زهير السراج

العلاقات السودانية الأمريكية .. قراءة أولى !!


* دعا ثمانية من أعضاء الكونغرس الأمريكي، الرئيس دونالد ترامب لتعيين مبعوث خاص للسودان وجنوب السودان لدعم الجهود الإقليمية من أجل إحلال السلام في البلدين، وقالوا في رسالة وجهوها للرئيس الأمريكي: “نكتب إليكم لنحثكم على تعيين مبعوث خاص رفيع المستوى للسودان وجنوب السودان لتحقيق قيادة دبلوماسية ضرورية تساهم في الجهود الدولية لتحقيق السلام الدائم في وبين البلدين”!!

* وبشأن الصراعات المسلحة الجارية في دارفور والمنطقتين (جنوب كردفان والنيل الازرق)، طالب أعضاء الكونغرس بالضغط على الخرطوم لمراقبة وقف الأعمال العدائية التي توسط فيها المبعوث الأمريكي السابق، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بحرية ودون قيود إلى جميع أنحاء البلاد، كما طالبوا بالتأكد من أن الخرطوم أوقفت دعم الجماعات المسلحة المعارضة في جنوب السودان، وأشاروا إلى مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس عمر البشير.

* ومن جهة أخرى أصدر رئيس كتلة الديمقراطيين بالكونجرس الأمريكي السيناتور (ماكفرن) بياناً أوضح فيه نتائج لقائه مع إبراهيم أحمد عمر رئيس البرلمان السوداني الذي يقوم بزيارة للولايات المتحدة هذه الأيام، وأوضح البيان أن السيناتور أكد لإبراهيم أحمد عمر إنه ضد رفع العقوبات على السودان، وأن إبراهيم وبرلمانه مسؤولون عن قتل الملايين من أبناء الشعب السوداني، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، كما انه سيستمر في العمل والضغط من أجل تشديد العقوبات على السودان هذا العام، وأشار الى أن الشروط لاعادة العلاقات الثنائية الطبيعية بين البلدين هي وقف الحرب فوراً، وإطلاق المعتقلين السياسيين، وفتح المسارات الإنسانية لإغاثة المدنيين في مناطق الحرب.

* وتوعد رئيس كتلة الديمقراطيين في بيانه، بالعمل على استصدار قرار جديد من الكونجرس لتشديد العقوبات على السودان، وليس رفعها إذا لم تلتزم الحكومة بما اتفقت عليه مع إدارة أوباما في شروط رفع العقوبات، كما ندد بالخرق المسبق للاتفاقية والهجوم الأخير الذي شنته الحكومة على مناطق في جنوب كردفان الأسبوع الماضي.

* وكنت قد إلتقيت بالقائم بالاعمال الأمريكي الجديد في الخرطوم (إستفين كوتسيس) في إحتفال أقامته السفارة الأسبوع الماضي للخريجين السودانيين أعضاء برنامج التبادل الأكاديمي والثقافي الأمريكي المعروف باسم (Alumni of US. Educational and Cultural Exchanges) ـ وهو برنامج أمريكي استفاد منه عدد كبير من السودانيين (وأشخاص كثيرون من مختلف دول العالم) زاروا الولايات المتحدة في أوقات مختلفة بدعوة من حكومتها، لتبادل المعارف الاكاديمية والثقافية، والتعرف على أوجه الحياة المختلفة في أمريكا، وكنت أحد المستفيدين من هذا البرنامج ــ وتطرقنا في الحديث إلى رفع العقوبات الأمريكية، وأكد القائم بالاعمال ضرورة قيام السودان بجهد إضافي لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، خاصة مع استمرار بقاء اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، ولكنه أكد في نفس الوقت أنه لا عودة لإعادة العقوبات التى رفعت مؤخراً إلا إذا حدث ما يستدعي ذلك، وهو أمر إيجابي يجب أن تستفيد منه الحكومة السودانية لبذل جهد اضافي في تطوير علاقتها مع الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بوقف العدائيات والسماح بمرور الاغاثة الانسانية للمدنيين المتضررين من الحرب، واحترام حقوق الانسان السوداني!!

وفي لقاء منفصل مع رئيسة قسم الدبلوماسية العامة بالسفارة الأمريكية (كارولين إشنايدر) وعدد من المسؤولين بالسفارة، نفوا تماماً أن يكون أي مسؤول أمريكي قد ذكر للمسؤولين السودانيين خلال فترة المفاوضات التي قادت لرفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، أن حقوق الانسان في السودان ومصادرة الصحف، هي شأن داخلي بالسودان لا علاقة للأمريكيين به، كما ذكر أحد المسؤولين السودانيين في حوار صحفي مع الزميلة (لينا يعقوب) نشرته صحيفة (السوداني) قبل ثلاثة أسابيع، وأكدوا أن حقوق الانسان في السودان وحرية التعبير على رأس الأجندة السودانية الأمريكية !!

* إذا قرأنا ذلك مع تصريحات الرئيس الأمريكي التي أدلى بها مؤخراً عن استعداده لمد يده للدول الاسلامية التي تتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، بالاضافة الى المذكرة التي رفعها أعضاء الكونجرس الى الرئيس الأمريكي لتعيين مبعوث أمريكي للسودان وجنوب السودان، وبيان رئيس الكتلة الديمقراطية في الكونجرس بعد لقائه مع رئيس المجلس الوطني ابراهيم احمد عمر، والانتقادات التي جاءت فيها، يتضح لنا أهمية الجهد الإضافي الذي يجب أن تبذله الحكومة السودانية لتعزيز وضع السودان داخل مؤسسات صنع القرار الأمريكي، وأن المهمة ليست سهلة كما يتصور البعض!! .

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. مصعبها انت بس يا شيخنا كل الناس متفائله الا انت في مقالات كلها وكانك عدو لاستقرار السودان وعدو للمواطن خير لك ولنا ان تصمت ولا تقل حتي خيرا

    1. بدلا” من دفن الرؤوس في الرمال و بعدين نقول يا ريت !!
      أسمع كلام البيبكيك ….