الهندي عز الدين

“شعيب”.. وزيراً بكسبه لا بشروطكم!

غريب جداً أن يحل السيد “فضل السيد شعيب” في المركز (الثاني) بعد الرئيس “البشير” في انتخابات رئاسة الجمهورية للعام 2015م، وقبلها حل (ثانياً) بعد الوالي “كرم الله عباس” في انتخابات والي القضارف للعام 2010م، ثم يبحث الآن عن منصب (وزير دولة) بعد أن كان يسعى للرئاسة والولاية عبر صناديق الاقتراع، والأغرب أنهم لا يريدون منحه هذا المنصب المتواضع نوعاً ما، فقط لأنه لم يكمل دراسته الجامعية قبل عقود طويلة بجامعة القاهرة فرع الخرطوم (النيلين حالياً)!!.

والله إنه لظلم، ففي الدول المتقدمة ديمقراطياً يكرَّم (الوصيف) في انتخابات الرئاسة أو انتخابات الحزب، فيأتى به – لو رغب – نائباً للرئيس أو وزيراً للخارجية، كما حدث في حالة السيدة “هيلاري كلينتون” التي عيَّنها الرئيس “أوباما” وزيرة للخارجية بعد أن كانت منافسة شرسة له في انتخابات مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة الجمهورية في العام 2009م.
فكيف تستكثرون على “شعيب” منصب وزير دولة، بسبب شرط لا معنى له، وضعه موظفون بيروقراطيون ومتحذلقون من شباب ساسة الحزب الحاكم، ويقصدون به زمرة (الأميين) الذين تأتي بهم بعض الأحزاب والحركات المسلحة مرشحين لمناصب رفيعة، فقط لأنهم حملوا السلاح وقاتلوا في الجبال و الوديان!!.

غير أنني أعرف عدداً من حملة شهادة (الدكتوراة) يخطأون في (الإملاء).. فلا يفرقون بين حرف (الذال) وحرف (الزاي)، و تجدون أخطاءهم واضحة في قروبات (الواتس اب) وصفحات (الفيس)، فهل هؤلاء علماء ومؤهلون ودكاترة مثلهم مثل “عبدالله الطيب” و “النذير دفع الله” و “عون الشريف قاسم” و “منصور خالد” و “عبدالله علي إبراهيم”؟! بالتأكيد لا.. ولكنهم حملة (شهادات) خصصت أصلاً للاستوزار وليس بهدف العلم والتعلم، وهناك جامعات بعينها معروفة ومعروف كرمها الحاتمي الدفاق في منح الشهادات العليا وأحياناً تعيين (عمداء) للكليات من الوافدين الجدد على قطاع البحث والأكاديميات!!.
لم ينل عملاق الفكر العربي..صاحب (العبقريات) “عباس محمود العقاد” غير الشهادة الابتدائية في إحدى مدارس “أسوان” بصعيد “مصر”، ومع ذلك أجاد اللغة الإنجليزية، و ترجمت كتبه العظيمة إلى الفرنسية، الروسية، الألمانية و الفارسية، ويعد “العقاد” أحد أشهر كتاب القرن العشرين في “مصر” والعالم العربي.

إن الوزارات والعمل السياسي العام ليست وظائف فنية متخصصة، كتعيين محاسب في إدارة مالية، أو طبيب في مستشفى، أو مهندس مدني في وزارة تخطيط عمراني.
وقد فشل كثير من الأطباء حملة الدكتوراة في منصب وزير الصحة، ولم يحققوا نجاحاً ولا رضا، كالذي حققه سياسيون جاءوا بخبرات ومعارف أخرى، ونجح في وزارة الخارجية في السودان وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية أعظم دول العالم، عسكريون جنرالات وضباط مخابرات شغلوا منصب “السفير”، وبرزوا بشكل رصين ورفيع أكثر من سفراء تدرجوا في السلك الدبلوماسي ابتداءً من درجة “سكرتير ثالث”.

إذن “فضل السيد شعيب” وغيره، ممن أثبتوا جدارة في العمل السياسي وقدرات عالية في الإدارة، وموهبة في مخاطبة الناس وإقناعهم بالحجة، هؤلاء أولى بالوزارات من حملة “بكالوريوس” ممن يحسبون ضمن طائفة (الأمية الثقافية)!!.

“شعيب” كان الثاني بعد الرئيس “البشير” في انتخابات الرئاسة، وفوق هذا وذاك هو أحد (آباء) هذا الحوار الوطني منذ بداياته الأولى، وظل عضواً بلجنة (7+7) لعامين وأكثر، و ناطقاً باسمها، فكيف لا يكون وزيراً، بينما يستوزر من حزبه أعضاء من تحته، لا يملكون نذراً يسيراً من قدراته السياسية و الإدارية .. لكنهم (بروفات)!!.
إن هذا الرجل يستحق منصب (وزير) في وزارة مهمة مثل الإرشاد والأوقاف أو الرعاية والضمان الاجتماعي أو ديوان الحكم الاتحادي، وليس وزير دولة أسفل وزير من (خدج) السياسة السودانية.

والله إني لا أعرف “شعيباً” هذا.. وأظن أنني التقيته عابراً في لقاء عام.. لكنه رأيي ولا يحتاج، كما يفعل بعض العرضحالجية في صحافتنا، إلى اتصالات ولوبيات وحملات لصالح (زيد) و (عبيد) وزيراً كان أم والياً.

الهندي عزالدين – شهادتي لله
صحيفة المجهر السياسي

‫3 تعليقات

  1. المقارتة ليست فى محلها اخى الهندى الا تكون (عقدة النقص)!! فشعيب لم يتدرج فى العمل السياسى كهلارى أو يدأ من الصفر كالعقاد (وماادراك ما العقاد) فقد ظهر فجاة على الساحة السياسة التى بدأت تعج بالعطالى وطلاب السلطة (التى هى خذى وندامة يوم القيامة الا لمن اخذها بحقها) حيث لاهم لهم (الا من رحم ربى) سوى خدمة انفسهم وجنى المال على حساب الشعب السودانى.
    بالمناسبة النسبة التى حصل عليها شعيب فى الانتخابات الاخيرة (1.43%) صدق من قال شر البلية مايضحك

  2. يا اخي الكريم, المقارنة بهيلاري كلينتون, ليست في محلها, فهي خريجة اعظم الجامعات الامريكية في مجال القانون, والقانون هو دراسة اربعة سنوات فوق الجامعة, وخدمت في المحاماة وفي منظمات المجتمع المدني, وهي السيناتور عن واحدة من أكبر ولايات أمريكا, وهي وزيرة الخارجية, يعني شاربة القانون والسياسة والإدارة منذ نعومة أظفارها, فهي زوجة المحامي العام ومن ثم حاكم ولاية أركنساس, ومن ثم الرئيس الامريكي لولايتين, أي سيدة أمريكا الاولي, ومن ثم المترشحة الفائزة لرئاسة امريكا , ولكنه تعالي يؤتي الملك من يشاء

  3. انت قاعد تلف و تدور كده مالك يا هندي ،،، رئيس البلد كوووولها عندو بكالريوس عشان تشترطوا على الآخرين شهادة بكالريوس ؟ ما ياهو رئيس المجلس الوطني قاعدين يقولو عليه بروف و هو ما ناقش اي حاجة.