مسرحية بدون مؤلف
المعروف أنه بعد أن تم حل مجلس شورى الجبهة القومية الاسلامية اثر تحول الحركة الاسلامية السودانية التي تقود حركة الاسلام السياسي في السودان الى نظام حكم الانقاذ اصبحت الحركة تدار بأفراد يحسبون على الأصابع وهم حسن الترابي، عمر البشير، وعلي عثمان، ونافع علي نافع وغازي صلاح ثم يضاف اليهم بعض الاسماء في بعض المواقف على حسب مقتضى الحال وقد ظل هذا السيوبر تنظيم بتعبير عبد الوهاب الافندي او مجموعة الخمسة بتعبير المحبوب عبد السلام تدير البلاد الى نهاية عقد الانقاذ الاول.
وقعت المفاصلة في 1999 ثم حركة الاصلاح ثم التعديل الوزاري الكبير فتفرقت المجموعة ايدي سبأ ولكن في الليلة ديك اي ليلة خطاب السيد رئيس الجمهورية الاخير تحديدا ليلة الاثنين ال25 من يناير 2014 وداخل قاعة الصداقة التقت كل هذه المجموعة الخماسية ولكل واحد منهم موقف سياسي معلن يختلف عن الآخر ومكان مختلف داخل القاعة فالبشير كان يتكلم من المنصة والبقية كلها كانت ضمن الرواد وقد يكونوا كلهم او بعضهم عالما بتفاصيل الخطاب وربما لا يكون أي واحد منهم عالما بالتفاصيل الدقيقة للخطاب فالترابي كما هو معلوم كان مدعواً بحكم انه رئيس حزب المؤتمر الشعبي وغازي رئيس حزب الاصلاح الآن وهو حزب تحت التأسيس وعلي عثمان كان خارجا لتوه من كابينة الرئاسة ويبدو انه خروج نهائي, نافع هو الآخر خارج من كابينة القيادة وقد تكون له عودة.
في اليوم التالي يزور الدكتور الترابي غازي في مقر حزبه الجديد بعد ان كان غازي ولعقود من الزمان من تلاميذ الترابي المقربين ثم يأتي بشير آدم رحمة ليقول إن اللقاءات بين البشير والترابي كانت منتظمة ثم تقول صحيفة اليوم التالي إن هناك لقاء مرتقبا بين الترابي وعلي عثمان وقبلها قالت المجهر السياسي ان الرجلين التقيا في ذات ليلة 25 يناير ثم يصرح الترابي ان الحوار مع الحزب الحاكم سوف يتواصل وكذا يصرح غازي.
فدعونا نتخيل ان الخمسة قد اجتمعوا مرة اخرى للتفاوض والمساومة وهذا قد يكون قريبا جدا او ربما كان يجري الآن بعيدا عن اعين المراقبين فماذا سيقولون لبعضهم البعض؟ كانوا يحكمون بربطة المعلم ثم تشاكسوا ثم هم الآن يتفاوضون ويتساومون بوجود آخرين ولكن صوتهم سيكون الأعلى, يفتح الله يستر الله ثم يصلون الى وثيقة مشتركة تسمى وثيقة الوفاق الوطني ثم يخرج منها دستور جديد يحمل ملامح اوردقانية تركية او نهضة تونسية لتصبح للناس كل الناس في السودان ويجلس الخمسة مرة اخرى في القصر او المنشية ليديروا البلاد كما كانوا يفعلون قبل 1999 ولسان حالهم يكون الأغنية التي تقول ( تلقى الزمن غير ملامحنا / ونحن بقينا ما نحن).
اذا حدث هذا السيناريو او قريب منه سوف نجد انفسنا امام مسرحية عينة. مسرحية ولا النظام يريد، ويبقى السؤال ماهو الاسم المناسب لهذه المسرحية؟
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]
الاسم المناسب لهذه المسرحيه ( اهو نحن فى الاخر سوى)