السودان أصل الحضارة..حقائق غائبة
– بمبادرات فردية داخلية للترويج للسياحة بالقدر الذي تستحقه مواقعها الأثرية والتراثية والطبيعية بالولاية الشمالية لتنشيط دورة الحياة الاقتصادية فيها عبر بوابتها السياحية،
تجمع عدد كبير من الإعلاميين بمختلف الوسائط في الميديا والقنوات والإذاعات والصحف وتضم اللجنة الإعلامية بقيادة المذيعة بقناة الشروق تيسير محمد , وناجي فاروق , وأنس الإمام , والتجاني خضر، وقالت تيسير إن هدف المبادرة جمع المعلومات الحقيقية للتعريف بحضارة السودان والترويج لها بالإضافة إلى عدد من الناشطين في العمل السياحي وأساتذة الجامعات في صباح الخميس الماضي في محطة سراج كانت نقطة البداية للتظاهرة الإعلامية السياحية الثقافية لمبادرة السودان أصل الحضارة المتجهة صوب المواقع الأثرية بالولاية الشمالية منها، مدافن جبانة الكرو ، جبل البركل والأهرامات ،وأهرامات نوري (الطرابيل ) ، دنقلا العجوز ،الخندق , موقع تمبس , الشلال الثالث , الدفوفة المتحف, جزيرة منوارتي وقد وجدت المبادرة قبولاً من الجهات الرسمية والشعبية منذ لحظة ميلادها، حيث جاء وزير السياحة والآثار والحياة البرية، محمد أبوزيد لوداع الوفد الذي ضم أكثر من مائة إعلامي بمختلف الوسائط المرئية والمقروءة والمسموعة في الصباح، وكان للوفد شرف احتساء القهوة جوار مسجد الغفران بالفتيحاب مع حادي ركب الوزارة الذي قدم اعتذاراً أنيقاً عن المشاركة لارتباطه بدعوة عاجلة خارج البلاد، حالت دون مرافقة الوفد , ولقد صاحب قطاع السياحة خلال الفترة الماضية وظلت مهملة رغم أهميتها في الاقتصاد القومي وكما هو معلوم فإن المؤسسات الرسمية المعنية بالشأن السياحي تبدو غير مهتمة بتلك المواقع ودورها ومميزاتها التي يمكن الاستفادة منها وتوظيفها في تنشيط الحركة السياحية ما يعني أيضاً تنشيطاً لمجمل اقتصاد حياة الناس وإدراجها على لائحتها السياحية ولفت أنظار السياح الداخليين والأجانب إلى هذه المنطقة الغنية بحضارتها التي تفوق الخمسة آلاف عام لنجد أن الولاية غائبة في شكل شبه تام عن أي اهتمام بالترويج العلمي لمقوماتها وميزاتها الطبيعية .
مدخل
تقع الولاية الشمالية على خطيّ طول (10-32-50-25) شرقاً وخطيّ عرض 32-61 شمالاً تحدها من الشمال جمهورية مصر العربية وإلى عمق الصحراء الحدود الليبية ومن الشرق ولاية نهر النيل ومن الجنوب ولايتا الخرطوم وشمال كردفان ومن الجنوب الغربي ولاية شمال دارفور يجري فيها النيل من الجنوب إلى الشمال بطول 650 كلم، تبلغ مساحتها حوالي 67.348 كم مربع، تعتبر الولاية الأولى من حيث المساحة وحاضرة الولاية هي مدينة دنقلا وهي حاضرة وعاصمة منذ تأسيسها وحتى تاريخ اليوم، حيث أسسها المماليك الفارون من مصر هرباً من بطش محمد علي باشا بعد مذبحة القلعة الشهيرة، وسموها دنقلا تمييزاً لها عن دنقلا العجوز والتي كانت حاضرة للممالك النوبية المسيحية، ودنقلا العجوز حالياً هي قرية صغيرة على ضفاف النيل وقد تم تغيير اسمها من دنقلا العجوز الى الغدار وتوجد بها آثار تاريخية قديمة , واستمرت عاصمة وحاضرة للولاية حيث كان يسكنها المفتش الإنجليزي في عهد الاستعمار، وكان سكنه في السراي الحالية بمدينة دنقلا ويتكون السكان من عناصر مختلفة منها (حلفاويين , سكوت , محس , دناقلة , بديرية , شايقية) .
