منوعات

حُرم من الانترنت في بلدته وفاز بجائزة من غوغل في التشفير

نجي كولينز، الشاب الصغير (17 عاما) من الكاميرون، هو أول أفريقي يفوز بالمسابقة السنوية للتشفير التي تنظمها شركة غوغل.

وهو يعيش بعيدا عن منزله بمسافة 370 كيلومترا، حيث يقيم في منزل أبناء عمه في العاصمة ياوندي لأن الحكومة قطعت خدمة الانترنت عن مسقط رأسه.

تحدث كولينز لبي بي سي عن مجموعة من المهام الفنية المعقدة التي أنجزها لشركة غوغل بين نوفمبر/تشرين الثاني ومنتصف يناير/كانون الثاني، والتي ساعدته في حصد جائزة التشفير.

شارك كولينز في المسابقة مستفيدا من المعرفة التي اكتسبها من خلال تعلمه التشفير لمدة عامين، وكان مصدر تعلمه الأساسي هو الانترنت والكتب الإلكترونية بالإضافة إلى مهارات أخرى اكتسبها خلال نشاطه.

وتُتاح المشاركة في المسابقة التي تحمل اسم “غوغل كود-إن” للطلاب ما قبل المرحلة الجامعية في أنحاء العالم ما بين 13 و17 عاما. وشارك هذا العام في المسابقة أكثر من 1300 شاب صغير من 62 دولة.

وبحلول موعد انتهاء تقديم الأعمال للمنافسة في المسابقة، كان كولينز قد أنجز 20 مهمة تشمل جميع الفئات الخمس التي حددتها غوغل، ومنها مهمة استغرق العمل لإنجازها أسبوعا كاملا.

لكن بعد يوم واحد من الموعد النهائي لتقديم المهمات، انقطعت خدمة الانترنت.

ويعيش كولينز في بلدة “بارميندا” شمال غربي الكاميرون، والتي يستغرق الوصول إليها من العاصمة ياوندي سبع ساعات بالسيارة.

وهذه البلدة هي منطقة يتحدث سكانها بالإنجليزية وهناك شكاوى لديهم منذ فترة طويلة بسبب وجود تمييز ضدهم وما يعتبرونه عدم احترام المؤسسة الفرنكوفونية لوضع الإنجليزية كلغة رسمية للكاميرون.

وتفاقمت حالة الاستياء في الأشهر الأخيرة إلى احتجاجات وإضرابات من جانب المحامين والمعلمين.

وردا على ذلك، شنت السلطات حملة اعتقالات طالت عشرات الأشخاص وبثت رسائل نصية تحذر فيها من فرض عقوبات بالسجن فترات طويلة في حال “نشر أخبار كاذبة” أو “الاستخدام الضار لوسائل الإعلام الاجتماعي”.

وينظر نشطاء حقوقيون إلى قطع الانترنت، وهو أمر لم تعترف به الحكومة حتى الآن، على أنه عقاب وأداة قاسية لتحجيم المعارضة.

ويرى كولينز، الشاب الطموح وخبير التقنية، والذي لا تزال مدرسته مغلقة بالفعل بسبب الاحتجاجات، أن العيش بدون الانترنت هو أمر لا يمكن تصوره.

وبينما اتضح أن انقطاع الانترنت لم يكن أمرا مؤقتا، تلقى كولينز خبرا غير متوقع وهو اختياره ضمن 34 من الفائزين بجائزة غوغل الكبرى.

كولينز يقول إنه يبذل جهودا كبيرة في الوقت الحالي من أجل بناء معرفته بعلوم، منها الذكاء الاصطناعي

ويقول كولينز: “لقد اندهشت بالفعل، وهذا يعني أن عملي الجاد في تحرير الكثير من الشفرات أتى بثماره حقا”.

لكن كخبير في التشفير فإن المراهق الكاميروني لا يمكنه أن يحافظ على تفوقه في هذا المجال دون الانترنت، ومن هنا جاءت رحلته إلى العاصمة ياوندي.

ويقول كولينز: “أردت الحصول على اتصال (انترنت) حتى يتسنى لي مواصلة الدراسة والتواصل مع غوغل”.

ويأمل الشاب الكاميروني الصغير في إنهاء دراسته في بلدة “بارميندا” في الوقت المناسب وبعدها دراسة علوم الكمبيوتر في جامعة مرموقة.

وكجزء من الجائزة التي تمنحها غوغل، سيقضي كولينز أربعة أيام في مقر الشركة العملاقة في وادي السيليكون بالولايات المتحدة في يونيو/ حزيران المقبل، حيث سيلتقي بكبار مهندسي الشركة ويتعرف عن كثب على واحدة من أنجح الشركات في العالم.

ويقول كولينز: “يحدوني الأمل أن أعمل هنا يوما ما إذا أتيحت لي الفرصة”.

ويؤكد أنه في الفترة الحالية يبذل جهدا كبيرا من أجل بناء معرفته بالذكاء الاصطناعي والشبكات العصبية والتعلم المتعمق.

وقال: “أحاول تطوير نموذجي الخاص لضغط البيانات باستخدام التعلم المتعمق والتعلم الآلي”.

وأوضح أن هدفه النهائي هو تحقيق “خطوة كبيرة” في مجال قدرات نقل البيانات وتخزينها.