بعد طفل معاق؛ صرنا نخاف من الإنجاب!!
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجٌ منذ عشرِ سنواتٍ، وعلاقتي بزوجتي رائعة، وأهل زوجتي من أحسنِ الناسِ، أنجبتُ طفلةً سليمةً، وبعدها أنجبت طفلاً معاقاً، وعند الكشف عليه أفادوني بأنَّه سببٌ وراثي، بعد سنتين توفي ابني، وتجاوزنا الأمرَ سريعاً، استخدمنا موانع حمل ولمدَّة أربعِ سنواتٍ كان كل شيءٍ على ما يُرام، والصيف الماضي تفاجأنا بحملٍ جديد خارج الرحم بسبب اللولب “مانع الحمل”، مما سبَّب إجهاض الجنين، بعدها بدأت المشكلة فزوجتي لا تُحبُّ المعاشرة الزوجية الآن، لخوفها من الحمل، وتتهرب منِّي دائماً، بل وطلبت الطلاق خوفاً من الحمل، فرفضتُ الطَّلاق، واستمريت أُعاني الحرمان مما دفعني إلى ممارسة العادة السرية ومشاهدة مقاطع إباحية علمت بها زوجتي لاحقاً فتأزمت علاقتي بها، وبعد حوارٍ طويلٍ اتَّفقنا أن أتوقف عن العادة السرية مقابل العودة إلى المعاشرة الزوجية، لكن زوجتي رجعت تتهرب منِّي بشتَّى الوسائل، وعُدتُ أنا إلى العادةِ السريةِ من جديد، وأنا لا أستطيع الزواج من أخرى، ولا أستطيع الطلاق بسبب ابنتي ووضعي معقد. أرجو منكم النصيحة.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فإننا بدايةً نرحب بكم في الموقع، ونسأل الله لكم التوفيق والعافية والثواب، ونسأل الله أن يبارك في طفلتكم وأن ينبتها نباتاً حسناً.
لقد أسعدتنا العلاقة الجميلة والطويلة بينكما، ونتمنى أن تدوم بينكم المودة والرحمة، وأرجو أن تُدرك الزوجة أنَّ ماقدره الله لابدَّ أن يحصل فلا يُنجي حذرٌ من قدر، وننصحكم بالاستمرار في المتابعة مع الأطباء، ونُبشركم بأنَّ الطبَّ تطور جداً ولله الحمد، فلا يأسَ ولا قنوط.
ولا يخفى على أمثالكَ أنَّ الزوجة بحاجةٍ إلى دعمٍ وعاطفةٍ خاصةً في مثل هذه الأحوال، والامتناع عن الحمل له وسائلٌ عديدةٌ منها: تفادي أيام التبويض، وباستخدام العزل وغير ذلك من الوسائل التى يعرفها الأطباء، ولا شكَّ أنَّ خوف الزوجة من الحمل وامتناعها عن الفراش قد يكون له أسبابٌ أخرى، فاجتنب القسوة عليها واحرص على المداعبةِ والمعانقةِ والملاطفةِ، واكتشف مواطن الإثارةِ في جسدها، وهيئها نفسياً لتلك اللحظات التي لها انعكاسٌ على العلاقة بين الزوجين.
ونحن لا ننصح بتلبية طلبها للطلاق، ونُحذرك من استخدام العادة السيئة، ونخوفك من مشاهدة المقاطع السيئة؛ لما لها من أخطار على دينك ودنياك، ونؤكد للجميع أنَّ الطلاق ليس حلّ خاصةً مع وجودِ طفلة، ولا يفرح بالطلاق سوى عدوَّنا الشيطان.
وهذه وصيتنا لكما بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
د. أحمد الفرجابي
شبكة المشكاة