العلمانية هي الحل !!
* يدور جدل منذ فترة في المنتديات السودانية ووسائل التواصل الاجتماعي حول الدولة المدنية والدولة الدينية، والعلمانية والدين، والدين والدولة الى آخر هذه المقارنات التي درج الناس على عقدها منذ عشرات القرون، ولقد كنت دائماً وابداً مع إبعاد الدين عن السياسة، فهو أسمى كثيراً من أن يخوض به البعض في وحل السياسة، لقد انزله الله سبحانه وتعالى لهداية الناس وتطهيرهم، ولكن البعض يصر على تحويله من وسيلة هداية الى أداة صراع سياسي لخوض معارك دنيوية بحتة لا علافة لها بالدين الذي يصعد بالإنسان من عالم البشر السفلى الى عالم الطهر والسمو الروحي..!!
* أما السياسة فهي أمر دنيوي يلجأ فيها السياسي الى الكثير من الألاعيب والحيل والممارسات التي لا تتفق مع الدين لتحقيق المصالح السياسية، كما وأن الإنسان مخلوق أناني يسعى في كل الأحيان لتحقيق مصالحه، وقد لا يكون في هذا السلوك عيب أو خطأ اذا تحلى الإنسان بالنبل وأخلاق الفرسان في ادارة الصراع ..!!
* غير أن من المستحيل ــ حسب التجربة الإنسانية الممتدة منذ أن خلق الله الإنسان وحتى الآن ــ أن يتجرد الإنسان في صراعاته الدنيوية لتحقيق مصالحه الشخصية من صفاته البشرية، حتى لو كانت هذه الصراعات مع أقرب الأقربين، والدليل… قصة هابيل وقابيل التي قتل فيها الأخ أخاه لتحقيق مصلحة دنيوية شخصية، رغم أن الشر لم يكن قد بلغ وقتذاك ما بلغه الآن!!
* والتجربة الإنسانية الطويلة توضح بجلاء أن الزج بالدين في السياسة وفي الصراع الدنيوي كان له الكثير من السلبيات مما حدا بالبعض أن يلوم الدين ويصفه بـ( أفيون الشعوب )، أي (مبيد الشعوب)، رغم أن الدين هو محيي الشعوب، لأنه يجعل الإنسان يتمسك بالأمل وهو موقن إن العدل إن لم يتحقق له في الدنيا، سيتحقق له في الآخرة، وهي قيمة عظيمة لا تعادلها أية قيمة أخرى في الحياة!!
* وحتى لو افترضنا أن الذي يستخدم الدين ــ باستثناء الأنبياء والرسل الذين كانت مهمتهم ومعركتهم الأساسية هي نشر الدين الذي انزله الله عليهم لهداية البشر الى عبادة الله الواحد الأحد ــ كان صادقاً في استخدامه للدين في صراعاته السياسية من أجل تمكين الدين في المجتمع الإنساني، فإن الخصوم قد يتعرضوا للدين بسوء بما يجعله هدفا للانتقادات والمزايدات والأطماع البشرية وهو ما يبتعد به عن أهدافه النبيلة!!
* ولو تمعنا في تاريخ التطور البشري في كل مجالات الحياة، كالاجتماع والصحة والاقتصاد وأي مجال آخر، لوجدنا القيم الدينية تترسخ يوما بعد يوم وتقتحم حياة الناس (بما في ذلك الملحدون) وقوانينهم الوضعية بكل قوة.. وإذا أخذنا كمثال على ذلك التدخين أو ممارسة البغاء (الزنا) أو شرب الخمر، لاكتشفنا أنها في الطريق الى الانقراض بعد أن اقتنع الناس بخطورتها الكبيرة على الحياة وشرعوا في سن القوانين التي تكافحها وتمنع استخدامها، وهو ما أمر به الدين قبل قرون طويلة، وما ينطبق على الصحة والاجتماع ينطبق على الاقتصاد الذي بدأ يتجه نحو قيم أقرب الى ما دعا اليها الدين!!
* إذن، فالدين ينتشر ويقتحم ويتمكن ويعلو يوماً بعد يوم بدون الحاجة الى الزج به في الصراعات السياسية، فلماذا نزج به في الصراعات السياسية والمطامع الشخصية ونحمله فوق ما لا يحتمل ونعرضه الى ما لا يجب أن يتعرض اليه؟!
مناظير – زهير السراج
الدكتور زهير أقرأ ماتكتب ،وبرغم اختلافى مع كثير مماتكتب إلا أنى احترم رأيك لانه ينطلق من اخلاص وحب للوطن احسب ذلك ، ومن حرصك على الدين تريد العلمانية ان تكون هى الحل ولكن تكون ابدا ، فالدين ليس مصدر صراع بل هو مصدر الجمع والاتفاق ، وبخاصة دين الاسلام ،فالاسلام عقدية وعبادة ومعاملة وهو شعائر وشرائع فمن سيطبق الشرائع والأحكام انها تكون عن طريق الحاكم الذى يحكم بدين الاسلام ، وماذكرت من بعض امراض المجتمع كالزنا والخمر هى معاص لها حدودها في دين الله ، نعم نرفض استغلال الدين للتكسب والتفريق والفرقة وكل ذلك ليس من الدين .
العنوان واضح والمقال به محاوة والفكره واحده لا والذي رفع السماء بلا عمد لن تصلح العلمانيه في ادرة مطبخ ناهيك عن ادراة دوله ثم ان دعاة العلمانية يدعون الديمقراطية واين ديمقراطيتك في ان تقحمنا بهذا الحل …. الاسلام دين ودولة يصلح لاي مكان ولاي زمان شئتم ام ابيتم …
تذكر: باننا سنموت واننا موقفون امام ربنا في يوم كان مقداره خمسين الف سنه