تحقيقات وتقارير

بعد دعوة هيئة علماء السودان للتعدد… (ارتياح) يسود الرجال… وحالة (إحباط) وسط النساء!

دعت هيئة علماء السودان إمس إلى تعدد الزوجات -للحد بما وصفته بتصاعد معدلات العنوسة والطلاق وسط النساء في البلاد، إضافة إلى تفشي البطالة وسط الشباب بمعدلات خطيرة- مشيرة إلى أن ذلك قد يؤدي لانحرافات سلوكية وردود فعل مختلفة من الجنسين- هذا وقد أثارت تلك الدعوة جدلاً غير مسبوق أمس، بالإضافة إلى ردود أفعال أقل ما يمكن أن نصفها بـ(العنيفة)، خصوصاً من بعض الزوجات وربات المنازل!

(1)
حول الموضوع، أوضح الأستاذ فتح الرحمن قمر الأنبياء بأن الدعوة للتعدد أمر ليس بالسهل نسبة للميزانية الكبيرة التي يفترض أن تكون متوفرة للطرف المُقدم على تلك الخطوة، مضيفاً: (تكوين أسرة جديدة مع زيادة أعباء ومصروفات أخرى يتطلب العدل فوق كل شيء في الوقت الذي نعاني منه مادياً في كل مناحي الحياة)، مبيناً: (أنا أرفض الأمر جملة وتفصيلاً ما لم تتم محاربة المشكلة الحقيقية وهي غلاء المهور الذي جعل الشباب يعزف عن الزواج وكان أثره عنوسة الفتيات).

(2)
من جانبه أكد عبد العاطي فضل المولي بأنه متزوج من ثلاثة نساء وفي طريقه للزواج بالرابعة، موضحاً: (نسبة للإمكانيات الماديات التي تساعدني على خوض مثل تلك التجارب أوافق على التعدد)، مطالباً في الوقت ذاته العنصر الذكوري بالتعدد لمحاربة العنوسة التي وصفها بأنها مستشرية في المجتمع السوداني.

(3)
إلا أن الموظفة غادة الحلو كان لها رأي مغاير حول الموضع حيث قالت: (أنا موظفة أبلغ من العمر 45 عاماً إلا أنني لم أخوض تجربة زواج في حياتي نسبة لتمسك أسرتي بالمهر الكبير وأشياء أخرى أنا أعتبرها بمثابة كماليات تساقطت عن ذهني بمرور السنوات، لذلك يجب أن يكون حديث هيئة علماء السودان عن محاربة غلاء المهور وتسهيل الزواج لكل من يرغب وتوفير فرص عمل للشباب لمحاربة العطالة التي يتحدثون عنها وليس عن التعدد لأنه أغلب الشباب يعانون في الأصل من توفير تكاليف الزواج الأول).

(4)
عدد من الشباب اتفقوا بأن تكاليف الزواج الباهظة والتبذير والبوبار الذي تقوم به العديد من الأسر حالت دون تحقيق أحلامهم للزواج بالبسيط وإن دعا الأمر أنهم سيضطرون لمطالبة أسر الفتيات وإقناعهم للزواج بـ(الفاتحة) فقط حسب حديثهم، فيما شنت عدد من الزوجات هجوماً عنيفاً على تلك الدعوة مؤكدات بأن هيئة علماء السودان تجاهلت وبصورة مباشرة إمكانية تدمير أسرهم المستقرة بسبب إقدام أزواجهم على الزواج للمرة الثانية والثالثة، وقالت هناء علي: (بصراحة هذه الدعوة غريبة جداً وغير منطقية، وكنت أعتقد أن هيئة علماء السودان ستدعو لتخفيض المهور لتتزوج الفتيات، لكن دعوتها للتعدد أصابتني بالذهول)!

