زهير السراج

الرئيس الأمريكاني والبرطمان السوداني !!


* بدلاً عن الاحتجاج الرسمي على القرار التنفيذي الأمريكي بمنع دخول السودانيين ضمن مواطني ستة دول أخرى الى الولايات المتحدة الأمريكية، تهافت مسؤولو النظام الحاكم على إطلاق التصريحات التي تنفي تأثير القرار على (سفرهم) الى أمريكا في وفود (رسمية) اختلقوها اختلاقاً ليتفسحوا ويرفهِّوا عن أنفسهم هناك، من ضمنها الوفد البرطماني (عفواً، البرلماني) بقيادة رئيس المجلس الوطني الذي أُعلن أن الغرض من سفره هو التفاكر مع المسؤولين الأمريكيين لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وذلك على خلفية الفرحة العارمة التي اجتاحت النظام بالرفع الجزئي للعقوبات الاقتصادية الأمريكية، ولا يدري أحد حتى الآن مع من سيتفاكر ويتباحث سيادة رئيس البرطمان السوداني (عفوا البرلمان) حتى هو نفسه، إن كان هنالك من سيتفاكر ويتباحث معه في الأساس، اللهم إلا المدراء التنفيذيين للبرلمانيين الأمريكيين، الذين اعتاد أن يقابلهم ويتفاكر معهم كلما سافر الى أمريكا للفسحة والاطمئنان على الصحة الغالية !!
* أحد الذين تهافتوا على اطلاق التصريحات التطمينية، هو السيد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان (محمد مصطفي الضو) الذي سارع للنفي بأن يعرقل الأمر التنفيذي الصادر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زيارة الوفد البرلماني المتجه لواشنطن في فبراير المقبل.
* وأكد (الضو) اكتمال تأشيرات الوفد البرلماني، وقال “إن الزيارة قائمة في موعدها، وتوقع مغادرة وفد المقدمة في 12 فبراير القادم، للترتيب لوصول الوفد الرئيسي بحلول 19 فبراير”، وأضاف، “انه ليس هناك ما يدل على أن الأمر التنفيذي سيشمل الوفود الرسمية، وأن الوفد البرلماني ذاهب في مهمة رسمية تنتهي في وقتها وليس طلباً للهجرة، وأن هناك الآن وفودا سودانية بأمريكا، وأخرى تعد العدة لزيارتها، واعتبر ان القرار ليس بالحدة التي يتحدث بها الناس”.

* تخيلوا .. هذا هو كل ما يهم أحد مسؤولي النظام، فبدلاً من أن يرسل الى رصيفه في الكونجرس الأمريكي محتجاً على القرار التنفيذي للرئيس، أو على الأقل يعلن احتجاجه على القرار، فإن كل ما يهمه أن زيارة وفدهم لأمريكا لن تتأثر بالقرار، ويبشر معشر الشعب المغلوب على أمره، المنهوبة أمواله، والمبعثرة موارده على السفر والترفيه والسياحة الخارجية والاطمئنان على الصحة الغالية للمسؤولين العظام، بأن هنالك وفد مقدمة لبحث الترتيبات (تحنيس بعض أعضاء البرلمان الأمريكي للقاء رئيس البرلمان ورفاقه الميامين)، ثم يلحق به الوفد الرئيسي بعد اكتمال الترتيبات (يعني موش وفد واحد، بل وفد مقدمة ووفد مؤخرة، يا بختنا بتضييع أموالنا على وفودكم الرسمية التشريفية الترفيهية يا سعادة رئيس لجنة العلاقات الخارجية، هنيئاً لكم) !!

* ثم أن السيد رئيس لجنة العلاقات الخارجية يستنكر انزعاج الناس من القرار، ويصرّح بأنه ليس بالحدة التي يتحدث بها الناس، بينما القرار يمنع المواطنين السودانيين (ضمن آخرين) بما في ذلك الحاصلون على تأشيرات من الدخول لأمريكا، ولقد منعت شركات الطيران كثيرين من السفر، واعتقلت السلطات الامريكية الكثيرين من مواطني الدول المذكورة في القرار في موانئ الوصول بالولايات المتحدة، فكيف لا ينزعج الناس، وكيف تقول يا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرطمان، أن القرار ليس بالحدة التي يتحدث بها الناس !!
* ولكن، ليس غريباً أن يصف سيادته القرار بأنه ليس بالحدة التي يتحدث بها الناس، فمتى كان سدنة النظام السوداني يهتمون بالمواطنين، ويحسون بألامهم، حتى يقدروا ان كانت الأضرار التي تقع عليهم حادة، أم غير ذلك، أم خفيفة أم ثقيلة !!

* غير أن الغريب أنه، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرطمان وأحد حملة الجوازات الدبلوماسية، لا يعرف أن القرار لا يشمل حملة الجوازات الدبلوماسية الذين حصلوا على تأشيرات دخول مسبقة للولايات المتحدة، فيطمئننا بالقول أنه لا (يتوقع) أن يشمل القرار الوفود الرسمية، مع أن القرار ينص على ذلك!!
* هنيئاً لكم سيدي بالرحلة الترفيهية السياحية الى أمريكا، ونتمنى لكم ولمرافقيكم اجازة ممتعة، .. وسفراً سعيداً، وعوداً حميداً !!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. حقيقة مافى برطمان غيرك يا دكتور زهير السراج..لانك مهما كنت مفروض تحترم مؤسسات الدولة ..عارض على كيفك لكن لازم تعرف ان كلمة النظام و البرطمان ليست مسميات لهذه المؤسسات..الحكومة والمجلس الوطنى..احترم نفسك على الاقل لأن الاسفاف لن يجعلك بطلا او معارضا

    1. أتفق معك الاحترام مطلوب ولكن للأسف هي الحقيقة فقد هددوا بالمعاملة بالمثل فقط عندما منع بعض وزرائهم ومسئوليهم من دخول أمريكا سابقا، ويتأكد ذلك عندما ننظر إلى العلاقة مع مصر فطالما الدستوريون وحملة الجوازات الدبلوماسية يدخلون فعلى المواطن ألا “ينزعج” من المرمطة في صف التأشيرة إلى مصر ! على حكومتنا الرشيدة أن تدرك أن الحقوق التي يتمتع بها المصريون في السودان يجب أن تكون مقابل حقوق للشعب السوداني وليس للدستوريين- لا يمكن أن يكون المواطن خارج حساباتكم!!! وذها تذكير وليس دعوة للعصيان