استشارات و فتاوي

أحبها وأريد الزواج منها لكنها ليست عذراء!!


السؤال
تعرفتُ على فتاةٍ منذُ أربعةِ سنوات، وأحببتها، ولكن حدثتني عن ماضيها، وفيه أنَّها ليست عذراء لعلاقةٍ قديمة (في سنِّ 17، وهي الآن في سن الـــ 25 سنة)، ولم أجد فيها شيئاً تُعابُ عليه منذُ 4 سنوات، وهي تُحبني جداً، وترفضُ العرسان في انتظارِ قراري، لكن أنا مترددٌ من زواجي بها، وخشيتُ أن يلاحقني ذلك الماضي، ومشكلتي أنَّني أمرضُ إذا فكرتُ في تركها، وأمرضُ إذا فكرتُ في الزَّواج بها. كيف أريحُ نفسيتي؟؟.

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: فإننا بدايةً نرحبُ بك في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يطيل في طاعته الآجال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أنَّ الإسلامَ لا يقبلُ بعلاقةٍ تتمددُ في الخفاء، ولا يُجيزُ العبث بمشاعرِ النِّساء، وليس أمامك إلا أن تتقدمَ بعد أن تعزمَ على نسيانِ الماضي، وتنوي الإكرام والوفاء، أو تنسحبَ في هدوءٍ مع السترِ والدعاء، والمسلم يحبُّ لإخوانه وأخواته ما يحبُّه لنفسه، ويكره لهم ما يكرهه لنفسه.

وأجدُ في نفسي ميلاً إلى إكمالِ المشوار طالما كان حاضرها طيبٌ ونظيفٌ، ودخلت إلى قلبك حتى أصبح بُعدها صعبٌ عليك، والأجرُ عظيمٌ لمن يسترُ ويُكرمُ، ونشترطُ عليك في هذهِ الحالة تجنب الشكوكِ والإساءةِ لها لأجلِ ذلك الماضي، ونبشرك بأنَّها سوف تكونُ وفيَّةً لك طالما وجدت الأمن والأمان، والمهم هو حسمُ الأمرِ؛ لأنَّ العلاقة القائمة ليس لها غطاءٌ شرعي والانتظار ليس في مصلحتها، والمسلم إذا احتارَ في أمرٍ سارع لصلاةِ الاستخارة التي فيها طلبُ الدلالةِ إلى الخير ممَّن بيده الخير ولن يندمَ من يستخير ويستشير، ويرضى بما يقدرهُ الرب القدير.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالتوقفِ حتى توضع العلاقةُ في إطارها الشرعي، وإذا كانت الفتاة قد أخطأت فإنَّ الاستمرار في علاقةٍ ليس لها غطاء شرعي خطأ لا يُقبلُ من النَّاحيةِ الشرعية، والتوبة مع الإصلاح سبيل للفوز والفلاح، والقرار لك، والنظر إلى كافة الزوايا مفيد.

نسأل الله أن يوفقك للخير إنَّه كريمٌ مجيد.

د. أحمد الفرجابي
شبكة المشكاة