فرح اليتيم..!!؟
* قد يفرح اليتيم بقطعة حلوى، أو قليل من الدراهم.. تدس في يده.. أو حتى داخل أسماله البالية.. قد يشتري قطعة خبز ويأكلها.. أو يبحث عن قطعة (لحم) في أكوام (الزبالة) ويكون سعيداً.. الخ.. من ضرورات الحياة.. وهو نوع من (اليتم) الاجتماعي.. حتى يجد له أهلاً.. أو أقارب.. أو حتى (دولة) ترأف به.. ولكن أقسى أنواع (اليتم) هو أن تكون (يتيماً) سياسياً..!!؟
* في مثل بلد.. كبلدنا مثلاً مثلاً.. (!!؟).. تصل فئة (ما) الى السلطة.. وتستمر فيها سنوات متطاولة.. طولاً وعرضاً.. وبالتالي تصبح كل الثروة تحت يدها.. بترول وذهب.. ونيل وزراعة.. وأراضٍ استثمارية.. وثروة حيوانية.. بجلودها.. وكل (حبوب) الأرض.. ولكنها لا تقدر على الهواء وضوء الشمس (وحرية) الحركة والتجوال.. ولمزيد من السيطرة.. ترمي بكميات من البشر خارج وظائفهم.. وتأتي بسدنتها.. وحراس معبدها.. وترمي بعضهم خارج حدود الوطن في هجرات متتالية.. بحثاً عن الرزق الحلال.. وحضن وطن يكون (أدفأ) يحترم إنسانيتهم.. ومن هنا تبدأ رحلة.. الإنسان السوداني اليتيم.. أما داخلياً.. فما أقسى مرارة (اليتم) داخل الوطن.. لا عمل.. غلاء طاحن.. تفكك أسري.. فاقد (أبناء) تربوي.. لا تعليم لا رعاية صحية.. ومستلزمات علاج.. إلا (لهم).. ولمن دار في أفلاكهم المنتشرة فيما تبقى من السودان.. (والقبضة) الخانقة تزداد يوماً بعد يوم.. وبالتالي أصبحت (وثبة الحوار).. أضغاث أحلام.. ما عدا في عيون من ينتظرون (الفتات)..!؟!
* أصبح (المواطن).. البعيد عن أهل (شارع المطار).. (يتيماً).. سياسياً.. واقتصادياً.. وحتى اجتماعياً.. تدهورت بنياته الأساسية.. خاصة الاقتصادية.. وأهمها مشروع الجزيرة.. صار يدفع (تعليم.. صحة.. جبايات.. نفايات.. جمرات خبيثات.. فاتورة مياه بها شئ صحي.. من مياه الصرف الصحي).. الخ.. وسط غول طاحن من ارتفاع الأسعار.. ما عدا (هو) أصبح رخيصاً.. وكماً مهملاً.. وليس له (خاطرة).. في ذاكرة (الكبار).. أو من يتوهمون أنهم كبارا.. على شعبهم.. (!!؟!)..
* ووسط هذا (الزخم) الذي استمر مع (اليتم) لأكثر من (٢٧) عاماً تتناقل الأنباء والأسافير بفرح أن الولايات المتحدة قد قررت رفع (العقوبات) عن السودان..!!!
* الفرح.. بدأ من (الكبار) وتنزل منهم الر (التابعين) حتى من أهل (الفتات).. ولكننا نسأل..؟!!.. من المتسبب في (خناق) شعب لمدة (٢٧) عاماً.. وهل هؤلاء تأثروا بالحصار.. وعانوا من شظف العيش مثلنا.. أم من المتسبب في فصل الجنوب؟.. واشتعال النيران في أطراف البلاد.. بجنوبها الجديد؟!
* وهل رفع العقوبات.. إن تم يستحق هذا (الفرح).. وهذا (الهرج).. وهذا الصخب الذي هو أقرب الى هستيريا (الدفوف).. أم إن (الدولار) الأخضر الجميل.. سيكون في متناول اليد.. ويسهل الوصول اليه.. حتى في واشنطون.. ونيويورك بدلاً عن سفريات جنوب شرق آسيا.. (وماليزيا).. ودول الخليج وريالاتها.. بعد أن تركوا لنا (الريالة).. والتلمظ فقط..!؟!
* وستخرج (الدولارات).. من مكامنها.. من المكاتب
الخاصة (لا يهم إن سرق بعضها اللصوص).. ومن غرف النوم الوثيرة.. لا يهم أيضاً.. إن سرق بعضها.. أحد الحراس.. لأن بعض السرقات في هذا الزمان.. لابد أن (تحفظ).. لأن الأراشيف حبلى بالكثير.. والليالي أيضاً.. من الزمان (حبالى) مثقلات يلدن كل عجيب.. خاصة في مدينة كالخرطوم.. لا تعرف الأسرار أبداً.. بعد أن صارت تعاني من كثرة الأوساخ والنفايات.. (وبعض) قذارات النفوس الضعيفة..!!
* وبهدوء.. نتمنى أن ترفع العقوبات الاقتصادية.. وأن نهتم.. بالدولارات حتى المخبأة في حرز أمين.. أن نهتم بالزراعة فهي أساس كل خير.. لأن أراضينا.. أخصب من السهول الوسطى الأمريكية.. ونيلنا (أعذب) من نهر أوهايو أو الميسوري.. أو حتى المسيسيبي.. لأن على ضفافه قامت حضارات عظيمة.. وملوك عظماء وملكات.. علموا الدنيا كلها معاني الخير.. والإنسانية.. والحديث التاريخي يطول..!!
* على العموم.. مبروك عليكم.. ولليتيم (رب) يحميه..!؟!
مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة