آن الأوان للتفاؤل؟
أشعر بتفاؤل كبير أرغب في أن يشاركني إياه هذا الشعب الصابر المحتسب الذي تجرع من كؤوس الابتلاء وقسوة الضغوط ما لا أظنه قد شهدها في تاريخه الطويل.
إن مع العسر يسراً .. أن مع العسر يسراً ..أي والله فقد بدأت إرهاصات الفرج وأطلت بشائر الأمل بمتغيرات ساقها الله إلينا بعد أن كدنا نقنط وبعد أن تصاعد الاحتقان إلى درجة غير مسبوقة وبلغ السيل الزبى والروح الحلقوم خاصة عقب صدور القرارات الاقتصادية الأخيرة بما فيها تحرير سعر الدواء بتلك الصورة التي وترت الشارع وألهبته حتى كاد ينفجر وتداعى الناس للعصيان وزهدوا في الحوار الذي لطالما بشروا بأنه سيكون سفينة النجاة التي ستحملهم إلى بر الأمان والسعد والرخاء.
ترجل الحوار وأخلى الساحة لنذر التغيير الحاد الذي كدنا نرى من ثقوبه شيطان الحرب السورية حين أطل خلال تلك الأيام النحسات شبح عرمان وعقار والحلو وحريق هجليج وأبو كرشولا وأخذ يتوعد الناس بالخراب والدمار والموت الزؤام وبدأت بيانات أولئك الشياطين تملأ الساحة وتزمجر بالتهديد والوعيد وبدوا وكأنهم يدقون أبواب الخرطوم فاتحين.
يا سبحان الله.. وفجأة يأتي بعد الضيق الفرج وتطل البشائر .. صدقوني إنها دعوات المستغفرين بالأسحار أن يحفظ هذه البلاد من شياطين الإنس والجن من لوردات الحرب ومسعري لهيبها .. نعم ، فجأة تهب نسمات التغيير الإيجابي وتسري في جسد المشهد السياسي متسللة رويداً رويدا بدون أدنى مقدمات .. ويخنس صوت النذير ويزوي وينحسر أمام دفع الخير المتدفق من رب كريم .. فيتحرك الحوار إلى الأمام ويصل المتحاورون إلى اتفاق يدفع إلى إزالة بعض نقاط التوتر والشد والجذب خاصة بند الحريات التي أعيت الطبيب المداويا وكانت سبباً في الكارثة الأكبر في مسيرة الإنقاذ وأعني بها مفاصلة القصر والمنشية ويدفع بالتعديلات الدستورية إلى البرلمان.
ثم فجأة .. نعم فجأة وبدون مقدمات موثوقة تأتي المنحة الكبرى التي لم يتوقعها أكبر المتفائلين سيما وأن الرئيس الأمريكي أوباما ، الذي استنفد وزير الخارجية غندور ومدير جهاز الأمن محمد عطا وصحبهما جهدهم مع إدارته حتى يزيح تلك العقوبات بدأ يحزم حقائبه ليغادر البيت الأبيض ، فجأة يعلن أوباما عن رفع العقوبات المفروضة على السودان.. كانت مفاجأة ورب الكعبة لأن كل الآمال بفرج قريب يزيل ذلك الحصار الأمريكي بل والعالمي الجائر كانت قد تحطمت بإعلان تجديد العقوبات عاماً آخر في نوفمبر الماضي.
لم أر الشعب السوداني(مسيسا) كما رأيته غداة الإعلان عن رفع العقوبات فقد تناقل السودان كله بدوه وحضره ومتعلموه وأميوه ذلك الخبر الذي سارت به الركبان في شتى أنحاء السودان بل وبين كل السودانيين في كل أرجاء العالم ، تناقلوه عبر الوسائط وغيرها وانتهى التوتر أو كاد وامتلأ الناس بشراً وفرحاً وانشراحاً.
