الفاتح جبرا

زفة السرور


مع أن الوظيفة العامة (تكليف) وليست (تشريف) إلا أن وسائط التواصل الإجتماعي قد رفدتنا بمشاهد (فيديو) لأحد المسؤولين الذين تم تعيينهم مؤخراً في أحد الوظائف العليا الحساسة (نائب عام) وقد زف إلى مكتبه (الجديد) بتشريفة قوامها الموظفين والموظفات والمستشارين والمستشارات ورهط من العاملين والعاملات وسط عبارات التهليل والتكبير والموسيقي العسكرية التي جلبت لتلك المناسبة التي ليس لها شبيه في العالم ولم نجد لها ملمحاً في كل كتب السيرة والتأريخ ، فما من وال ولى على أحد الأمصار تمت (زفته) ولا من وزير تم إستوزاره ولامن قاض قضاة إبتعث لإقامة العدل بين الناس في أي من بقاع الإسلام أقيم له حفل إستقبال بالزغاريد والهتاف و(المزيكا) .

إنها بدعة لا شك في ذلك وأغلب الظن أن المسؤول لم يكن له بها علم لكنه كما (رأينا) في تلك المشاهد (لم يستهجنها ولم يأمر بإلغائها بل أنه قد تفاعل معها أيما تفاعل إنعكس في تعابير وجهة المبتهجة وطريقة مشيته المتناغمة مع صوت الموسيقى وهتافات الموظفين وزغاريد الموظفات مما جعل جارتنا الحاجة صفية تنظر لي قائلة :

– والله يا أستاذ (زفة السرور)
– والأمر هكذا لكم أن تتخيلو أيها الأحباب القراء لو أن كل مسؤول يتم تعيينه تصاحبه وهو ذاهب لتسلم مهامه كل هذه الزيطة والزمبريطة؟ وإذ أن البدع لا تقف عند وضع معين فمن الممكن أن تتطور المسألة فيقوم هذا العقل الجمعي (غير الرصين) بتطوير فكرة الزفة هذه وبدلاً أن (يدخل) المسؤول على (وظيفته) في إحتفال لمدة يوم واحد يقسم الفرح إلى ثلاثة أيام (بي قيدومتا) ، أولهما يوم (حنة المسؤول) حيث يتم الإحتفال بها في الحديقة الملحقة (بالمؤسسة المعينة) فيتم وضع عنقريب (مخرطة) جميل (في النجيلة) عليه (برش ملون) أمامه تربيزة زجاجية فارهة عليها (الحنة) وملحقاتها ، حيث ينزل المسؤول من عربته (البرادو) بالقرب من (العنقريب) وهو يرتدي السروال البلدي والعراقي (الما خمج) ويتوسط جبهته (هلال الإنجاز المسبق) وسط زغاريد الموظفات وتهليل وتكبير الموظفين ، ثم يجلس المسؤول على العنقريب لتبدأ مراسم (خت الحنة) ولا بأس أن يتم في هذه اللحظة الهامة رش الجمهور بعدد من فتائل الريحة الباريسية ، (ويا حبذا لو تم رش الرزم أم خمسينات) ، ثم بعد إنتهاء مراسم الحنة يبدأ إستعراض (شيلة المسؤول) – لزوم المؤتمرات والإجتماعات – وتفتح الشنط حيث يتم إستعراض البدل والكارفتات والقمصان والجلاليب الزبدة والشالات المطرزة والعراريق الساكوبيس والعمم التوتال الأصلية وعصي الأبنوس (دي مهمة شديد) وكمان (الريحة الناشفة واللينة) ، وبين (حاجة) و (حاجة) تنطلق الزغاريد وصيحات التهليل والتكبير والمقدار الزمني لهذه (الفقرة) من الإحتفال يعتمد طبعن على الشيلة (غايتو لو ستة ستة ما ح تاخد وكت طويل) !

يمكن لليوم التاني أن يكون محصوراً على أصدقاء المسؤول من (علية القوم) حيث يكون البرنامج (حفلة) بالأغاني الحماسية والتي من شأنها أن تلهب المشاعر من أجل تجويد الأداء (الوظيفي) للحاضرين بعد أن تمتلئ عروق المسؤول بدماء الوطنية ، فيجلس المسؤول في (كوشة) معدة خصيصا للمناسبة السعيدة يتقبل التهانئ من زملائه المسؤولين وبين أونه وأخري يأخذهم أمامه في فاصل من الرقص و(النطيط) على إيقاع الأغاني اللاهبة !

أمأ اليوم التالت وهو اليوم المقرر لدخول المسؤول على مكتب وظيفته ففيه (ومن العصر) يصطف الموظفون والموظفات (كل صف براهو عشان الإختلاط حرام) من الباب الخرجي للمؤسسة وحتى باب (الأسانسير) وهم يحملون صورة (المسؤول) بيد وباليد الأخري باقة من الورود ، وما أن تقف عربة المسؤول البرادو ومن خلفها وأمامها عربات الحراسة والتأمين حتى تعزف الموسيقي العسكرية (عجبوني الليلة جو) ويهتف الجميع الله أكبر .. الله أكبر .. بينما يخرج المسؤول محمولا بواسطة أربعة (أشخاص) أشداء على كرسي فرعوني مذهب رافعاً عصاه وهو يهتف : (هي لله هي لله) !!

كسرة :
عاوزين نشوف (زفة) القبض على سارقي هيثرو .. (بس) !!

• كسرة ثابتة (قديمة) :
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووووووووووو) +و+و+و+و+و

• كسرة ثابتة (جديدة)
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووووووو) +(وووووووووووو)+و+و+و+(و)+و+(و)+و+و+و+و+و+و

• كسرة جديدة لنج :
أخبار (أجهزة التصنت عالية الدقة) التي إستخدمت في غش إمتحانات الشهادة السودانية لسنة 2016 يا وزيرة التربية شنو (وووو)+(وووو) +و+و+و+و

ساخر سبيل – الفاتح جبرا


تعليق واحد

  1. الله يجازى محنك .. على بالقسم ضحكته .. رغم انو قرفان لمن بى هناك

    يديك العافيه جبره … ويديك العافيه تاااااانى ….