تحقيقات وتقارير

جرائم التمرد ضد الأطفال.. من التجنيد القسري الى التصفية


طالب مجلس رعاية الطفولة بولاية جنوب كردفان المجتمع الدولي وشعوب العالم بمحاسبة الحركة الشعبية قطاع الشمال في جريمتها البشعة بحق اطفال منطقة الحجرات والبجعاية بمحلية الريف الشرقي واطفال سوق الجبل بمحلية العباسية ، والتي استهدفت فيها الأطفال لتجنيدهم في صفوفها لسد النقص في المقاتلين الذين فقدتهم خلال المعارك.
وقد برز ملف التجنيد القسري للأطفال إلى واجهة الاهتمام داخل الحركات المسلحة بعد أن فقدت الكثير من الجنود في حربها ضد الحكومة وكذلك انضمام العديد من قادة ومقاتلي تلك الحركات الى جانب الحكومة بعد عدة اتفاقيات سلام أفضت الى تركهم السلاح .وعلي مدي السنوات الماضية وشكلت عوامل كثيرة خصماً علي رصيد الحركات ووجودها في خارطة العمل المسلح اولها الهزائم الكبيرة والمتلاحقة التي طالت من كوادرها البشرية ومستوي عتادها وتكوينها حيث شهد العاميين الماضيين هزائم كبيرة ومتكررة ومؤثرة علي الحركات المتمردة جعلها تعيش حالة من عدم التوازن كما شهدت صراعات ومشاكل وانشقاقات وتصدعات داخلها جراء هذه الهزائم .
وكانت منظمة الطفولة السويدية في وقت سابق قد أشارت الي قيام المتمردين بولاية جنوب كردفان بأختطاف أكثر من ألف طفل وترحيلهم الي دولة جنوب السودان لتجنيدهم في صفوف جيش الحركة الشعبية ، وفي العام 2012م كان المجلس القومي لرعاية الطفولة قد كون لجنة أثر اختطاف الحركة الشعبية (900) طفل من ولاية جنوب كرفان ، وقد وثقت تقارير الأمم المتحدة أكثر من (150) حالة تم فيها تجنيد أكثر من (2,500) طفل من قبل الجيش الشعبي والحركات المتمردة المسلحة خلال العام 2015م فقط و(130) حالة في العام 2014م ،
كما اوضحت بعض التقارير الدولية أن الجبهة الثورية علي مدي السنوات الماضية كانت تقوم بأختطاف الاطفال القصر وتجنيدهم في معسكرات التجنيد القسري في دولة جنوب السودان ، وأشارت ذات التقارير إلى ترحيل (350) طفلاً من مناطق هيبان والمورو من الجبال الجنوبية إلى فاريانق بولاية الوحدة وترحيل (75) طفلاً من ريفي سلارا إلى فارياناق و(300) طفل من ريفي البرام وأم دورين إلى فاريانق، وبلغ عدد المرحّلين (900) طفل، إضَافَةً إلى الذين تم ترحيلهم بصورة فردية إلى فاريانق وفاق عددهم وفقاً للوثائق (1000) طفل بمعسكرات الجبهة الثورية في دولة جنوب السودان ، وكانت الحجة التي استخدمتها الجبهة الثورية هي ستار الدراسة والرعاية ، ولكن الواقع أثبت أن جميع الاطفال الذي تم اختطافهم من قبل الحركات المسلحة تم الزج بهم في المعسكرات للتدريب العسكري والعمليات الحربية .
وأشار الاستاذ خلف الله اسماعيل المدير التنفيذي لجمعية صباح لرعاية وتنمية الطفولة عن الاثار النفسية والاجتماعية الناتجه عن تجنيد الاطفال ومنها الحرمان من الحقوق الاساسية وضياع الطفولة وتأثير النمؤ الجسدي والعاطفي والتعرض للاستغلال الجنسي والادمان .
استنكر اطفال جنوب كردفان في بيان لهم عقب الانتهاكات الاخيرة من قبل الحركة الشعبية قطاع الشمال لابناء جنوب كردفان الجرائم النكراء الواقعة في حق اطفال الولاية من قتل واختطاف وتشريد وتجنيد قسري ، وطالبوا الحركة الشعبية باحترام حقوق الاطفال التي كفلتها لهم القوانيين والمواثيق الدولية والتي وقعت عليها الحركة الشعبية من قبل (قانون الطفل 2010م في سويسرا) ، ودعوا وكالات الامم المتحدة والمنظمات الاجنبية والوطنية بالقيام بدورها كاملاً تجاه الممارسات الوحشية واللا إنسانية للحركة الشعبية تجاه أطفال ولاية جنوب كردفان ، والضغط عليهم لنبذ الحرب والجلوس للسلام حقناً للدماء وايقاف للدمار الذي حل بمجتمع المنطقة .
واستعرض اطفال جنوب كردفان في بيانهم تفاصيل الجرائم البشعة التي ارتكبتها الحركة الشعبية في حق الاطفال بالاضافة لجرائم التجنيد القسري وحمل السلاح ، مؤكدين أن هذه الجرائم لن تكون الاخيرة مادام أن الحرب لم تتوقف ، وطالبوا بمح الاطفال حقوقهم الانسانية في الطفولة المثمثلة في الحياة والبقاء والنماء وفقاً للمادة (6) من قانون الطفل لسنة 2010م .
وعلى الرغم من أن جميع الإتفاقيات الدولية والقوانين منعت إشراك الأطفال في العمليات الحربية وتجنيدهم، وحرم القانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل والبروتوكول الإختياري الخاص إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة ، إلا أن قطاع الشمال ظل يرتكب جرائمه التي وثقتها التقارير الدولية والمحلية بحق المواطنين العزل في مدن وقرى جنوب كردفان .

تقرير: ايمان مبارك
(smc)


تعليق واحد

  1. اللهم يا ذا الجلال والاكرام وياذا الملكوت والجبروت … خذهم أخذ عزيز مقتدر .. وأرح منهم العباد والبلاد