من جانب آخر نزل خبر رفع العقوبات كالصاعقة على المتمردين جميعاً سواء الرويبضة عرمان ورفاقه أو متمردي دارفور فأحال حياتهم إلى جحيم ومنامهم إلى كوابيس فطفقوا يهرفون بما لا يعرفون ويكفرون بما يعلمون ، (فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) فما أتعسهم وما أبأسهم وما أشقى هذا الشعب الطيب بهم وبجرائمهم التي قتلوه وشردوه بها وشوهوا سمعته وسمعة وطنهم التعيس بهم وبأمثالهم من المشوهين خلقياً والمرضى نفسياً .
وأنا أكتب هذه الأسطر قرأت خبر عودة الإمام الصادق المهدي فيا له من خبر سعيد سيكون أكثر إيجاعاً لعرمان ورفاقه من خبر رفع العقوبات الأمريكية فقد انفض سامر تحالف المشوهين الذين أقسم بالله أن الإمام الصادق لا يشبههم وما كان ينبغي أن يكون في أي يوم من الأيام جزءا منه، وأني لأرجو من الرئيس البشير ومن كل القوى السياسية الوطنية أن تحسن استقباله، وسأكون وسيكون تحالف قوى المستقبل للتغيير ومنبر السلام العادل من أكثر الناس سعادة بعودة الزعيم الكبير الذي نرجو أن يكون جزءا من الحوار لإحداث التغيير المنشود لوطننا الغالي.
ما زاد من وحشة وبؤس وانهيار المعارضة المسلحة أن أمريكا كشرت لهم عن أنيابها فها هو المبعوث الأمريكي دونالد بوث يدمغهم ويفضحهم بأنهم يقدمون مصالحهم الحزبية على مصلحة السودان وذلك بعد أن رأى بعينيه مواقف عرمان ورفاقه في مؤتمر تحالف نداء السودان المنعقد مؤخرا في باريس.
ثم ها هي خيرات رفع المقاطعة الأمريكية تترى وتمنح المملكة العربية السعودية السودان (14) طائرة من طراز أيربص وبوينج وطائرات شحن وغير ذلك، وتنهال الودائع المصرفية من السعودية ودولة الأمارات وقطر مما يخفف من الضغط على الجنيه السوداني الموعود بانخفاض كبير إن شاء الله.
كذلك تبدي الشركات الأمريكية والأوربية رغبتها في دخول السودان وينتهي عهد انفراد القطب الواحد (الصين)بالسودان مما ينهي الضغوط التي أخذت تمارسها على السودان لتتواضع قليلاً فشتان شتان بين الـ (high tech) التي تتمتع بها الصناعات الأمريكية والأوربية والصناعة الصينية.
إنها البشائر التي تحتاج إلى إصلاح جذري في السياسات الاقتصادية كما تحتاج إلى أن نمضي في الحوار بخطى واثقة نُحدث بها التحول الذي سينقل بلادنا بمشيئة الله تعالى إلى بر الأمان.
الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة
وكمان اكتملت الفرحة بتسوية اسهمك في الانتباهة
إقتباس : ( …يخفف من الضغط على الجنيه السوداني الموعود بانخفاض كبير إن شاء الله..)… الموعود بإنخفاض ؟ أم بإرتفاع ؟ أين مدققي ومصححي الصحيفة ؟
إقتباس : ( ..ذلك تبدي الشركات الأمريكية والأوربية رغبتها في دخول السودان وينتهي عهد انفراد القطب الواحد (الصين)بالسودان مما ينهي الضغوط التي أخذت تمارسها على السودان لتتواضع قليلاً فشتان شتان بين الـ (high tech) التي تتمتع بها الصناعات الأمريكية والأوربية والصناعة الصينية.)
ياخي والله البيع عندكم سريع خلاص : أول أمس دي ما كانت الصين هي الحبيبة والصديقة وإيران هي الصديق الأول … وكانت أمريكا هي ( الشيطان الأكبر ؟؟؟) تخلوا عنهم ولكن ليس بهذه الصورة السافرة : أبغض عدوك هوناً ما عسى أن يكون صديقك يوماً ما … واحبب حبيبك هوناً ما وقد يكون عدوك يوماً ما .