مواقع متميزة
وفي مدخل الملتقى بمحلية الدبة استقبل الوفد وزير الاستثمار والسياحة والصناعة جعفر عبدالمجيد ومعتمد الدبة العميد احمد ابوزيد وعدد من قيادات المكتب التنفيذي ثم توجهنا صوب محلية مروي لتناول وجبة الغداء في منطقة “شبا ” ومنها الى منطقة الكرو الاثرية ثم اهرامات جبل البركل وبعدها طفنا داخل مصنع تعليب الخضر والفواكه بكريمة الذي تبلغ سعته 400 طن في اليوم برأس مال 15 مليون دولار وتبادل الزملاء التعليقات بضرورة توفير الكاتشب النظيف الصحي بدلاً عن منتجات الكاتشب المروية بمياه الصرف الصحي وفي اليوم الثاني تحركنا في الصباح الباكر الى اهرامات نوري وزيارة المدينة السياحة مروي لاند وتجولنا بداخلها حيث وجدنا منزل جاكسون باشا الذي يقف صامداً منذ اكثر من مائة عام ثم التوجه الى مدينة دنقلا العجوز “الغدار ” لنتعرف على تاريخ السودان (المسيحي والاسلامي ) ووقفنا على اطلال مسجد عبدالله بن ابي السرح ومن ثم وقفنا على مشروع امطار الزراعي والذي تبلغ مساحته 130 الف فدان ويروى بنظام الري “بالتنقيط” و عند غروب الشمس كانت محلية القولد تشهد لقاءً كبيراً مع مواطني الخندق التي تميز موقعها الذي يطل على النيل مباشرة وتخلل البرنامج احتفال انيق وكلمات ترحيب من معتمد القولد العميد ركن امير محمد وعدد كبير من المواطنين والمرشدين السياحيين للتعرف على القلعة الحمراء ” القلا قيلا ” واحتفل بنا اهالي الخندق بحفاوة وكرم فياض يدل على اصل انسان المنطقة وهذه ليست جديدة على سكان الولاية الشمالية في كل قراها ومدنها وكانت اغنية الفنانة نانسي عجاج التي رافقت الوفد لها اثر كبير في نفوسهم عندما تغنت باغنية “بلدا هيلي انا “,حيث وجدت ارتياحاً من مواطني الخندق وكانت رحلتنا طويلة داخل ارض النخيل ثم توجهنا في ذات الليلة صوب مدينة دنقلا حاضرة الولاية كانت محطتنا الاخيرة للمبيت في قصر الضيافة وفي الصباح الباكر في جو شبه خريفي تكسوه الغيوم كان مشوارنا في اليوم الثالث نحو ارض المحس عبر كبري السليم مروراً بمدخل كبرنارتي حيث كان في استقبالنا معتمد البرقيق ثم زيارة موقع “تمبس ” في الشلال الثالث ومنه الى موقع الدفوفة والمتحف .
