مرحب مرحب.. بالدولار..!!؟
* كل البلد.. تتكلم في المجالس.. المكاتب العامة والخاصة.. وفي وسائل المواصلات.. حتى السواق.. تجده سارحاً.. والكمساري هائماً.. وست الشاي تضرب أخماساً في أسداس.. والكل يسأل متى تخرج (الدولارات) الى العلن.. وتصبح في (الجيوب) عادية.. أما (هم) فقد وضعوها أمامهم.. بعد أن خرجت من خزائن (المكاتب) التجارية الخاصة.. ودواليب غرف النوم.. ووضعوها على السرير (عيني عينك).. وعين الحسود فيها (حارس أمن).. والباقي على منضدة (السفرة) استعداداً للالتهام.. أو في شنطة السفر الكبيرة.. و(عبر) المطار الى نيويورك.. ذات نفسها.. وواشنطون التي كان ذات يوم قد دنا عذابها..!!
* وكلو من أجل مستقبل (العيال) المساكين.. حتى لا يعيشوا كما عاش الآباء والأجداد.. في شوارع المدن الخلفية.. وقراها النائية.. ودساكرها البعيدة..!!
* كل (الناس) تناست.. أن هذا الأخضر الليموني (اللذيذ)… أيام عز البترول.. والأمريكان ليكم تسلحنا.. أن الدولار كان (2) جنيه وأن أمواله التي خصصت للنفرة الزراعية.. اختفت في ظروف غامضة.. وأن (نائب) الوالي.. (الفنان) شطب بجرة قلم.. أكثر من (6) آلاف عامل من عمال السكة حديد.. بدلاً أن يعملوا على تطوير هذا المرفق المهم.. بعد أن صارت كل (محطاته) خراباً.. وكل حديد الورش في عطبرة.. مع تلك القطارات التي كانت تجوب أرجاء السودان.. قد تم تقطيعها وبيعها.. و(الفاعل معلوم).. ولكن النفوس التي تتقاسم الفعل هي دائماً أمارة بالسوء.. لأنها هي (السوء) نفسه ما دامت تحطم أحلام شعب.. (لمصالحها فقط)..؟! وهل استفاد منها (باقي الشعب).. علاجاً.. وتعليماً.. وخدمات عامة.. وقليل من رفاهية..!! والمستفيد معروف.. غير أهل شارع المطار.. (والفتافيت).. ولا يحتاج الأمر.. لذكاء..؟!!
* يا ناس يا عسل.. الدولار ظهر والكلام كتر.. وتناست الناس.. (السدود) الماسورة.. والكهرباء (الفشنك) رغم الزيادات.. والماء المخلوط برائحة (الصنان).. من أثر مجاري الصرف الصحي.. والغلاء الطاحن.. وارتفاع الأسعار.. وصار الكل (يحلم) بالانفراج السريع.. وكأن السيد (أوباما) تاجر في شارع الجمهورية.. (وترامب) في السوق العربي.. متناسين.. أين يوجد (الدولار)؟!!.. رغم أن الإجابة سهلة وبسيطة.. بساطة السذاجة والعبط.. الذي لازمنا.. ردحاً طويلاً.. يقترب من (28) سنة.. في يوليو 2017م..؟!!
* ويجب ألا ننسى تلك الفترة أيضاً من 1956م.. فترة وتاريخ بداية (اصللاستغلال)..؟!!
* وكمثال.. ومن الخرطوم العاصمة.. فقط.. لنرى أين (الدولار الظاهر) غير المخزون(!!؟!)
(1) العمارات في أرجاء كثيرة.. (البرتقالية) الجميلة.. في جنوب الخرطوم.. وصاحبتها سيدة الأعمال الشهيرة التي نبتت من العدم.. وتلك الأخرى بالقرب من شارع (41) محمد نجيب.. والتي تملأ مساحة واسعة.. وعالية.. وش (15) العمارات.. وبالقرب من (ش) الغابة..!!
(2) (المول) الشهير.. ملجأ أهل الليل وخفافيشه.. وبالقرب منه ذلك الفندق.. روعته لا تجعلك تنام.. أو حتى تغمض عينيك..!!
(3) عمارتا (الوزير) وصاحبه السمسار.. (بتاع الكسرة).. والعصير أب مصاصة.. وعمارة (المتقشف) بتاع الصابونة والقمصان.. والمنازل التي يمتلكها من وصف شعبه ذات يوم بأنهم (شحاتين).. قبل وصولهم لسدة الحكم..؟!!
(4) بالقرب من منطقة القنطرة.. شرق النيل.. عمارات نبتت فجأة.. في عز أزمة (الدولار) والحصار (الاقتصادي).. ويا عيني على الاقتصاد.. منها (ألف) متر2.. من الحتات الباعوها.. وهذه (الألف).. هدية..؟!!
* هذا قليل جداً.. ونقطة في بحر متلاطم الأمواج..
* والدولار.. يا سادة:
* رجع البلد.. بعد السنين الفيها شعبنا انقرض..!!
* مع الاعتذار.. للفنان العزيز.. محمد الأمين..!!
مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة