صلاح الدين عووضة

كأنه هو!!

*داهمته هذه (الحالة) منذ أسبوع..

*حالة إحساسه المخيف بأنه ما عاد (هو)..

*ويذكر جيداً كيف أن بدايتها كانت (قرصة) في ذراعه..

*فحين هب من نومه ليصلي الفجر وجد الفجر، ولكنه لم يجد نفسه..

*بل وجد كل شيء كما هو إلا هو لم يعد (هو)..

*ويذكر- كذلك- كيف أنه أحس بألم القرصة ولكنه لم يحس بنفسه..

*أو ربما أحس بها ولكنه لم يحس بعقله..

*أو قد يكون الذي لم يحس بوجوده هو إحساسه بوجوده هو ذاته..

*وفتح المصحف ليصادف آية وقف عندها كثيراً..

*آية (فلما جاءت قيل أهكذا عرشك ……..)..

*ومثل إجابة بلقيس كانت إجابته هو عن سؤال وجهه لنفسه بشأن (عرشه)..

*عرشه الذي كان على (ماء أحلام)؛ فتبخر..

*ثم انتظره ليتكثف، ويتجمع، ويبرق، ويرعد، ويهطل عليه (واقعاً ندياً)..

*ولكن انتظاره طال مثل طول ليل العاشقين..

*بل طال ليل انتظاره لفجر عشقه-هو نفسه- فثبتت نجومه مثل ليل امرئ القيس..

*وطال ليل انتظاره لفجر اغترابه فلم يجن سوى (غربة الليل)..

*وطال ليل انتظاره لفجر ترقيته فبات (يجنن) مثل ليل محمد سعيد دفع الله..

*وطال ليل انتظاره لفجر (الفجر) فبدا له (طفلاً يحبو)..

*وأضحت لياليه كلها- من ثم- في مثل حلكة وظلال و سواد (حِنَّة الليلة ديك)..

*ومنذ فجر الليلة (ديك) لم يعد هو (هو)..

*أغلق المصحف وذهب إلى حمامه الصغير ينظر إلى وجهه في مرآته المشروخة..

*عكس له الشرخ وجهاً أشد (أُلفة) من الذي (يألفه)..

*كان مشوهاً- نعم- ولكنه بدا له (حقيقياً) أكثر من الذي أُعجبت به حبيبته..

*أو الذي (كانت) تُعجب به قبل أن يعجبها (المسؤول)..

*وطارت منه إليه مثلما طارت الترقية التي هو أحق بها إلى (قريب المسؤول)..

*ومثلما طارت فرصة الاغتراب بفعل (المسؤول)..

*ومفردة (المسؤول) هنا لا تخص مسؤولاً واحداً وإن بدا كلٌّ منهم (كأنه هو)..

*ومع مرور الأيام أخذ يشعر بأن شيئاً فيه يتغير..

*وطفقت حالة أنه ما عاد (هو) ترسم ملامحها على عقله وقلبه و(وجهه)..

*وصار يتجنب النظر إلى مرآته المشروخة..

*فلما بلغ به (التغرُّب) مبلغاً أليماً قرر أن (يثور) ولو مرة في حياته..

*ثورة على أرض الواقع لا فضاءات (الأسافير)..

*ثم يضع حداً (حزيناً) لحياته هذه..

*قرر أن يصفع (أي مسؤول) في شخص (مسؤول وحدته)..

*ولكنه مُنع من الدخول إليه رغم تعريفه بشخصه..

*وعلى مرآة المصعد (واجهه وجهه) فتذكر جملة قالتها السكرتيرة وهو خارج..

*قالت (والله كأنه هو !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

تعليق واحد

  1. عوضه فى الليلة ديك .. ماكنت كويس الحصل عليك شنو ؟ بعد شويه ماتشيل ليك كلاشنكوف الله يستر الحالات دى فى وطنا بقت عادية .