ارتفاع أعداد السيّاح بالولاية
وفي ذات الاتجاه أكد وزير الاستثمار والصناعة والسياحة بالولاية الشمالية، جعفر عبدالمجيد، ارتفاع عدد السياح الأجانب إلى سبعة آلاف و500 في الموسم الحالي، بجانب ثمانية آلاف سائح من الداخل، وارتفاع نسبة الدخل بنسبة 180 في المئة. وقال إن الولاية تشهد لأول مرة دخلاً للسياحة بصورة مضطردة خاصة بعد مهرجان البركل واشار خلال مخاطبته لقاءً جماهيرياً نظم في محلية القولد في قرية الخندق الأثرية بمناسبة زيارة وفد مبادرة (السودان أصل الحضارة)، لسعي الولاية إلى إقامة مهرجان كرمة السياحي وذكّر بوجود تحديات تواجه السياحة من بينها حفظ الآثار وتخزينها بعد الترميم، منوهاً إلى طول الموسم السياحي في الولاية، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الدخل بنسبة 180 في المئة , مؤكداً سعيهم لتشجيع السياحة الداخلية والاهتمام بالتدريب داعياً القطاع الخاص إلى الاستثمار في مجال السياحة وأشاد وزير السياحة، بالروح الوطنية لشباب الولاية وإرجاعهم قطعاً أثرية. وأشار إلى عدد من الضبطيات لقطع أثرية مسروقة تمت محاكمة المعتدين وفقاً للقانون ووجَّه المواطنين بالتبليغ عن أي حالة اشتباه.
وأشار إلى وجود لجنة أمنية مشتركة مع الجهات ذات الصلة للكشف عن الاعتداءات على الآثار.
وشدد على أهمية تشجيع التعدين المنضبط للمحافظة على الآثار داعياً القطاع الخاص للاستثمار في مجال السياحة، مجدّداً التزام الولاية بتقديم كافة التسهيلات واضاف تخطينا مرحلة التخطيط وبدأنا مرحلة التنفيذ للنهوض بالقطاع .
العادات والتقاليد أقوى من وحدة السياسة
وقال الباحث في مركز كوش الثقافي عبدالله شم في حديثه لـ(الانتباهة ) تأخرنا كثيراً ان نلتقي كسودانيين ولكن مجملاً اننا التقينا في ارض الأسلاف التي صيغ ذكراها شعراً ونثراً ومدحاً فكتب عنها هيردوت او ابو التاريخ وكان لابد للسودانيين ان يلتقوا ليعرفوا بعضهم البعض فوحدة التاريخ والارض والثقافة والعادات والتقاليد اقوى من وحدة السياسة وبالف مرة وكانت هذه المبادرة وستظل علامة فارقة في تاريخ السودان الحديث وستخلد لانها كانت بادرة طيبة جميلة جمال من ابتدروها وشاركوا فيها من اعلاميين وصحافة ونشطاء وفنانين هذه المبادرة نتمناها ان تكون مفتاحاً يعالج كل مشاكلنا ودفئاً يبعث فينا املاً جديداً بان نعود كما كان اسلافنا نصنع الحديد والزجاج والفخار وننشئ المراصد الفلكية وتهابنا اعتى الجيوش فخيولنا بلغ وطء حوافرها شاطئ البحر الابيض المتوسط وكانت الرحلة في الصباح تحركت البصات الثلاثة من امدرمان ترافقها اشواقنا كإعلاميين لرؤية ارض الاجداد والحضارة وكان اللقاء الاول استقبالاً جميلاً عند مدخل الولاية جاءت الولاية ممثلة في السلطة والشرطة والاعلام والامن والامان تحركنا جميعاً واستقبلنا في الكرو ارض الاسلاف واول مدافن واهرامات في الحضارة الكوشية والكرو أيضاً بها قبور المؤسسين الاوائل من الملوك الكوشيين اخرهم الارا قبل ان تتكون الامبراطورية بقيادة ابنه كاشتا الذي يرقد ايضاً بالقرب من اسلافه ومعه فاتح مصر وملك وادي النيل الملك بعانخي وامه وزوجاته الملكة كلهاتا والملكة ابار والدة تهارقا .
مشاهدات
وبات معروفاً أن مجمل هذه المواقع تحتاج عناية المؤسسات الرسمية بالدرجة الاولى لاعادة ترميمها وتأهيلها وتجهيزها بشكل علمي ومدروس تمهيداً لفتح ابوابها امام الزوار الاجانب ، فواقعها الحالي مزر، وعشش فيها الاهمال على الرغم من انها مواقع عريقة بحضورها في ذاكرة الناس كتاريخ الا اننا نجد كل تلك الحضارة جزء كبير منها تم نهبه وما تبقى يحتاج الى المحافظة والحماية من عوامل الطبيعة والبشر .
الانتباهة
والله نحى الاخوة الكرام على اللفته الجميلة والاحساس العالى بالوطن وحضارته نشد على ايديكم والى الامام ونحنا معكم
والقومة ليك يا وطني
اشرعوا في إنشاء حملات ” القومة ليك يا وطني ” ” أنا سوداني أنا ” ” أنا السودان ” ….الخ
ليتنا جميعا من خلال وسائل التواصل
في المهاجر
نتعاضد لتعريف العالم بنا
صدقوني ستأتي النتيجة مذهلة
والقومة ليك يا وطني
مملكة كوش الارجح انها ليست نوبية و اصيلة بل كان اجنبية و عميلة
الارا النوبي هو مؤسس مملكة نبتة و جد الأسرة التي حكمت مصر بمسمي الاسرة الخامسة والعشرون و أول ملك نوبى معروف بعد حضارة كرمة. يحتل مكاناً محورياً في أسطورة نشأة مملكة كوش وأصلها وهي الإسطورة التي تم تزيينها بمرور الزمن بعناصر جديدة. و لكن من الغريب جدا انه بالرغم من اهمية شخصيته الا انه غير محدد الاباء و لا يعرف عن تاريخه الكثير بشكل مؤكد. و هذا يدعوا للشك و يطرح احتمال ان يكون من اصول اجنبية ليست ذات صلة بالشعب النوبي.
و نظرا لتفشي النهب و السلب و الرق علي يد بني اسرائيل منذ فترة كرمة المضطربة عام 1750 ق م و حتي تحرير كرمة بالمساعدة المصرية عام 1523 ق م فهنالك احتمال ان يكون الارا اما من بقايا نسل بني اسرائيل او من رقيقهم المحرر الذي استوطن المنطقة في فترة متأخرة. ربما الاهمال الكبير الذي يواجه حضارة كرمة الوطنية الاصيلة سببه ان مملكة كوش لم تكن وطنية و اصيلة كحضارة و ملوك كرمة حيث سيطر علي كوش حكام من الاجانب.
مدينة كرمة (بالإنجليزية: Kerma) من أقدم المدن التاريخية التي أثبت علماء الآثار ان هذه المدينة عمرها أكثر من 9500 عام، واسمها النوبي هو دكي قيل وهي كلمة تعني التل الأحمر (حتي اليوم) باللغة النوبية المعاصرة. وكانت عاصمة تقع في الولاية الشمالية من السودان على الضفة الشرقية لنهر النيل وتبعد حوالي 700 كيلو متر الي الجنوب من مدينة اسوان.
كانت منطقة كرمة مركزا لحضارة كرمة منذ عام 2500 قبل الميلاد و لمدة 1500 عام وتعد أحد اهم مراكز الحضارة الانسانية القديمة. وتقدمت تلك الحضارة مع الزمن ونشأت فيها مملكة كانت ذات شأن كبير وعلى اتصال قوي جدا بدولة كمت (مصر) و التي كان يحكمها اسر مختلطة و كهنة من ابناء كرمة و كمت معا. و كان الجوار و القربي و التعاون بين كرمة و مصر يكاد يوحد الدولتين و يمكن اعتبارهما اقاليم مختلفة في دولة واحدة.
عثر على أعداد كبيرة من مباني عمرانية قديمة و قبور في كرمة يبدو أنها كانت في خدمة الملوك. وعثر على بقايا مقتنيات وأواني من مصر تدل على تبادل تجاري كبير بين المملكتين. و عندما تعرضت مملكة كرمة لغزو و استيطان و نهب بني اسرائيل اليمنيين الذين قدموا عبر الحبشة منذ عام 1870 ق م و قام ملوك مصر بالدفاع عن كرمة و طرد بني اسرائيل عام 1523 قبل الميلاد علي يد احمس الاول. وبقيت كرمة تحت حماية المصريين قرونا عديدة و ظلت الحياة فيها منتعشة حتى عام 1000 ق م. و نبتة مدينة نوبية قديمة وتقع حالياً في منطقة كريمة قام تحتمس الثالث بتحصينها و تطويرها عام 1450 ق.م بغرض الدفاع عن النوبة واعتبرها حدود لا يجوز للاجانب اجتيازها باتجاه الشمال. و لكن عام 780 ق م قام الكوشيون باختيار نبتة عاصمة لمملكة كوش ثم نقلت العاصمة الي مروي القديمة شمال شندي عام 591 ق م.
