مران ديمقراطي .. كرموا “السنوسي” !
يضرب حزب (المؤتمر الشعبي) اليوم مثلاً جيداً لجميع الأحزاب السياسية في بلادنا، بعقده لمؤتمره العام بعد (عام) واحد على وفاة مؤسسه وزعيمه الرمز الشيخ الدكتور “حسن الترابي”.
{الكثير من المراقبين والمتابعين بل بعض عضوية الشعبي نفسه، لم يتوقعوا أن تقوم لهذا الحزب قومة بعد وفاة صاحب الفكرة والمشروع، وقد كان البعض يكتب باستمرار في صحفنا أن المؤتمر الشعبي يغيب في السجن إذا غاب “الترابي” في معتقله بسجن “كوبر”، وينطلق الحزب إذا أطلق سراح شيخه !
{لكن (الشعبيين) خالفوا التوقعات، وكذبوا الظنون، وظلوا متماسكين ولسان حال قيادتهم يقول: (من كان يعبد “الترابي” فإنه قد مات، ومن كان يعبد مشروعه السياسي فإنه حي لم يمت) !
{لقد أحسن خلفه الشيخ “إبراهيم السنوسي”، فبلغ رسالة الحزب، وأدى الأمانة، وحفظ للكيان وجوده وحيويته واستمراره القوي في الحوار الوطني، يحسب له ذلك، هو و”أحمد الطاهر حمدون” و”كمال عمر” و”محمد العالم” وغيرهم من هيئة القيادة .
{يجب أن يحفظ (الشعبيون) للشيخ “السنوسي” صبره وحرصه وقوة عزيمته وشكيمته، أن عبر بهم المضيق، ينبغي أن يكرموه اليوم تكريماً خاصاً واستثنائياً في مؤتمرهم العام.
{ أولاً: لأنه قاد الحزب بعد قائد تصعب خلافته، خصوصاً للسنوسي نفسه، وثانياً لأنه يغادر الآن مقعد (الأمين العام) مفسحاً المجال لأخيه الدكتور “علي الحاج”، ولم يتعود الناس في أحزابنا – إسلاميين واتحاديين، بعثيين وشيوعيين وأنصار) أن يخلوا مقاعد القيادة لغيرهم عقوداً من الزمان !!
{إنها حقاً تجربة ديمقراطية حقيقية كاملة الدسم .. تلك التي مارسها أعضاء شورى المؤتمر الشعبي أمس (الجمعة) .. أن ينافس “إبراهيم عبد الحفيظ” والسيدة “ثريا” و”عبد الله أبو فاطمة “الدكتور”علي الحاج محمد” على مقعد الأمين العام، ليفوز “علي الحاج ” بغالبية الأصوات في معركة ساخنة .. لا هوادة فيها !!
{نبارك للحكيم المتمرس .. آخر (السياسيين) من جيل الإسلاميين (الذهبي)، الدكتور “علي الحاج” قيادة المؤتمر الشعبي، ونقول إنه ليس كما يظن بعض المتحمسين داخل الشعبي وخارجه، ضد الحوار وضد المشاركة في الحكومة المقبلة، فأول من أعلن ثقته في الرئيس “البشير” من على منبر تأبين الشيخ “الترابي” بالمنشية، كان “علي الحاج”، وليس “السنوسي”.
{في تقديري أن الدولة كلها محتاجة لعقل “علي الحاج” السياسي، وليس المؤتمر الشعبي فحسب .
الهندي عزالدين – شهادتي لله
صحيفة المجهر السياسي