وجوه في حكومة الوفاق الوطني (2) مبارك الفاضل.. (البلدوزر) يعبِّد طريقه إلى سرايا الحكم
ما خُيّر (البلدوزر) مبارك الفاضل، بين أمرين، إِلَّا واختار أكثرهما جلباً للمصلحة، ولذلك تتوزع الآراء حوله بين (براجماتي) دون سقوف، و(ذرائعي) قادر على توظيف الأدوات والوسائل للنفاذ إلى أهدافه، وعله اكتسب بسبب ذلك اكتسب توصيفه بأنه تنفيذي لا يشق له غبار، ولكن لا غرو أن أكثر الوسوم التصاقاً بثوب سليل “الجبة المهدوية” كونه سياسياً يعاير الأمور – دائماً- بالمنظور الديني الخاص بفقه أقل الضررين.
لا يعرف على وجه الدقة كيف نُسّب الفاضل إلى البلدوزر، ولكن قرائن الحال تشير إلى مقدرات فذة لدى الفاضل، تجعله يجرف كل ما تعاهد عليه الناس بما في ذلك قناعاتهم الراسخة رسوخ الأصابع في الراحتين، كقوله المزلزل دون طرفة رمش إنه يمتلك واصلة قوية باستخبارات الدنيا إقليميها ومحليها.
علاقة ملتبسة
كعب أخيل عند الفاضل، بلا شك، يتمثل في علاقته الغائمة والملتبسة بابن العم الإمام الصادق المهدي، وإلى هذه العلاقة يرد دخول وخروج الفاضل غير ما مرة من حزب الأمة القومي، حتى أن بعض الآراء تذهب مباشرة إلى أن مواقف الفاضل قرباً ونأياً من الحكومة تتناسب عكسياً مع مواقفه من الإمام.
وإن لم يفعلها مباشرة، فالفاضل مطروح كبديل قوي للمهدي، على الأقل فالحال كذلك لدى الأنصار، وحملة لواء الإصلاح في الأمة.
ولا يخفي الفاضل تبرمه من مكوث لقب الخليفة في بيت العم، مع أن كسوبه من لدن الجبهة الوطنية مروراً بالتجربة الديمقراطية، وليس نهاية بالتجمع الوطني الديمقراطي؛ حقيقة بتقديمه متى شخصت أبصار الأنصار باحثة عن الرجال أو الحق الذي يُعرف بالرجال.
سليل المهدي
مع أنه لا يعرف الحلول الوسطى، وقد ينجر إلى أكثرها بعداً عن التوقعات، أبصر الفاضل النور منتصف القرن المنصرم، في أوساط أسرة ذات باع في التصوف والسياسة ينادي روادها بأن يكون السودان للسودانيين، وقد كان بعد مولده بسنوات ست في العام 1956م.
ونال الفاضل تعليماً متميزاً في الجامعات الأمريكية، ولكنه لمَّا تخرج مازج بين الاقتصاد الأكاديمي والسوق، وبين إدارة الأعمال وإدارة تحالفات سياسية لا يزال هو صندوقها الأسود، وصاحب القدرة على تسويد كثير من بيضت السياسة وجوههم، متى أفصح عن مكنونات صدره.
مهندس سياسي
بداية ذيوع اسم الفاضل، كان مع (المرتزقة)، حيث هندس الطريق أمام العقيد محمد نور سعد، وقوات الجبهة الوطنية لتجتاح الخرطوم في الثاني من يوليو العام 1976م، ولكن تفاصيل صغيرة هزمت الخطة، فانحاز الشاب الأنصاري مع بعض (الأحباب) إلى فئة المتخندقين بليبيا، بذات الوقت الذي كانت سنابك النميري تدك دار الهاتف، وتردي قائد العملية، فمايو النميري وإن تخلت يومذاك عن الشيوعيين، لكنها ما كانت تخلت عن مسيرتها المخضبة بالأحمر.
وحين عرف المهدي والفاضل، أن دواس مايو لا يأتي بالنصرة، انقلبوا راجعين، في 7/7/1977م. ومن على يخت، أبحروا مع (الزعيم الأوحد وحادي الاتحاد الاشتراكي)، على أمل قيادة عملية إصلاح وترميم من الداخل، ولكن رموا بتقلبات النميري الذي انقلب على الجميع، وديمقراطية اقتلعها الناس بصدورهم العارية في 1964م.
ولما تقارب أمير المؤمنين النميري مع الإسلاميين، وأعلنها شريعة، عرف أبناء العمومة أن الدنيا لن تكون مهدية، ومن بعد سنوات كانت للتنكيل، ثار الناس على النميري واقتلعوه في ثورة شعبية مجيدة العام 1985م، ولما جرى وضع صندوق الاقتراع في العام 1986م آبت رئاسة الوزراء لمرة ثانية للمهدي، الذي كان على يمينه في هذا المشهد الرجل (الفاضل).
ديناميكية
غالب الظن أن لقب البلدوزر التصق بالفاضل في سنوات الديمقراطية الثالثة بسنواتها الثلاث، حيث شغل الرجل مناصب عديدة، وتارات جمع بين مناصب تعتبر لمشقتها شقيقة بالرضاعة، فضلاً عن تحركاته المحمومة خارجياً وداخلياً.
وحين تحرّك العميد الركن عمر البشير بإيعاز من الإسلاميين للانقلاب على المهدي في يونيو 1989م؛ لم يجد الضابط المظلي صعوبة تذكر في استلام سلطة الإخوة المتشاكسين، بل واستلام كل قادتها بمن فيهم رئيس الوزراء، ولكن الوحيد الذي أفلت وقتذاك كان وزير الداخلية مبارك الفاضل، الذي لعب دور وزير الدفاع بتحذير المهدي من تحركات الجيش.
ولمّا لم يصغ إلى كلامه، وضع انقلابيو الإنقاذ المهدي في الحبس، هو وقادة الأحزاب أجمعين ـــ بمن فيهم الترابي ــــ ولكن الفاضل ذاب كخيط دخان، وتمكن من الانسلال للخارج ووضع اللبنات الأولى للتجمع الوطني الديمقراطي المعارض.
وحين خرج د. حسن الترابي إلى القصر منهياً المسرحية ومعلناً الجبهة الإسلامية كاتباً رئيساً لسيناريو الانقلاب، لم يجد قادة الأحزاب سوى اللحاق بركب الفاضل الذي هندس لهم حلفاً وظّف له كل قدراته التفاوضية، وصلاته الخارجية، ثم ما انتهى حتى وضع عيون كل البصّاصين لتصيب الحكومة بعيونها، هذا وإن كان صاحب الشفاء السيد صلاح أحمد إدريس يشكو من عيون الفاضل التي تسببت في دك مصنعه بالصواريخ الـ (توماهوك)/ وهو مما اعتاد أن يبرأ منه مبارك بُرء السقيم من المرض.
المهم أن ذلك الحلف (التجمع الوطني الديمقراطي) لم يكن له نظير، إذ مازج بين المعارضتين المدنية والعسكرية، ولكنه انتهى مع كل تلك المقدرات إلى التفكك، وكانت إحدى أكبر ارتكاسته، لما قاسم الفاضل ابن عمه الأمر مطلع الألفية، لا طمعاً في الرئاسة وإنما أملاً في الإصلاح، غير أن المحصلة أن صف الأمة انشق، ومن ثم ارتأى أهل الإصلاح والتجديد دخول قصر الرئاسة في العام 2002م، وهو دخول لم يستمر خلا عامين، فانتهى الحال بالفاضل من القصر إلى الأسر، حيث جرى اتهامه بالتخطيط لعملية تخريبية ارادت الوطن والانقلاب على الانقلابيين في العام تسعة وثمانين.
حليف قوي
مجدداً؛ عاد الفاضل إلى بؤر الضوء، بمعاونة الحركة الشعبية التي خلقت الحدث في العام 2005 بتوقيع اتفاق سلام شامل أنهى عقدين من الصراع في البلاد.
على أيامها ظهر الفاضل كحليف قوي للشعبية، وكاقتصادي يحرك رساميله شمالاً وجنوبًا، وحين قرر الجنوبيون التصويت للانفصال بذات النسب التي يتحصلها الحكام الديكتاتوريون في الانتخابات حوالي 99%، ذهب الفاضل مع مصالحه جنوباً، ولم يؤُب إلا بعد ثنائه على الحوار الوطني الذي أطلقه الرئيس عمر البشير، مع مواقفه الموجبة من “الوثبة” التي تجعله أكثر قرباً من أقرانه للقفز في مقعد وثير بحكومة الوفاق الوطني.
