استشارات و فتاوي

والدي لا يريدني أتزوج من أقارب والدتي والعكس كذلك! بماذا تنصحونني حول هذا الأمر؟


السؤال
كنت متزوجًا ولديّ ولد وبنت، وبعد عدة مشاكل بيننا وصلت الأمور للمحاكم، وأوشك الأمر على الطلاق.

أُعجبت بابنة خالة لي، وأرغب في الزواج منها، لكن والدي مُصرّ ألا أتزوج من أقارب والدتي، ووالدتي مصرّة ألا أتزوج من أقارب والدي، مع أن كليهما من نفس العائلة!

أنا متردد، ولا أحد يهتم لأمري حتى إخوتي؛ بسبب وضعي المادي والدراسي، مع أنني أنا من قام بتعليمهم وإعطائهم مصاريفهم.

بماذا تنصحونني حول هذا الأمر؟

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

فإن الرجل يتزوج ممن يرتضي دينها، ويجد في نفسه ميلاً إليها، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

والوالد والوالدة يشكرون على اهتمامهم، وأرجو أن يفوزوا باحترامك وبرك، ولكن قرار الزواج يرجع إليك، وهو قرار ينبغي أن تتخذه بروية، ولا تجامل فيه أحدًا؛ لأنك من ستعيش مع زوجتك، مع ضرورة أن تسعى وتجتهد في تطييب الخواطر؛ فإذا غضب الوالد لاختيارك؛ فاجتهد في إرضائه، واطلب مساعدة الأعمام والفضلاء والوجهاء في كل ذلك، وإذا لم ترض الوالدة؛ فابذل المساعي والمحاولات في تطييب خاطرها، واستعن بعد الله بخالاتك والعاقلات من محارمك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.

ونتمنى أن لا تخبر من تتزوج منها بما يحصل من خلافات حولها، وانقل لها أحسن ما يقوله أهلك عنها، وانقل لأهلك أفضل انطباعاتها عنهم، واجتهد في زيادة البر لأهلك قبل زواجك وبعده؛ حتى لا تجد الشياطين الفرصة، واستعن بالله وتوكل عليه، ولا تندم على إحسانك لإخوانك، وثق بأن الله سوف يوفقك ويعوضك؛ فأشغل نفسك بالطاعات، وقم بما عليك من السعي وفعل الأسباب؛ فالمسلم يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وقم بما عليك تجاه أسرتك الأولى، ولا يحملك العناد على التقصير في واجباتك ومهامك، والعاقل يؤدي ما عليه أولاً، ثم يسأل الذي له.

ونوصيك بالصبر، ونذكرك بأن العاقبة للصابرين، ونتمنى أن تستخير ربنا سبحانه؛ فالاستخارة طلب للدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، ونسأل الله أن يوفقك ويسعدك، ويقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به.

د. أحمد الفرجابي
شبكة المشكاة