استشارات و فتاوي

والداي قاطعان للرحم.. كيف أنصحهما؟


السؤال
كيف أؤثر على والدي، وأتحاور معهم، وأنصحهم بخصوص موضوع قطع صلة الرحم؟ للأسف؛ نحن عائلة مغتربة، وحصل خلاف شديد جداً ببن والدي من طرف، وبين الأعمام والأخوال من طرف آخر، ولكن منذ فترة زمنية كبيرة، وما زال والداي قاطعين لرحمهم، رغم هذه الفترة، وقد لاحظت قلة بركة العيش، وعدم الألفة بين قلوبنا، وأرجعت السبب إلى قطع صلة الرحم.

أنا ابنهم البكر، ولا أجد أحداً ينبههم لما نحن عليه من قطع صلة وعواقبه، وأشعر أن الله سيحاسبني إن لم أحاول على الأقل أن أصلح الحال.

أرجو مساعدتي في كيفية التواصل مع والدي في موضوع حساس كهذا، مع العلم أن المعاملة بيني وبين أبي رسمية جداً، وصعبة؛ فلسنا أصدقاء.

وشكرا.

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

فقد أسعدنا اغتمامك للقطيعة الحاصلة في الأسرة، وأفرحنا حرصك على فعل شيء، ونسأل الله لك النجاح، والتوفيق، والفلاح.

وننصحك بأن تبدأ مع الوالدة، وتوضح لها عواقب قطيعة الرحم التي بلغ التهديد لمن يقطعها بما جاء في كتاب الله: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم*أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم} وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قاطع) قال سفيان رحمه الله: يعنى قاطع رحم.

وأرجو أن تتفهم أسباب القطيعة، وتتواصل مع كل الأطراف، وتنقل أحسن ما تسمع، فتنمي خيراً، وتقول خيراً، كما يفعل من يسعى للإصلاح، ومن المهم أن تحسن الاستماع؛ حتى تتضح لك الأشياء الخفية، وانتبه لأدوار النمامين، واحذرهم، وذكر الجميع بالتعوذ بالله من شيطان يئس أن يعبده المصلون، ولكن رضي بالتحريش بينهم، ونتمنى أن تؤسس لعلاقه ودية مع والدك في مواضيع أخرى؛ تمهيداً لفتح باب الحوار معه، فكلاكما بحاجة للآخر، فاكسر الحواجز الوهمية، واقترب من والدك، واعلم بأن كل والد سوف يفرح عندما يشعر بقرب أبنائه منه، وهو أحرص الناس على نجاحك في ميادين الحياة.

ونتمنى أن تتواصل مع موقعك، وتوضح لنا الأسباب الفعلية للخلاف، وتاريخه، وجذوره، وطبيعة شخصيات المتخاصمين، وكل الأمور التي يمكن أن تساعدنا في وضع النقاط على الحروف، ونكرر لك الشكر على مسعاك النبيل، وندعوك للاستمرار طاعة للرب الجليل، ونوصيك بتقوى الله والدعاء، ونسأل الله لك الخير والسعادة والهناء في ظل وفاق بين الأرحام والآباء، وثق بأن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها، فاللهم ألف بين القلوب، واغفر الذنوب.

د. أحمد الفرجابي
شبكة المشكاة