم … وقد وطئنا بمنسم كبير لا زلنا نئن تحته … ليتنا صانعنا القوم وتجنبنا كل هذا العناء
وتقبل تحياتي