الكلباني: لا تَسَامُح مع المسيء وقليل الأدب.. هذا منهج نبوي
أكد عدد من الأكاديميين والمثقفين السعوديين، أن الشعب السعودي من أكثر الشعوب تسامحاً على مواقع التواصل؛ مشيرين إلى تراجع حدة التصنيف والتعصب والنقاش الموتور وغيرها إلى ٧٠% عما كانت عليه منذ انطلاق موقع التدوين المصغر.
وأثار الشيخ عادل الكلباني عدداً من ردود الأفعال في لقاء “ثقافة التسامح في مواقع التواصل الاجتماعي”؛ بقوله: لا أفهم غضب البعض من عدم غض الطرف عن قليل الأدب الذي يجب أن يؤدب بمثل ما فعل؛ فهنالك فرق بين أن يصدمك “مفحط”، وأن يصدمك شخص غافل، أيهما ستسامح معه؟!
وأشار “قاصف الجبهات” -كما يحلو للبعض تسمية الشيخ الكلباني- إلى أنه لا يمكن أن نتسامح مع داعشيّ أو سارق أو زانٍ أو ليبرالي متشدد؛ هذا منهج نبوي كريم؛ بل يجب أن يكون المسلم أمامهم أسداً هصوراً؛ فالمسلم لا يكون ذليلاً أبداً.
وأضاف: علينا حتى نكون متسامحين ألا نشخصن الأمور؛ ففي الواقع ولا نعمم، انتقاد شخص ما لموضوع انتقده شخص آخر بنفس الكيفية والتناول، تختلف مع الأسف عند البعض ردات الفعل تجاهه بحسب ذلك الشخص ومَن يكون.
من جانبه، أشار الكاتب الصحفي نجيب الزامل، إلى أن “تويتر” من الأشياء الجميلة في حياتنا؛ حيث أتاح لنا التواصل مع جميع البشر داخل الوطن وخارجه بل والعالم أجمع.
وأضاف أن العالم الافتراضي في مواقع التواصل الاجتماعي أقوى من العالم الحقيقي؛ حيث يكشف الناس على حقيقتهم؛ لذا لا بد عبر الشبكات الاجتماعية ألا نتجاوز في رسائلنا، وأن نتأكد من مضامينها، وعلينا عكس الصورة المتسامحة الحقيقية لمجتمعنا.
وساق “الزامل” مثالاً مشروعَ “على ناصية حلم”، الذي يعطي مثالاً على الترابط والتعايش، وتدور الفكرة حول حلم يرغب في تحقيقه ويعرضه على الهاشتاق؛ ليتلقفه الناس ويسعى كل مَن يستطيع مساعدة صاحب الحلم، وكانت المفاجأة كثرة محققي الأحلام أكثر من الحالمين أنفسهم؛ ضارباً مثالاً لشخص يودّ أن يقف على الحد الجنوبي ويفدي وطنه بدمه وروحه.
وأكد عدد من الأكاديميين والمثقفين السعوديين أن التسامح ليس مرتبطاً بوسائل التواصل الاجتماعي ابتداء؛ بل هو مرتبط بالنفس البشرية أولاً، وأن من النتائج المبشرة ظهور دراسة تؤكد تحسّن قيمة التسامح على “تويتر” بنسبة ٦٠ إلى ٧٠% عن السابق.
وقال أستاذ الإعلام الدكتور عبدالله الحمود: إننا نندهش من بعض المحاضرين الأجانب عندما يطرح رؤية مكتملة الأركان بأفكار رائعة؛ ولكنه يختمها في النهاية بأنه مجرد “تخمين”؛ في إشارة إلى أنه لا يمانع بنقد الآخرين له.
فيما قال الدكتور إبراهيم البعيز: إنه لم يرَ مجتمعاً مهموماً بالتصنيف مثل المجتمعات العربية، بين تصنيفات دينية أو مناطقية أو قبلية؛ مؤكداً أن القضية في النهاية ثقافة تبدأ من الطفل وغرس قِيَم التسامح فيه.
من جانبه قال الدكتور فهد السنيدي: أحلف غير حانث أننا كسعوديين شعب متسامح جداً أكثر من شعوب أخرى صديقة وغير ذلك؛ مشيراً إلى أنه مع محاسبتنا لأنفسنا علينا أن نحاسب السلطة تجاه بعض الممارسات، كسجن مغرد بسبب تغريدة.
الجدير بالذكر أن اللقاء الذي أداره المذيع عبدالله الشهري، استضاف الشيخ عادل الكلباني والكاتب نجيب الزامل بحضور الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر، ورئيس ملتقى “إعلاميون” الإعلامي عبدالعزيز العيد، وحضره عدد كبير من النخب والأكاديمية السعودية.
صحيفة سبق