استشارات و فتاوي

متزوج وأكبر مني بسنوات.. هل أقبل به زوجاً؟!


السؤال
خطبت من شخص أكبر مني بـ19 سنة، حيث إن عمري 29 عاماً، و‏عمره 49 عاماً، ‏متزوج وعنده عيال، وأنا محتارة: أوافق أم أرفض!! ‏وما الشروط المهمة التي لا بد أن أشترطها قبل الزواج؟ وهل فارق العمر سبب في عدم التوافق؟

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

فإن فارق العمر لا يؤثر إذا وجد القبول والارتياح والانشراح، والتوفيق بيد الكريم الفتاح، ونوصيكم بأن تحرصوا على الدين والصلاح؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- للمرأة ولأوليائها: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يصلح الأحوال، ويحقق في طاعته الآمال.

لقد أسعدنا تواصلك مع موقعك، وأفرحنا حرصك على الاستشارة، ومن تستشير تضيف عقول الآخرين إلى عقلها، ووعيهم إلى وعيها؛ وكل ذلك دليل على نضجها.

وننصحك مع الاستشارة أن تحرصي على الاستخارة التي فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولن تندم من تستخير وتستشير، وتتوكل على الرب القدير.

لا يخفى على أمثالك أن عطاء الرجل يمتد، وأن العبرة بصلاحه وبقدرته على تحمل المسؤوليات، ونوصيك ومحارمك بأن تكثفوا السؤال عنه، ومن حقه أن يسأل عنكم، فإن حصل القبول والوفاق والاتفاق؛ فعلينا أن نطالبه بالعدل، والعدل شريعة الله، وبالعدل يحصل الرضا، ويؤجر العادل، ويفوز بالاستقرار والسعادة.

أما الشرط الأصلي والأساسي؛ فقد جاء في قول الله: {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} فالشريعة لا تقبل بالضرر ولا بالضرار، ولا تقبل إلا بالعدل، وترغب في الإحسان والفضل. وأنت في مقام بناتنا، ونحن نرضى لك الرجل صاحب الدين، وثقي بأن كونه متزوجاً وعنده أطفال ليس نقصاً، كما أن لكل زوجة رزقها، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، واعلمي أن القرار الصحيح هو ما كان بعد دراسة متأنية ونظر في عواقب الأمور ومآلاتها، ونذكر بأن الرجل الصالح أضحى عملة نادرة، فلا تفوتي الفرصة متى ما صلحت، وخذي لنفسك كافة الاحتياطات، واستأنسي بوجهة نظر أهلك، واستعيني بالله، ونسأله سبحانه أن يوفقك ويسعدك، وأن يلهمك السداد والرشاد، والزوج الصالح، والنجباء الصالحين من الأولاد.

د. أحمد الفرجابي

شبكة المشكاة