ثم نمضي في الطريق
* أمسك بالقلم كمن يمسك بيدي حبيبهِ عند منعطف زلق ، أطيل النظر في دفتر يومياتي كعاشق لم يبارح لحظة الدهشة الأولى في فصول قصة بدأت للتو ، أقلّب الأوراق الخالية من الكلمات مراراً بحثاً عن قارب أعبر به للضفة الأخرى من الكون ، أشتم رائحة الحبر المنبعثة من فوهة المحبرة العتيقة التي بجواري فتهتز بداخلي الأشياء ، تمور الأحاسيس ، وتتساقط المشاهد في كل الإتجاهات ، وعندها فقط تبدأ الرحلة الى مالا نهاية ..
* في ساعة ما ونحن نتسكع في الطرقات بلا هدف أو نلهث خلف حلم بعيد ، نركل الحصى المزروعة في كل الزوايا بلا مبالاة ، قد يعترينا فجأة إحساس جديد ،لم نشعر به من قبل ، يعبئ أوردتنا بدم مختلف ، يهدينا كل الطاقة والأمل ، يجعلنا نستنشق أوكسجين السعادة من كل ناحية ، نقبع لوهلة ودون سابق انذار في سن العاشرة ، نضحك بلا خوف ولانخفى دموعنا المتناثرة لحظة إنكسار ، يصبح كل شئ ممكن في تلك الساعة وبلا شروط …
* ثمة أوقات لا نود مغادرتها بكل سهولة وبساطة ، نتعمد أن نغرق بها بكل ما أوتينا من شوق ولهفة ، حينما يعبث فيها إحساس فريد بأنظمتنا الداخلية بلا استئذان وبكامل العشوائية مبعثراً أجندة الترتيب التي لم نخرج عن سياجها يوماً ، ثم نمضي في الطريق بلا أقنعةأو رموز نستجدي الضحك من المارة ، ننفث في عنق بالون أخضر كل الالم والضجر كمهرج لايسأم إبتسامته الساذجة المنحوته على وجهه متباين الألوان ..
* نحتاج أن نفعل كل الذي نستطيع لأجل هذا الإحساس وأولئك المتفردين على رأي الروائي غبرييل ماركيز حين قال :
حافظ بقربك على من تحب، أهمس في أذنهم أنك في حاجة إليهم، أحببهم واعتن بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات، مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفها ….
* قصاصة أخيرة
ليس سهلاً العثور عليهم ولا نسيانهم
قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة)
تسلمي استاذة كتاباتك جميلة