في الكابينة
ينفي القيادي الشاب في حزب الأمة القومي، عبد الجليل الباشا، عن السيد مبارك الفاضل، صفة (البراجماتية)، وينعته بأنه واقعي وذو قراءات سليمة للواقع، ومما قاله لـ (الصيحة) إن بعض رؤى الفاضل التي أطلقها قبل عام من اليوم، تمشي حالياً بين ظهرانينا.
ويرى الباشا، أنه لو كانت الحكومة حريصة على الرشاقة مع الفعالية، فستجد ذلك مبذولاً لدى الفاضل، الذي هو بلا شك جسر عبور لعوالم لا حد لها.
وفي ذات الوجهة، يذهب الصحفي المهاجر، اللصيق بقضايا حزب الأمة، محمد الماحي الأنصاري. يقول الأنصاري في حديثه مع (الصيحة) بأنه ينتظر أن يحصل الفاضل على حصة كبيرة في (كيكة) السلطة التي قال البشير إنها في الأصل صغيرة.
ويدعم الأانصاري توجهه بكون الفاضل يرى تغييراً هيكلياً مهماً في توجهات السلطة التي قدمت العسكريين وعملت على تقزيم الإسلاميين الحركيين، وفي الصدد ينوه إلى التوافقات الكبيرة بين رجل الأمة ورئيس مجلس الوزراء القومي، النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح، على نحو ما جرى في لقائهما الثنائي الأخير بمجرد وصول الفاضل من جولة خليجية، وهو ما يعكس أهمية الفاضل حتى لو قورن باللجنة التنسيقية العليا لمخرجات الحوار الوطني.
بيد أن الوجه الثاني لهذه الرؤية، يحمل في طياته مخاوف حكومية كبيرة من رجل بكل هذه المقدرات والعلاقات، فقد يؤدي إطلاقه من قمقمه إلى خلخلة الأوضاع بشكل كبير، هذا وإن كان “مخلب قط” للمؤتمر الوطني كما يقول الصادق المهدي.
وفي إجابتنا على سؤال أين يمكن للحكومة أن تضع رجلاً تضيق بطموحه، جنباته. نرد بأن الرأي يذهب حتى ساعته إلى إعادة الفاضل لسرايا غردون الذي حول جده إلى أسطورة، هذا مع التذكير بأنه ما من شيء يجمع بين الرهبة والرعب بخلاف الأساطير، فكيف بسياسي تفضله في جانبك بذات رغبتك ببناء جدار عازل يفاصلكما بالكلية.
الخرطوم: مقداد خالد
صحيفة الصيحة
ناس الصيحة زي المكنيكية.
ادو مبارك الفاضل حزام نضافة
مادايريين يخلوهو علي بهية الشركة.
طبعا اوردو . هنالك ملاحيظ.
الملاحيظ بكون فيها قائم.
مبارك تلقيهو كان مفكر في مجلس الوزراء.
المهم كل البضاعة سكند هاند. والمشكلة موديلات قديمة وطرشة( لغة مكانيكية)
بدأ الصيف وتكسير التلج …. اري ان كل من بلغ ال65 من العمر ان يترجل عن شغل الوظائف الحكومية …. وكل من شغل وظيفه دستورية مدة 8 سنوات ان يترجل كمان …. قال بلدوز قال
التلميع ظاهر يا ” صيحه”
يا ريت تخلو مسح الجوخ ده وتدونا المفيد ..
مبارك واحد مصلحجي من الطراز الأول .. حتى لو كان على حساب ا لوطن ..
نسينا ما فعله عندما فجر في خصومته
وادعى أن مصنع الشفاء هو مصنع للسلاح الكمياوي
فكانت الضربة المشهورة ..
وعندما سألوه لاحقاً لماذا فعل ذلك .. قال
لما تكون معارض واحد تستخدم أي سلاح يؤذيه
يعني حتى لو احترق الوطن ..
وطلع لينا حاج وراق كمان عايز يكرر نفس السيناريو
قال السودان فاتح مراكز تدريب للمصرين عشان يهجمو على مصر خلال سنتين …
يا ناس .. لا تستهينوا في المواطن السوداني البسيط كحالنا .. وتحاولو تضليله بكلمات منمّقة
لا تودي ولا تجيب ..
الله يصلح الحال وبس
لقد خان وطنه . هذا الاغم . وماضرب مصنع الشفا ببعيد . يجب ان يذهب الى مزبلة التأريخ .