صلاح احمد عبد الله

انتفاضة…!!؟

* شئ غريب.. ومحير.. ويثير الكثير من علامات الاستفهام؟؟.. أن يدعو (البعض) الى انتفاضة شعبية.. بعد أن قضى (هو) نفسه في الحكم سنين عدداً.. وتم تجريبه عدة مرات (هو) وأعوانه.. وبعد كل فترة كان (يعقبه) حكم عسكري.. ديكتاتوري باطش.. يجد (هو) وأعوانه سبيلاً (للمخارجة).. ثم التفاوض.. ثم المشاركة.. (ثم) حتى الدخول الى قصر الحكم تحت أي من المسميات التي يبتكرونها.. ويتفننون في إخراجها.. (هم) وطرفهم الثاني من الطائفة ومنافسيهم (بالوراثة) منذ الحكم التركي والإنجليزي المصري.. ثم المنافسة تحت مسمى ديمقراطيات فاشلة لا وجود لها حتى داخل أحزابهم وحتى مشاركاتهم لكل من يتسلط بعدهم على رقاب. هذا الشعب الطيب لدرجة تجعل الحليم حيراناً ولكنها ليست سذاجة..!؟!

* (هما).. وغيرهما من باقي أدعياء النضال.. بتلك الأجندة المرسومة (جيداً) خارجياً يريدون للشعب أن يخرج من معاناته.. وغلاء معيشته لينتفض ويأتي بهم مرة أخرى الى سدة الحكم.. وكأن أيام (البعط) والولاء الأعمى لم تغيرها عاديات محن الأيام وهولها.. حتى أهوال أحداث سبتمبر ٢٠١٣م..!!

* في تلك الأحداث.. في الوقت الذي خرجت جموع (الشباب) الشباب فقط.. تعبر عن احتجاجها لفوران الغلاء الطاحن وزيادة الأسعار خرج (بعضهم) الى الفضائيات.. وتحديداً قنادة (B.B.C) العربية لينادي بالقول إن البديل الديمقراطي جاهز..؟!.. وقُتل الشباب في الشوارع.. واختفى صوت (المحامي) اللامع وسكت.. ليظهر بعد فترة شهور قليلة.. لينادي (بالحوار).. ويكون أحد أساطينه بعد أن كان ذات يوم من الذين قدموا الينا.. من (غيابات) المجهول.. في ذلك اليوم وذلك الشهر وتلك السنة..؟!

* أما (الرفيق) الاخر (فكانت) تلك التي تعيش على (إرث) عائلي.. نحترمه نعم.. ولكن من أتى بعد ذلك (الإرث) لم يقدم لشعبه.. معشار ما قدمه الأوائل منهم.. وخرجوا من الدنيا (صفر) اليدين إلا من تاريخ نحسبه ناصع البياض.. من أجل استقلال البلاد.. دونما (استغلال) أتى به من أتى بعدهم.. يشاركهم في ذلك رفيقهم الطائفي الاخر..؟!

* فتاريخ (الانتفاضات) الشعبية وعلى مستوى العالم لا يقوم بها (المنعمون).. وأثرياء البوربون.. وملوك الطوائف إلا من صراعاتهم من اجل السلطة والثروة.. وهي ثروة شعب وخيرات بلاد.. يقوم بها من انحنى ظهرهم.. وجف عرقهم.. ونبتت عروق جباههم حرماناً ومسغبة.. ينظرون الى خيرات أرضهم وثروات باطنها.. يكتنزها قلة من أهل السياسة.. والدين.. أو حتى الطائفة.. بزعم الدين والسلالة المباركة..!!
* لا يقوم (الانتفاضة) إلا من اكتوى بنيران الغلاء.. وارتفاع الأسعار.. والطرد من الخدمة.. تحت دعاوى الصالح العام.. ومن حمل متاعه وباقي (أولاده) على ظهره وصار يضرب في فجاج الأرض.. داخلياً.. وخارجياً.. ولكن؟!!

* من يقود كل هؤلاء.. الى الطريق الصحيح.. نحو المستقبل.. وكل أهل السياسة وكل أدعياء الوطنية قد تم (تجريبهم).. سلطة أو معارضة.. سلطة فاشلة تبحث عن الثراء.. وإذا خرجت منها.. (عارضت) من أجل المحافظة على هذا (الثراء) وحتى لو كان ذلك على حساب إفقار (شعب) وزيادة معاناته (!!؟)

* ولذلك نقول.. لكل هؤلاء (الفاشلون).. على امتداد تاريخنا السياسي منذ الاستقلال.. كفى (استغلالاً).. ونقول لكل الشباب.. إن بلادكم ما زالت بكل خيراتها.. النيل موجود منذ الأزل.. والتربة تتجدد في كل عالم وباطن الأرض وظاهرها.. يحتويان على خيرات كل الدنيا.. والدنيا والتاريخ ينظران لكم.. والشمس تشرق في كل يوم.. إشراقة خير لتجديد الدماء.. والشعور بالانتماء لهذه الأرض الطيبة.. ولهذا الشعب الطيب.. والشجاع.. والذي أنتم من أصلابه..!!
* الانتفاضة لا يقوم بها إلا الشجعان.. ولا يستفيد منها إلا (الأدعياء).. (كلهم)..؟!!
* البلد بلدكم أنتم وأنتم أسيادها..
* والله كريم..!!

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة