البركة والمودة!
* وما بين المعنيين تكمن القيمة الحقيقية للعلاقة الزوجية بكل أبعادها النبيلة والمقدسة التي يجهلها الكثيرون للأسف، وتتسبب في معظم ما نحن فيه من تعاسة وفشل وترد اجتماعي.
* فالبركة تعني أن نؤمن إيمانا مطلقا بأن الزواج يحتاج فقط للنوايا الطيبة القائمة على الرغبة في الإحصان وإكمال نصف الدين وتكوين الأسر وبناء المجتمعات بأيسر السبل وأسرعها، لأن جوهر الزواج أغلى من كل القشور والمظاهر والبدع التي نمارسها وتتنامى لتخرج في كل يوم بطقس جديد يزيد الإدهاش والتكاليف ويعرقل الطرق أمام الراغبين في السترة والعفاف والأمان!!
* والمودة التي وردت شرعا كأحد أضلع مثلث الزواج الثلاثة إلى جانب الرحمة والسكن، تعني ببساطة التعايش والتسامح والارتياح والسكينة وغيرها من المعاني الجميلة الحميمة التي تساهم في إسعادنا داخل إطار الزواج كما يجب أن يكون.
* وما بين البركة والمودة تمضي الجهود الحثيثة والمبادرات الطيبة (للصندوق الخيري لمساعدة الشباب على الزواج) والذي يعد أحد الأذرع الناشطة والفاعلة للاتحاد الوطني للشباب السوداني.
* والشاهد أن عنوان الصندوق يشرح ببساطة الهدف الأساسي من قيامه وآلية العمل التي يتخذها والتي انتظمت جميع الولايات وبلغت آلاف الزيجات المحفوفة بالبركة والتبريكات والتي لا يقتصر دعمها على توفير مستلزمات الزواج فحسب ولكنه يتجاوزها نحو توفير الوحدات السكنية ومن ثم متابعة تلك الزيجات والحرص على تأمينها ضد مزالق الحياة بإنشاء (مركز المودة) كمركز للاستشارات الأسرية والدورات التدريبية، يقدم الدعم المعنوي ويعرف بماهية الزواج الحقيقية ومن ثم يساهم في تقديم النصح والمشورة وإصلاح ذات البين وإيجاد الحلول المفيدة للمشاكل العارضة.
* وكنت خلال الأسابيع الماضية قد شهدت_ في إطار نشاطات الصندوق الموازية_ منبرين للنقاش والتباحث أحدهما عن زواج التراضي والآخر عن زواج البركة، وقد كانا ـ والحق يقال ـ من أمتع وأجمل وأفيد ما شهدته مؤخرا من جلسات نقاش تم اختيار المشاركين فيها بعناية فجاءت جميع الأطروحات من الموضوعية والشفافية والدسامة بمكان. وخرجنا منها في تمام الرضا والتوافق والاقتناع التام بما جاء على ألسنة المتحدثين في سابقة غير معهودة، وهذا ما يؤكد صدق وجدية وبعد نظر القائمين على أمر الصندوق وعلى رأسهم الباشمهندس مهدي محمد أحمد وأركان سلمه الأبرار الذين نشهد لهم بالتعاون والمرونة والحرص الشديد على استصحاب كافة فئات المجتمع في تلك المنابر والاستماع لجميع الآراء على تباينها بذات الحرص للوصول لأفضل النتائج التكاملية.
* وبهذا يكون الصندوق قد نجح بنسبة كبيرة في إحداث التواصل اللازم مع كل من بإمكانه المساهمة في ترقية المجتمع وتأمين الأسر ضد شبح الطلاق مما يوفر الاستقرار لكافة أبناء المجتمع.
* وأعتقد على نحو شخصي أن هذا الصندوق يمكن أن يلعب دورا كبيرا وجوهريا في احتواء الخلافات المتطرفة ونشر ثقافة الزواج كقيمة إنسانية عالية تستدعي النظر والتمحيص والتروي والتعلم قبل الدخول في عالمها المتشعب دون دراية.
* لذا وجب علينا أن نشيد باتحاد الشباب وبالصندوق الخيري لدعم الشباب ومركز المودة للإرشاد الأسري على ما ظلوا يقدمونه من خدمات وما حققوه من إنجازات وما عقدوه من شراكات وما أكملوه من زيجات فلمثلهم وحدهم ترفع القبعات.
تلويح:
التزموا بالبركة.. وعيشوا على المودة.. وادحروا شياطين التعاسة، بالنوايا الطيبة والتعايش.
داليا الياس – اندياح
صحيفة اليوم التالي