كما عثر في مدينة كرمة على صرح كبير مبني من الطوب اللبن ، يسمى اليوم “الدفوفة الغربية” . ويختلف العلماء في تحديد وظيفة هذا الصرح الضخم الذي يبلغ ارتفاعه نحو 19 متر ، ويرجحون انه أما كان قصرا للملوك أو معبدا .تميزت حضارة كرمة بالعديد من الجوانب ، من أهمها نشأة دواوين لقاء الملوك بالجماهير والتي لم يعثر علي شبيه لها في الحضارة المصرية أو اي حضارة اخري. كما تميزت بنوع خاص من الفخار. و عثر في كرمة علي أكثر من 10 من هذه الدواووين فضلاً عن انها دوماً ما عرفت بأنها العاصمة الأولي للوجود البشري في السودان وأحد أقدم الحضارات الإفريقية.
حقب حضارة كرمة
ما قبل كرمة من 3500 ق م و حتي 2500 ق م
كرمة المبكرة من 2500 ق م و حتي 2050 ق م
كرمة الفتية (العصر الذهبي) من 2050 ق م و حتي 1750 ق م
كرمة المضطربة (بداية استيطان بني اسرائيل) من 1750 ق م و حتي 1580 ق م
كرمة النهائية (زوال السلطة الوطنية) من 1580 ق م و حتي 1500 ق م
كرمة المتأخرة – “قيام دولة بمساعدة مصر” من 1500 ق م و حتي 1100 ق م “متزامنة مع المملكة المصرية الحديثة”
في حوالي عام 1800 ق م ظهر في ايران و اشوريا و الشام و شمال الجزيرة العربية مجموعات نهب خطيرة جدا من بدو ترك قدمت من منغوليا و تستخدم الاحصنة و التي لم تكن معروفة لسكان تلك المناطق. و سبق ذلك في جنوب الجزيرة العربية عام 1870 ق م حدوث جفاف و مجاعة ادت الي هجرة قبيلة بني اسرائيل اليمنية من موطنها في اليمن الي الحبشة عبر باب المندب. فبينما كان الترك المغول ينهبوا الشام كان البدو العرب من بني اسرائيل ينهبوا الحبشة و كرمة.
تصاعد تدفق و نهب الترك المغول و قاموا باحتلال شمال مصر عام 1630 ق م و عرفوا بالهكسوس اي الحكام البدو و انحصرت سلطة حكام مصر في جنوب مصر. و تعاون بني اسرائيل المتواجدون في كرمة في الجنوب مع الهكسوس المحتلين لدلتا مصر في الشمال الي ان جاء الملك احمس الاول و هو من اسرة مصرية نوبية مختلطة بتحرير الدلتا في الشمال و كرمة في الجنوب معا عام 1523 ق م بعد ان جلب استخدام الحصان في الجيوش.
في عام 1446 ق م قام احد ملوك الحبشة بطرد بني اسرائيل و لكن العديد منهم كانوا قد تغلغلوا منذ فترة طويلة في مناطق كرمة و باقي السودان و ظلوا يمارسوا النهب و الرق فيها حتي بعد طرد اشقائهم من الحبشة. و بعد عودة بني اسرائيل الي اليمن بعبور باب المندب قاموا بالتحرك شمالا نحو كنعان للالتقاء بحلفائهم من عصابات الترك المغول (الهكسوس) الذين تم طردهم من مصر و استمروا في نهب الشام و شمال الجزيرة العربية. و في عام 1406 ق م قام بني اسرائيل بالاستيطان في كنعان و اقامة مستعمرة قبائل بني اسرائيل بمساعدة الترك المغول و في المقابل قدموا لهم المساعدة في استيلاء الترك علي اراضي اشور و اقامة مستعمرة اشور الوسطي عام 1392 ق م.
