استشارات و فتاوي

طفلتي تغار من أختها .. كيف أعالج الأمور؟!


السؤال
عندي طفلتان: الأولى عمرُها عامان، والثانية عمرُهَا 11 شهراً، مُشكلتي تكمنُ في غيرةِ الطِّفلةِ الكبيرة من أُختها الأصغر منها، وفي بدايةِ الأمر وقبل أن تصل لعمر السنتين كانت الطفلةُ وديعة، ولا تغار من أُختها، وكانت تحبها، وتحب أن تلعبَ معها، لكن الآن أصبحَ الأمرُ مُختلفاً، وأصبح خارجَ سيطرتي، ولم أستطع السيطرةَ عليه، فهي تضربها من غيرِ سبب، وعند مُحاورتها، كأن نقول لها: “هذا لا يصح، وهذه أختك، فلا تجعليها تبكي” تضحك وتتمادى أكثر! فاتَّجهتُ للضرب، ولا أعلم إن كان صحيحاً ما فعلت أم لا! ولكن الضرب ليس مبرحاً، إنما هو ضربٌ خفيفٌ على يدها، وأحياناً أصرخُ عندما أفقدُ السَّيطرةَ على نفسي، أو عندما أريد أن أمنع ما تفعله، وتستمر هي بالضحك!

لا أُخفيكم أنني أحياناً أتمادىَ في الصراخ أو الضرب؛ لأن الصغيرةَ أصبحَ لديها خوفٌ ورعبٌ من أختها، وأصبحت لا تريد اللعب معها، وتبكي عندما ترى أختها قادمة إليها لتلعب معها، خوفاً وهرباً منها، وهذا الوضع يُشعرُني بالأسى والحزن، وبأنني أمٌّ فاشلة لم أوفق بينهما.

الجواب

السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته، وبعد: فمرحباً بك في موقعك، ونسألُ اللهَ أن يُصلحَ لنا ولكم النيَّةَ والذُّريَّة، ونشكرُ لك الاهتمامَ والسُّؤال.

لا يخفى على أمثالك أنَّ الذي يحدثُ من طِفلتنا أمرٌ طبيعي، أما غير الطبيعي وغير المقبول فهو ما تُواجهونها به من الصراخ والضرب الذي لا تفهم منه إلا أنها مكروهة، وأنَّ الصغيرةَ محميَّةٌ ومحبوبة، وهذا من شأنِهِ أن يُعمِّقَ مشاعرَ الغيرةِ السالبةِ عند الكبيرة التي تشعرُ أصلاً أن شقيقتها سحبت منها بساط الاهتمام.

ومن المهم توجيه طاقاتها لخدمةِ الصغيرة وليس لأذيتها، والاحتفاء بكل موقفٍ إيجابيٍّ يحصلُ منها في الاتجاه الصحيح. ونحنُ نوصي بما يلي:

1- الدعاء لأنفسكم وللطفلتين.

2- تخصيص وقتٍ للكبيرة.

3- دخول والدها لحياتها وأخذها معه في بعضِ الأحيان.

4- تسليط الأضواء على إيجابياتها، وعدم الانزعاج عند سلبياتها، والتي منها: الرغبة في العدوان على الصغيرة.

5- إشاعة العدل في المنزل.

6- مُطالبة طرفٍ ثالثٍ بالقيام بمنعها، كالعمة أو الخالة، وليس أحد الوالدين.

7- إهمالها عندما تُخطئ وتضحك.

8- أرجو أن لا يحملُكِ الخوف من الفشل على العدوانِ على الطفلةِ أو الشدَّة معها.

9- معرفة خصائص المرحلة العمرية، والتي يبدأ فيها العناد.

10- تجنُّب الحديث مع الآخرين عن سلبياتها؛ لأنَّ ذلك يُشعرها بأنها مُهمة.

11- عدم إعلانِ العجز عن التعامل معها؛ لأن ذلك يجعلها تنتعش وتنتفش.

12- الاتفاق مع والدها على خُطَّةٍ مُوحَّدة.

13- مُشاركتها في اللعب الهادف، وغرس قيم الحب والتعاون والرحمة من خلال اللعب.

14- تجنب الصراخ والضرب.

15- تقوى الله، والاستعانة به، والصَّبر.

واللهُ المُوفِّق.

د. أحمد الفرجابي
موقع المشكاة