استشارات و فتاوي

سعودية.. أريد أن أتزوج رجلاً أتعرّفه قبل الزواج!


السؤال

أريد تكوين علاقة صداقة بيني وبين الرجل الذي أتزوجه قبل الزواج كي أعرف شخصيته وتفكيره، على الأقل أعرف 10% من تفكيره وشخصيته، أنا مشجع الحب، الحب يأتي بعد الزواج، ولكن أتمنى صداقة مع رجل قبل أن يكون زوجي بعلم أبي وإخواني؛ لأني أرفض علاقة الرجل مع المرأة دون علم أهلها، أنا سعودية وقبلية، وأبي يجبرني أن أتزوج قبليًا لا يراني إلا ليلة عرسي.

أنا عمري 30 ولم أتزوج، أرفض أن أدخل على شخص لا أعرف عنه شيئًا، منذ عمر 20 رفضت طريقة زواج أن أعرض نفسي على أخته أو أمه، أفضّل أكون عانسًا ولا هذه الطريقة، 10 سنين أو أكثر أحب التعرف على رجل بعلم أهلي.

أخواتي الأصغر مني تزوجن بهذه الطريقة، ولا تمدح لي الزواج بهذه الطريقة، أذهب له معلبة أعجبته أو لا هذا حظه! لابد أن يقبل بي، لا طبعًا! هذه الطريقة لا أحبها، أعيش وحيدة أفضل من هذه الطريقة، أتمنى يراني وأراه، ونعرف تفكيره وشخصية بعض، ونتقبل بعضًا، أعرف أن نجاح الزواج من عند الله، أبي عنده من العيب أن تقول الفتاة لأبيها أريد الزواج حتى بالمزح!

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

فإن التعارف بين الرجل والمرأة بعلم الأهل ومباركتهم هو ما يسمى بالخطبة، بل إن الإسلام يريد لدائرة التعارف أن تتسع لتشمل الأهل من الطرفين، فتعلن المعرفة وتنتشر، والخطبة ما هي إلا وعد بالنكاح، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام، بل إن الإسلام يدعو للنظرة الشرعية كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن خطب امرأة: (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) وكما قال أيضًا: (انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئًا)، وقال (إذا ألقى الله في قلب الرجل الميل فاستطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل).

وهذا الحق للطرفين، وفي ذلك حكم عظيمة، وبعد النظرة يحدث الارتياح والانشراح والقبول ليكون دلالة على التوافق أو يحصل النفور ليكون مؤشرًا للاختلاف والتنافر، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

ويؤسفنا أن نقول الناس في هذا بين إفراط وتفريط، فهناك من يقول: ليس عندي بنت يراها -وهذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم – وهناك من يفتح الأبواب ويجعل ابنته تخرج وتدخل مع الشاب -وهذا مخالف للشريعة وخلل وخطر- وعلينا أن نقدم الشرع على العادات، ونتمنى أن تجدي من أهل العلم والعقلاء من محارمك من يتدخل ويتكلم بلسانك ليحفظ لك ولمن يتقدم إليك حق النظرة الشرعية، والكلام الضروري.

علمًا بأن المعرفة الحقة لا تحصل إلا بالزواج؛ لأن كلًا من الخاطبين يتزين ويجامل ويظهر الحسن فقط، ومن هنا يتجلى حرص الشريعة على الدين والأخلاق، ودعوة الأولياء والخاطب للبحث والسؤال؛ لأن مشوار الحياة طويل، وميثاق الأسرة غليظ -وهذه وصيتنا لك بتقوى الله- وأرجو أن لا يدفعك عناد الأهل إلى العناد، ولا تصري على السباحة ضد التيار، واسألي الله توفيقه، واذكريه سبحانه بالليل والنهار، واجتهدي في السؤال والتحري، واطلبي مساعدة أخواتك وأخوات من يتقدم إليك، وكذلك العقلاء من محارمك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

لقد أسعدنا تواصلك مع موقعك، ونفرح بالاستمرار، ونسأل الله لك التوفيق والاستقرار.

د. أحمد الفرجابي
شبكة المشكاة