قصة قصيرة.. من حلم جميل لسيل عرمرم
انتهت نشرة الأحوال الجوية دون أن يلحظ أي جديد عدا ميلان الفاصل المداري قليلا إلي الشمال وارتفاع درجات الحرارة في كل القطر .
أحكم إغلاق التلفاز وقرأ آية الكرسي والمعوذتين والإخلاص عدة مرات وأسلم نفسه للنوم .. ثمة صيوان كبير وضيوف ولمة فرح .. الأصدقاء والمعارف والأهل يباركون ، أصوات الدفوف والزغاريد تملأ عنان السماء .. فنان وموسيقي وساوند ورقص وعرضة .. أبشر يا عريس .. أبشر …
دا حلم ولا علم ؟ نظر إليها في ثوب زفافها الأبيض غير مصدق وهي تبدو كزهرة أو فراشة بيضاء ، إنها إلهام .. أخيرا يا إلهام !! مبروووك .. تحدثت إليه في أذنه في حياء وسعادة غامرة ، يا ألله !! … أمسك بيدها وهو يشق الجمع الغفير وسط الأهازيج والزغاريد والفنان يشدو ويغرد : حققنا احلامنا والعاشق عقبالو .. غادر الحفل حيث تنتظره سيارة خاصة ، عظمة شديدة ، مزينة بالأنوار والزهور ومكتوب عليها : مبروك إلهام .. مبروك حامد .. لحظات ووصل الفندق وهو يكاد يطير من الفرح .. دخل وهو ممسكا بيد عروسته وهو ينظر لعينيها الناعستين .. أخيرا إلهام .. أغلق باب الغرفة بالمفتاح ، خلع الجزمة والشراب ، وقبل أن ينزع ربطة العنق ، الكوراك ضرب : عوووك يا ناس الحلة هوووووي أصحوا .. السيل جاكم .. فتح عينيه وأغمضها ، سيل ؟ سيل شنو ؟
عووووووك .. قوموا اصحوا ، الدنيا خربت والبيوت شربت ..
اصحوا يا ناس قبال تقع فيكم ..
فتح عينيه وعركها عدة مرات .. شنو خربت .. شربت !
إلهام ..
انتفض من نومه ودفع الباب الي الوراء وقفز في الماء ، لا حوله ولا قوة الا بالله ، لون الأرض كلون السماء ، وقبل ان تبتعد اقدامه أمتارا عن موضع بيته سمع صوت دوي انهيار بيته وتحوله الي ركام !
أخذ ينظر الي حطام بيته علي ضؤ البرق وهو يسترجع نفسا عميقا ويقول : إلهام أنا حي ، أنا لم أمت .. الحمدلله .
أحمد بطران