لاحظت اهتمام دكتوري في الجامعة بي فتعلقت به! ماذا أفعل؟
السؤال
قبل شهرين كانت هناك علامات إعجاب واهتمام بدت على دكتور جامعي، وكان ينظر إلي في المحاضرة أغلب الأوقات، ولاحظ الطلاب اهتمامه بي، وفجأة شعرت بأن أحد الطلاب يراقبني في الفصل الدراسي.
الجديد في الأمر أني أصبحت أشعر بأني مراقبة طول الوقت، ماذا أفعل؟ أشعر بأني اشتقت لهذا الدكتور الجامعي، وتعلقت به، ولا أستطيع البوح، ماذا أفعل؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
إننا نوصيك بكتمان ما في نفسك، وتجنبي التمادي مع تلك المشاعر، وإذا كان للدكتور رغبة فيك؛ فعليه أن يأتي إلى داركم من الأبواب، ويتواصل مع أحد محارمك الأحباب، واعلمي أن الإسلام أرادك مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.
لا شك أننا ندفع الثمن غالياً بسبب وجود النساء مع الرجال، والإسلام دين يباعد بينهم حتى في دور العبادة؛ فيجعل خير صفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال، ويجعل خير صفوف الرجال أولها لبعدها عن النساء.
ولست أدري متى سينتبه من يقومون على أمر الأمة إلى خطورة ما يحصل!!
والعجيب أن البلاد الغربية بدأت رحلة العودة إلى الصواب، بعد أن ذاقت الويلات من الاختلاط؛ فبدءوا في إنشاء جامعات منفصلة للفتيات؛ ليس لأن لهم ديناً، ولكن لأنهم أدركوا خطورة ما يحصل على التعليم وعلى الحياة كلها، فمتى ننتبه نحن الذين يحرم ديننا اختلاط النساء بالرجال؟!
أرجو أن تجتهدي في البعد عن أماكن الرجال، وكوني دائمًا وسط زميلاتك الصالحات، ولا تهتمي بمن يحاول استراق النظر إليك، وقابلي كل ذلك بالإهمال، وبالانصراف إلى ما جئت لأجله من طلب العلم والتزود بالمعارف.
ثقي بأن الفتاة تجبر الناس على احترامها عندما تلتزم بحجابها وتتمسك بقواعد الشرع وضوابطه، وأن الرجل يجري وراء المرأة التي تتأبى عليه وتلوذ بعد الله بحيائها وحجابها، ويهرب من المرأة التي تجري وراءه وتقدم له التنازلات وتبادله الضحكات، رغم أن الرجل قد يجاري الفتاة ليقضي وقتًا ما، وقد يعبث بها أو معها، ولكنه غالباً لا يرضاها أماً لعياله أو يرتضيها أمينة على فراشه وداره.
الفتاة هي الخاسر الأكبر، وفي الشباب ذئاب، والرجل يختلف عن المرأة، والمرأة هي الأصدق في المشاعر، ولكنها أيضًا قد تنخدع بسرعة، وقد تستعجل في تأويل نظر الرجال إليها وتظن أنهم يحبونها، مع أن الأستاذ قد يعجب بذكاء فتاة، لكنه لا يحبها الحب الذي يوصل إلى التفكير في الارتباط، وربما كان الدكتور متزوجاً ومنسجماً مع زوجته، ولا رغبة له في التعدد؛ وعليه فتوقفي عن التفكير فيه مطلقاً.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونوصيك بأن لا تجعلي في قلبك العامر بالإيمان إلا من طلب يدك على كتاب الله يبتغي بالقرب منك بناء أسرة تعبد الله، ولا تقبلي إلا بصاحب الدين والأخلاق -كما أوصانا بذلك رسولنا عليه الصلاة والسلام-، وقد أسعدنا اجتهادك في كتمان ما في نفسك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونكرر الترحيب بك.
د. أحمد الفرجابي
موقع المشكاة