مجموعات اخري من الترك المغول كانت ايضا نشطة في نهب مناطق القوقاز و شرق اوروبا و الاناضول منذ عام 1800 ق م و تصاعدت اعمالهم التخريبية الخطيرة باستخدام الاحصنة و اساليب في غاية الدموية الي ان تم لهم تدمير حضارات الحيثيين و الشعوب الاخري في المنطقة. و كان عام 1177 ق م هو سنة الكارثية الكبري علي كل الشعوب المطلة علي البحر المتوسط حيث انهارت العديد من الدول و الحضارات و دمرت وحرقت المدن و قتلت و شردت شعوب باكملها. و نتج عن تلك المجازر و الخراب الكبير انتشار الفوضي و هروب مجموعات كبيرة جدا في جميع الاتجاهات فيما عرف بظاهرة شعوب البحر.
كانت هذه الاحداث هي قاصمة الظهر للحضارة المصرية و النوبية القديمة و التي بها دخلت المنطقة بكاملها عملية انهيار سريع منذ ذلك العام و حتي ان فقدت ازدهارها و استقلالها الوطني بالكامل بسقوط الاسرة العشرون عام 1077 ق م انتهت الامجاد العظيمة و بعدها اصبح الحكم في مصر بيد الاجانب و الغزاة من جميع انحاء العالم. و كما فقدت مصر استقلالها و حريتها و حضارتها نجد ان ذلك انعكس سلبا علي استقلال و حرية و حضارة السودان. ثم بعد 4 قرون ظهرت الأسرة السادسة والعشرون (664 – 525 ق م) في مصر هي آخر اسرة من المصريين الوطنيين الاصلاء تحكم مصر علي الاطلاق و تم اسقاطها بالغزو الفارسي في عام 525 قبل الميلاد. و هذه الاسرة كانت علي عداء و كرايهة شديدة مع الكوشيين نتيجة لتعاون الكوشيين مع الفرس و لاعدامهم نخاو الاول المصري و هو والد الملك إبسماتيك الأول علي يد الملك تنتماني الكوشي.
لذا فان قيام دولة كوش بالسودان اعتبارا من عام 1070 ق م مرورا بالفترة النبتية و المروية يجب دراسته بحذر و عناية شديدة و الاخذ في الاعتبار ارتباطه بقيام دولتي البدو الغزاة الاولي في كنعان علي يد بني اسرائيل و الثانية في اشوريا علي يد الترك المغول. و من اهم اسباب الارتياب في توجه ووطنية دولة كوش هو موقف حكام الفرس من دولة كوش و عدم اعتدائهم عليها و عدم دخول كوش اي مواجهات مع الاسرة السابعة و العشرون الفارسية المحتلة لمصر (525–404 ق م)
وقال هيرودوت ان الكوشيين لم يدفعوا ضرائب للفرس. وبدلا من ذلك أرسلوا هدايا ثمينة إلى الملك الفارسي، بما في ذلك الذهب والأبنوس وأنياب الفيل. ونحن نعرف أيضا من هيرودوت، وكذلك من كتاب يونانيين آخرين، أن جزءا من الجيش الفارسي من الملك زركسيس (486-465 قبل الميلاد) كان يتألف من الرماة كوشيين (هيرودوتس 6،69-70). لذا يمكننا القول باقتناع معقول ان دولة كوش لم تكن مثل كرمة ابدا بل من الارجح ان كوش و الكوشيين كانت صناعة غريبة و اجنبية و لم تكن وطنية حرة. فهل كانت دولة كوش وطنية و اصيلة و صديقة لمصر ام انها كانت اجنبية و عميلة و متحالفة مع بني اسرائيل و الترك الفرس؟ https://wp.me/p1TBMj-ck