الفاتح جبرا

ده وكتو؟

سألت نفسي الأمارة بالسوء وخطباء المساجد ورجال الدين وهيئات العلماء تثور على أحد مخرجات الحوار الوطني التي تخص الزواج.. (أحقاً قام المتحاورون بقتل كل القضايا التي تهم البلاد والعباد مناقشة حتى وصلوا إلى مرحلة زواج التراضي)؟، ثم سألتها مرة أخرى (بالله ده وكتو؟) !
كل أبناء السودان – وأنا واحد منهم- نعلم أن ما يحيق بالبلاد الآن عصي على الحل إن لم يكن مستحيلاً في ظل (جماعة) تمسك بتلابيب السلطة والحياة ذاتها لعقود من الزمان فعلت في البلاد ما لم يفعله (النجار في الخشبة)!
بلد مثقل بالمشاكل والمصاعب والإحن المستفحلة التي أقلها كيفية الخروج إلى بر آمن في ظل ما اعتراه من حروب تعصف بأمنه وغلاء استفحل لدرجة المكابدة من أجل ازدراد وجبة تحتوي على القليل من القيمة الغذائية، في ظل أمراض فتاكة تجتاح مواطنيه كالسرطانات والفشل الكلوي وغيرهما، هذا غير التدهور الذي انتظم الخدمات من صحة يرومها المواطنون في الخارج وتعليم تنهار (مراحيضة) مبتلعة (رسله)!
والحال هكذا كان العبدلله يظن أن (ينجض) لنا المشتركون في الحوار المرتكزات الأساسية التي تتلخص في (التداول السلمي للسلطة) وإطلاق الحريات، على أساس (لو ده حصل) فالباقي هين !
لكن (المتحاورون) هداهم الله ولسبب (في نفس يعقوب) بدلاً عن التركيز في أصل (الداء) أبوا إلا أن يناقشوا أموراً كقضايا الزواج (وكويس إنو ما تطرقوا لقضايا الختان) و(استخدام الواقي الذكري)!
ولعله من المضحك في الأمر أن السودان لم يعرف من (أساسو) قصة إنو البت تعرس دون موافقة أهلها، وهنالك قولة مشهورة (للبنات) اللواتي تجبرهم أسرهن على عدم الزواج ممن يردن وهي:
• (والله لو ما عرستوهو ليا بنتحر ليكم) !!
ولم يقلن (بعرسو وبهرب معاهو) حتى لو من قبيل التهديد!، مما يوضح لنا جلياً أن مسألة الزواج رغم ممانعة ولي الأمر هي شأن لا نعرفه وليس من عاداتنا أو تقاليدنا وأكاد أجزم أن ذلك لم يحدث إلا في القليل الذي لا يعتد به في تاريخ السودان على مر العصور.
ولأن القصة فيما يبدو القصد منها صرف النظر عن عظائم الأمور وانشغال الناس عن جسامها فلقد تلقفت الأمر هيئة علماء السودان التي لم نسمع لها رأياً أو فتوى في قضايا مثل (التحلل) وقتل العشرات من المتظاهرين وغير ذلك من موبقات، فانتفضت معلنة رفضها لمشروع التعديلات الدستورية، المطروحة في البرلمان، والخاصة بإسقاط الولاية في عقد الزواج، والمساواة المطلقة بين الذكر والأنثى معلنة بلسان رئيسها أن كل ما يعارض الشريعة الإسلامية، ولا يتوافق معها سيقفون ضده، معتبرين إسقاط الولاية من عقد الزواج مصيبة كبيرة وجرم عظيم وليست من الشريعة في شئ (وكأن القروض الربوية التي أجيزت مراراً من الشريعة في شيء)!!
رغم أن زواج (التراضي) الذي أخرج العلماء من صمتهم لا نعرفه كسودانيين، وليس من عاداتنا ولا أعرافنا أن تزوج (البنت) نفسها دون رضاء الولي إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه وبقوة لهؤلاء العلماء ومن شايعهم هو (هو وينو الزواج أبو والي ذاااتو)؟ للأسف الشديد فإن سكوت (هؤلاء العلماء) عما حدث ويحدث من (فساد مفتشر) في إدارة الدولة والنهب المنتظم التي تعرضت وتتعرض له مواردها، وتدهور اقتصادها والغلاء الضارب بأنيابه، والعطالة والبطالة التي يعاني منها الخريجين نتيجة المحسوبية والتمكين قد جعلت من الزواج أمراً مستحيلا يكاد لا يدرك إلا لجماعة (العقد في سيده سنهوري)!
ويبقى التساؤل مشرعاً:
هل مناقشة أمر (زواج التراضي) أو أي زواج كان.. هذا وقته؟ إنها والله قلة الحيلة ونضب الفكر ومحاولة كسب (وقت إضافي) في مباراة من أطول المباريات في التاريخ.. مباراة من فريق واحد.. كلما شاخت جلود لاعبيه بفعل الزمن استبدلت بجلود أخرى (تخينة طبعن) !

كسرة:
يا علماء السودان نحنا ما عندنا بنات بتزوجن دون رضاء أولياهم.. كدي شوفو معانا (خط هيثرو) ده !

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟83 واو – (ليها ست سنوات و 11 شهر) ؟

• كسرة ثابتة (جديدة):أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 42 واو (ليها ثلاث سنوات وستة شهور)

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة

‫3 تعليقات

  1. في احد يصف نفسه بالامارة بالسوء ؟ اعوذ بالله شكلك قايله عبارة دارجه او مثل شعبي لم اعلق على بقية المقال لانه لايوجد مايستحق

  2. كتير من الشعراء الدينيين والعابدين يصفون أنفسهم بهذا يا اخ خالد. مثال الإمام البوصيري قال”فإن إماراتي بالسوء ما اتعظت من نذير الشيب والهرم

  3. يديك العافيه جبره …
    وهذا زمانك يامهازل فامرحى …
    مخرجات دى كلمة ممكن استخدامها برضو (( توليتيا ))..
    ديل عالم ماعندهم موضوع … قعدو كل واحد كبه الحارقاهو .. وقامو اتخارجو ..
    واظرف حاجه .. كل واحد عايش وهمتو .. كانو رسول رب العالمين الى السودانيين الضالين ..