(أربحاء) وعقاب شهر
هل خطر ببالك لحظة أن البعض من معارفك يختلس النظر الى عداد الكهرباء (تبعك) ؟؟ مثل زائرتي تلك التي ترددت قليلا عند خروجها ثم قالت .. (يا جماعة كهربتكم دي قربت خلاص .. أمشوا أشتروا )..من أين أتى ذلك العبقرى الذي أخترع عداد الدفع المقدم ؟؟ وعبقريته تلك لماذا لم تدفع الى ذهنه بأفكار نيرة مثل عمل غطاء للعداد ؟؟.. ذلك أن فيه (كشف حال) للأسرة ومعرفة أحوالها المالية حين دخول بعض المهووسين بتفتيش عدادات الكهرباء الى منزلك ؟؟ .
هذا الغطاء سيكون علاجا ناجعا لنظرات المتطفلين ..وكيد الحاسدين والشامتين الذين يتربصون بك في نهايات الشهر مثل هذه الأيام ..حيث تظهر لك المصائب الواحدة تلو الاخرى ..تتماسك وتتجلد وتدعى الصمود ..اذا بعداد الكهرباء يعلن افلاسك على الملأ ..طيب ما عمل غطاء ..خلاهو مكشوف كدا ..على الأقل كان مخترع الجهاز يعمل تحويل رصيد في الكهرباء ..عندما يفاجئك بعض الزوار ..وعداد الكهرباء يؤول الى الصفر ..وحرارة جيبك تكاد تصل درجة الغليان ..فتسارع بالاتصال بصديق ..طالبا منه أن يرسل لك ببعض (الكيلو واطات) ان كان هناك فائض لديه ..والعاقبة عندهم في المسرات .
المشكلة ان عداد الكهرباء هو اول شئ يقع عليه بصرالزائر وهو في طريقه الى داخل المنزل ..حتى هذا لم يراعوا فيه الا ولا ذمة ..العداد لا يجوز كشفه للغرباء وعابري السبيل ..نعم ..لا يجب ان يكون عرضة لكل من هب ودب ..وان كنت لابد فاعلا ..وليس لك حيلة ..فما عليك الا بالمرور عليه قبل دخول أي ضيف ..حتى لا تصبح عرضة لألسنة الناس وتصير حديث المجتمعات بل ربما تم رفض زيجات تبعا لتعليق عابر تقوله أحداهن (يختي الناس ديل تعبانين ..ما تشوفي فرشهم وظرافتهم ..عداد الكهرباء حقهم ما فيهو غير 20 كيلو واط ).
حكماء الحداثة قالوا (الخمسين سنة الاولى في حياتك هي الصعبة ..بعد داك تقعد تطفي الأنوار ..وتقفل المراوح بمزاجك ..زول يقدر يقول ليك حاجة مافي) ..دا كان زمان ..الشغلانة ما عايزة خمسين سنة ولا خمسة سنوات ..الشغلانة عايزة عداد دفع مقدم ..وزيادة تعريفة الكهرباء دون أسباب واضحة ..حينها فقط يا صديقي ستعلم ..(الطفا النور منو).
د. ناهد قرناص