منوعات

إليك قصة قلم الحبر الجاف.. صحفي وراء اختراعه!

يقولون في المثل إن الحاجة أم الاختراع، ومن هنا فالصحفيون يكتبون كثيرا وعليهم أن يبحثوا عن وسيلة أسهل لكي يقوموا بهذا العمل، لكن ليس كل إنسان يذهب لاكتشاف ما وراء الأشياء لكي يكون مبتكرا.

قصة قلم الحبر الجاف، هي مثال على المبتكر الذي حوّل الحاجة إلى اختراع غيّر #العالم، حيث باتت الكتابة أكثر #سهولة ومتعة، قبل أن يأتي الكمبيوتر، برغم أن البعض لا يزال يفضل القلم.
كيف يعمل؟

قلم الحبر الجاف هو تلك الأداة ذات “الخرطوشة” التي تختزن الحبر في #شكل سائل كثيف ولزج وبكافة الألوان، والتي تنتهي برأس مدبب يحتوي على كرة صغيرة جدا تكون على اتصال بالسائل.

ويكتب القلم عندما يتحرك الحبر إلى أسفل مع اتجاه الجاذبية إلى منطقة الرأس، لتسمح الكرة بتمرير الحبر وفق انسياب متوازن، وهي تتحرك عائمة في محيط من الحبر الذي يغطيها، والذي يخرج مع حركة القلم على #الورق تاركا أثره ليجف سريعا، وقطر هذه الكرة لا يتعدى 0.7 مليمترا أو مليمترا على نحو أكبر، ويعتمد ذلك على عرض الخط، حيث توجد #أنواع متنوعة من أحجام الخطوط وبالتالي الأقلام، كالتي يستخدمها الخطاطون أو تستخدم للرسم أو التوقيعات.
الفكرة بدأت مع دباغة الجلود

بدأت القصة باختراع الأقلام ذات الكرة المستديرة في الرأس أو الرأس الكروي، في الثمانينات من القرن التاسع عشر على يد مخترع #أميركي يدعى جون لاود، وكان قد ابتكر هذا القلم ليكتب به على الجلود التي تتم دباغتها حيث أن الرجل كان يعمل في هذا المجال، وكانت تلك الكرة فولاذية في رأس القلم مثبتة في تجويف بحيث تستطيع الدوران وينزل الحبر.

لكن هذا الاختراع لم ينفع مع الورق فقد كانت الكرة غير زلقة وكانت #الكتابة بها تسبب في #فوضى وتدفق #الحبر بطريقة غير منتظمة. بيد أنه فتح الأفق نحو التفكير في تطوير الأمر وهو ما تم لاحقا بعد قرابة خمسين سنة.
حبر المطبعة مصدر إلهام

تعود قصة اختراع القلم الجاف بشكله الحديث إلى الصحفي لاديسلاو جوزيف بيرو #المولود في 29 سبتمبر 1899 والذي رحل في 24 نوفمبر 1985 وهو من أصل هنغاري (مجري) ولد في بودابست العاصمة، وقد توصل لاختراعه هذا وسجل رسميا في عام 1938م بباريس.

وكان بيرو يعمل صحفياً حيث لاحظ أن الحبر الذي يستعمل في طباعة الصحف يجف بسرعة على #الورق، راقب ذلك وهو يشاهد ماكينات الطباعة تدفع بنسخ الصحيفة لتخرج من المطبعة وبعد دقائق تكون جافة وتؤخذ إلى الأسواق.

وفكر أن يستخدم الحبر نفسه – حبر الطباعة – في قلم الحبر التقليدي الذي يعبأ ولا يزال مستخدما، لكن التجربة لم تنجح لأن حبر الطباعة لم يكن يصب في المنقار أو رأس القلم وهو في حالة اللزوجة.

وقد عانى الرجل من استخدام نظام التعبئة التقليدية أو قلم #الريشة حيث أصابه ذلك بالجنون، حيث كان عليه في كل مرة أن يغمس الريشة ثم يخرجها، وهو السبب الذي دفعه للتفكير في اختراعه.
تطوير الاختراع مع شقيقه

كان لبيرو شقيق يعمل صيدليا يدعى جورج، فاستعان به وعملا معا على تطوير منقار جديد يشمل كرة حرة الحركة تغلق وتفتح لتسمح بتمرير الحبر من حولها إلى المنفذ، بحيث كلما تحرك القلم دارت الكرة فسمحت بتمرير الحبر من الخرطوشة من حولها إلى أسفل بانسياب متوازن.

وقد هاجر الأخوان إلى الأرجنتين سنة 1943 وهناك ظهر في عام 1943 قلم الحبر الجاف بشكله المعتاد والمعروف باسم birome “بيروم” لتنتشر بعدها هذه الأقلام في العالم من بريطانيا إلى بقية الدول، وقد استخدمتها بريطانيا في البدء لطاقم طائرات القوة الجوية الملكية حيث يسهل الكتابة بها في الارتفاعات العالية.
أول مصنع في تشيلي

في تشيلي كان الأخوان قد بحثا عن الدعم بعد أن تطور #الاختراع ليتم إنشاء أول مصنع لأقلام الحبر الجافة في العالم، وتمت الدعاية للقلم الجديد في البداية على أنه “القلم الذي يكتب حتى تحت الماء”.

وقد تطورت صناعة الأقلام الجافة اليوم لتصبح تجارة واسعة #النطاق، وتنوعت الأشكال والألوان والتشكيلات، وحيث تتفاوت الأسعار ما بين الأنواع عادية الاستعمال إلى الأنواع الخاصة والمميزة ذات الثمن الغالي التي يستخدمها رجال الأعمال والأثرياء كنوع من التميز. وبعض الأقلام تكون لها أغلفة من العاج أو الذهب أو الماس، وغيرها من المعادن الثمينة.

العربية نت