طب وصحة

لماذا نتحدث إلى الكلاب كما الأطفال؟

للبشر نغمة صوت معينة، ونبرة خاصة أثناء تكلمهم مع الصغار، كما يستخدمون هذه الطريقة بشكل لا إرادي أثناء توجههم إلى الكلاب أيضاً، وبشكل خاص الجراء الصغيرة.

فجميعنا نقوم بتبديل نغمة صوتنا عند مشاهدة طفل رضيع، لتبدأ عندها مزيج من عبارات مبهمة وكلمات غير واضحة مثل (بوبو، غغغ،..)، أو تسميات أخرى مثل فطيرتي الشهية وغيرها من التسميات، وخصوصاً عندما نلاحظ سعادة الطفل وتفاعله مع هذه الألغاز والنغمات الغريبة المموجة.

ومن الملاحظ أيضاً أن الحيوانات تتفاعل بدورها مع طريقة الكلام ذاتها المستخدمة مع الأطفال وخصوصاً الكلاب.

وتوصل الباحثون إلى السر وراء ذلك في بحث نُشر في صحيفة «Proceedings of the Royal Society B»: «في تجربة أعدها توبي بن أديرت وفريقه في جامعة مدينة نيويورك، حيث طلب الباحثون من 30 امرأة إلقاء نظرة على صور لجراء صغيرة، وكلاب بالغة، وكلاب عجوزة ومناداتهم بالعبارة التالية: تعال إلى هنا، ولد شاطر».

وسجل الباحثون ما قالته المشاركات لتحليل اللغة لاحقاً، لم يستخدموا كلاباً حقيقة في تلك المرحلة حينها لتجنب تعقيد تحليل اللغة.

وفي المرحلة التالية شغل الباحثون التسجيلات لكلاب حقيقة من مختلف الأعمار لمراقبة درجة استجاباتهم واختلافها.

الجراء تحب لغة الأطفال تحدثت المشاركات إلى جميع الكلاب بالنبرة ذاتها التي يخاطبون بها الأطفال مع ملاحظة ارتفاع النبرة أكثر قليلاً عند محادثة الجراء الصغيرة. ولوحظ أيضاً أن الكلاب الصغيرة استجابت بشكل أسرع، ولمدة أطول من استجابة الكلاب الكبيرة في السن، التي أظهرت تجاهلاً للغة الأطفال، كما أوضح الباحثون، بالإضافة إلى عدم اكتراثهم بالأصوات البشرية التي لا تصدر عن أصحابهم.

ويعتقد الباحثون بأننا نميل إلى استخدام لغة الأطفال، بتغيير نبرة الصوت وغناء الكلمات مع الجراء، وذلك لأننا جميعاً نوافق على حقيقة أن شكل الجراء ظريف جداً، شكل وجوههم، والعيون الكبيرة المستديرة، مما يحفز غريزة الأبوة أو الأمومة والحماية، فنتحدث إليهم كما نتحدث إلى الأطفال.

المصري اليوم