كأنه هو!!
*داهمته هذه (الحالة) منذ أسبوع..
*حالة إحساسه المخيف بأنه ما عاد (هو)..
*ويذكر جيداً كيف أن بدايتها كانت (قرصة) في ذراعه..
*فحين هب من نومه ليصلي الفجر وجد الفجر، ولكنه لم يجد نفسه..
*بل وجد كل شيء كما هو إلا هو لم يعد (هو)..
*ويذكر- كذلك- كيف أنه أحس بألم القرصة ولكنه لم يحس بنفسه..
*أو ربما أحس بها ولكنه لم يحس بعقله..
*أو قد يكون الذي لم يحس بوجوده هو إحساسه بوجوده هو ذاته..
*وفتح المصحف ليصادف آية وقف عندها كثيراً..
*آية (فلما جاءت قيل أهكذا عرشك ……..)..
*ومثل إجابة بلقيس كانت إجابته هو عن سؤال وجهه لنفسه بشأن (عرشه)..
*عرشه الذي كان على (ماء أحلام)؛ فتبخر..
*ثم انتظره ليتكثف، ويتجمع، ويبرق، ويرعد، ويهطل عليه (واقعاً ندياً)..
*ولكن انتظاره طال مثل طول ليل العاشقين..
*بل طال ليل انتظاره لفجر عشقه-هو نفسه- فثبتت نجومه مثل ليل امرئ القيس..
*وطال ليل انتظاره لفجر اغترابه فلم يجن سوى (غربة الليل)..
*وطال ليل انتظاره لفجر ترقيته فبات (يجنن) مثل ليل محمد سعيد دفع الله..
*وطال ليل انتظاره لفجر (الفجر) فبدا له (طفلاً يحبو)..
*وأضحت لياليه كلها- من ثم- في مثل حلكة وظلال و سواد (حِنَّة الليلة ديك)..
*ومنذ فجر الليلة (ديك) لم يعد هو (هو)..
*أغلق المصحف وذهب إلى حمامه الصغير ينظر إلى وجهه في مرآته المشروخة..
*عكس له الشرخ وجهاً أشد (أُلفة) من الذي (يألفه)..
*كان مشوهاً- نعم- ولكنه بدا له (حقيقياً) أكثر من الذي أُعجبت به حبيبته..
*أو الذي (كانت) تُعجب به قبل أن يعجبها (المسؤول)..
*وطارت منه إليه مثلما طارت الترقية التي هو أحق بها إلى (قريب المسؤول)..
*ومثلما طارت فرصة الاغتراب بفعل (المسؤول)..
*ومفردة (المسؤول) هنا لا تخص مسؤولاً واحداً وإن بدا كلٌّ منهم (كأنه هو)..
*ومع مرور الأيام أخذ يشعر بأن شيئاً فيه يتغير..
*وطفقت حالة أنه ما عاد (هو) ترسم ملامحها على عقله وقلبه و(وجهه)..
*وصار يتجنب النظر إلى مرآته المشروخة..
*فلما بلغ به (التغرُّب) مبلغاً أليماً قرر أن (يثور) ولو مرة في حياته..
*ثورة على أرض الواقع لا فضاءات (الأسافير)..
*ثم يضع حداً (حزيناً) لحياته هذه..
*قرر أن يصفع (أي مسؤول) في شخص (مسؤول وحدته)..
*ولكنه مُنع من الدخول إليه رغم تعريفه بشخصه..
*وعلى مرآة المصعد (واجهه وجهه) فتذكر جملة قالتها السكرتيرة وهو خارج..
*قالت (والله كأنه هو !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة
عوضه فى الليلة ديك .. ماكنت كويس الحصل عليك شنو ؟ بعد شويه ماتشيل ليك كلاشنكوف الله يستر الحالات دى فى وطنا بقت عادية .