(5)
الباحثة الاجتماعية فريال عبد المجيد أرجعت ظاهرة العنوسة للاعتقاد الخاطئ لبعض الأسر التي تسعى لـ(الفشخرة) والمطالبة بالمال الكثير من أجل التباهي بين الجيران والأهل بأن ابنتهم تقدم لها عريس (مرتاح) مادياً وهو الأمر الذي يجعل بعض أولياء الأمور يتمنون ذات العريس وهم متمسكين بآرائهم ورافضين (العريس البسيط) ما يجعل الشباب يغضون الطرف عن ابنتهم الغالية المهر فتصاب بالعنوسة، مضيفة: (يجب على هيئة علماء السودان أن تستخدم صلاحياتها في معالجة المشكلة من جذورها بدلاً من الدعوة للتعدد الذي يتطلب الكثير من العدل ودائماً ما تكون عواقبه وخيمة نظراً لكثرة حالات الطلاق في المحاكم وتشريد الأبناء)، خاتمة: (ينبغي أن نسعى لإيجاد فرص التشغيل للشباب لمحاربة العطالة والبطالة ومن ثم خفض تكاليف الزواج والاقتناع بالمقسوم وترك مظاهر البوبار حتى نستطيع أن نتخلص من العنوسة التي أرهقت كاهل بعض الأسر وتسببت بالضرر النفسي لكثير من الفتيات).

تقرير: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني

‫4 تعليقات

  1. اولا بادى ذى بدء صالات الافراح التي وصل ايجاراتها لمبالغ فلكية فقط لمدة ساعتين ١٠٠ مليون ما هذا ؟؟ ولماذا؟؟ هل يعقل الساعة ب ٥٠ او ٦٠ مليون لابد لتدخل الدولة لإيقاف هذا العبث والعاده الدخيلة علينا وايقاف الهدر المالي الذى يرهق الأسرة حيث أضحت الصالة من ضروريات إكمال الزواج ولو أدى ذلك لأن تستدين الأسرة ..هذا غيض من فيض

  2. انتو يا اولاد الهرمة بدل ما تساعدو الشباب يتزوجو يعني تستغلوا الفرصة فقر الشباب وتخطفو البنات الصغار الحلوين تلاتة ورباع بس تعاينو وتتفرجو ليهم حسادة ساي ولا بتعملوا ليهم حاجة تاني ياابهات كروش مكروشة الله ينتقم منكم

  3. ياريت قبل ما أجهزة الدولة تقترح الحلول تعمل دراسات علمية لتكتشف أسباب المشكلات فتقترح الحلول
    للأسف الجامعات تضاعفت والخريجين لا نستطيع حسابهم لكن ما يزال الجهل هو سيد الموقف .
    حقيقة اذا كانت الدعوة لحماية المجتمع من الانحراف فيجب النظر للشباب من الجنسين وليس للإناث فقط عشان تعددوا فقط
    زوجوا الشباب العاجز عن الزواج ليس بزواج الجماعات الذي سرعان ما يتساقط ويخلف وراءه المطلقة والأطفال لكن بتوفير العمل والمشاريع التي تمكن الشباب من مؤونة الزواج وبتوجيه المجتمع بتيسير المهور .ولتكونوا انتم القدوة في ذلك.
    التعدد والحديث عنه ليس حلا لمشكلات المجتمع لأنه إن حل مشكلة بعض العانسات فلن يحل مشكلة الجميع كما أنه لن يحل مشكلة الزواج للشباب غير المتزوج.
    واقترح أن من يريد حل مشكلة العنوسة أن يتزوج من فاتهن قطار الزواج .أو تطلقن من أزواجهن واتركوا الشابات الصغار لمن هم في عمرهن
    أعتقد ان الموضوع موضه تثار بين الحين والآخر لتجزب انتباه الناس عن ما هو أهم في المشكلات التي تحيط بنا من كل جانب
    هيئة علماء السودان عليها أن تعتمد على العلم في تحديد أسباب المشكلات وفي حلها .والحكمة ضالة المؤمن انى وجدها كان أحق الناس بها .لن ينقص من قدر هذه الهيئة أن تدعم البحث العلمي وان تستند فيما تقدمه على العلم الدنيوي مع العلم الديني فليس هناك صراع بين العلم والدين
    على الأقل حتى تكون منطقية فيما تقدمه من نصائح وحلول
    مع كل الاحترام