استشارات و فتاوي

ابنة خالي مناسبة وكذا ابنة عمتي.. فما نصيحتكم؟!


السؤال
أحببت ابنة خالي، وأرى منها مبادرة خفيفة، وقد أخبرتني أنها تريد الدراسة عوضًا عن الحب، وبعد مرور الوقت كنت قد علمت أن ابنة عمتي كانت تحبني كثيرًا، وفي خاطري أجد الاثنتين مناسبتين، فاحترت في الأمر؛ وأطلب استشارتكم. جزاكم الله كل خير على هذا الموقع.

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

فقد أحسنت بطلبك للاستشارة، ومن يطلب الاستشارة يضيف عقول الآخرين إلى عقله، ووعيهم الى فهمه، والمسلم يستشير ويستخير، ويتوكل على الرب القدير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد والطاعة لربنا رب العباد.

لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن الإنسان إذا احتار في أمر، وصعب عليه الاختيار؛ فإن عليه أن يسارع إلى صلاة الاستخارة، والتي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، وفي الاستخارة طلب للدلالة على الخير ممن بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

لعل من حسن التوفيق لك أن تكون كلا الفتاتين مناسبتين لك، فإن كانا في الدين سواءً وفي الأخلاق سواءً؛ فإنا نقترح عليك أن تترك من ترغب في مواصلة الدراسة، نقترح تركها وما أرادت من الاستمرار في طلب العلم، ونرى حسم موضوع بنت العمة، وندعوك إلى المجيء إلى البيوت من أبوابها، ولا تكلم الفتاة، ولكن اطلب من والدك أو والدتك أن يتواصل مع أهلها، وإذا أردت رأي الفتاة؛ فأنسب من تأتيك به أختك أو عمتك أو الوالدة.

كما نرجوا أن تقطع حبال التفكير في ابنة الخال إذا ما استقر أمرك على الأخرى؛ فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، واعلم أن في بعدك عنها وفي إيقاف التفكير فيها خيرًا لك ولها، والعاقل مثلك يحدد اتجاهه ثم يمضي في هدوء حتى يحقق الهدف.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونوصيك بأن تجعل طريقك إلى الحلال حلالاً، وثق بأن البدايات الصحيحة هي التي تؤدي إلى النهايات المشرقة السعيدة، ونكرر التأكيد على أهمية إشراك أهلك من البداية، ولن تجد منهم إلا التفهم والنصح والمعاونة على الخيرات، ونتشرف نحن أيضًا في موقعك بالمتابعة والتواصل مع السادة المستشارين بمختلف تخصصاتهم.

نسأل الله أن يكتب لك حياة أسرية سعيدة عامرة بالطاعات، ونسأله تبارك وتعالى أن يرفعنا جميعًا عنده درجات.

د. أحمد الفرجابي
شبكة المشكاة