منى ابوزيد

صناعة الخوف ..!


“تزعجنا المصيبة التي تهددنا أكثر من تلك التي أصابتنا بالفعل” .. جون سبالدنغ ..!
أغرب السياسات الأنثوية في معاملة الأزواج وأشدها عنفاً وأكثرها غرابة، تعثرت بها في أثناء “ونسة” طويلة مع باقة لطيفة من الزوجات “الشديدات” .. بطبيعة الحال كان الرجال – الأزواج منهم تحديداً – هم قضية الجلسة وموضوعها الرئيس .. انتهت الجلسة بحصول باقة لا بأس بها من القواعد على أعلى نسبة تصويت، والتي كانت كالتالي:
ـ الحديث عن الأزواج لا يدخل في حكم النميمة بقدر ما يدخل في قبيل الحديث عن النفس، باعتبار أن الأزواج هم محور اهتمام النساء الدائم بغض النظر عن كيفية أو نوع هذا الاهتمام..!

ـ عندما تغتاب المرأة زوجها وتندد بعيوبه الكثيرة أمام مجموعة من صديقاتها فهي تحصل – على الأقل – على باقة من النصائح المجانية ذات البعد الاستراتيجي والتي تعينها على تغيير بعض السياسات ..!
ـ لو اطلع الرجال على جانب من تلك “الونسات” الجماعية لأعادوا النظر في التهمة التاريخية القائلة بنقصان العقل والتي يصرون على إلصاقها بالنساء، ولتحسر بعضهم على مقدراتهن العقلية الفذة التي يهدرنها في حياكة الخطط بعيدة المدى للمحافظة على الأزواج من سرقة الأخريات ..!
ـ لبعض الزوجات فلسفات غريبة في صد تلك الهجمات المفترضة من قبل الأخريات على حدود ممتلكاتهن.. فالمحافظة على الزواج بمنأى عن خطر تقلبات مزاج الزوج ونزواته أمر أشبه بالمشي في حقل ألغام، دون خارطة طريق..!

ـ يجب أن تظل عين الزوجة مفتوحة “قدر الريال” ليس على كل حركاته وسكناته فحسب وإنما على كل حركات وسكنات أي أنثى – عدا محارمه – تقترب من الحدود المتاخمة للأماكن التي يرتادها أو قد يفكر في ارتيادها ..!
ـ أي زوج في الدنيا يعيش مع زوجته وهو يفكر بالزواج من أخرى .. أو على الأقل يفكر بأن يتقرب من أخرى .. وعليه: كلما كنت بصحبة زوجك وقابلتما سيدة جميلة تفرسي في ملامحه جيداً أثناء السلام .. أي حركة كدا ولا كدا “تطيني عيشتو” حين رجوعكما إلى المنزل وهكذا تهزمين الفكرة في عقله فلا يفكر بتكرارها أبداً أو إلى حين ..!

ـ قد تقول قائلة “وماذا إفعل إن قابل زوجي امرأة جميلة في غيابي” .. هنا تبرز أهمية نظرية “صناعة الخوف” .. الخوف من ردة فعلك إن بلغك أي خبر.. أن يعيش في حالة رعب دائم من اكتشافك أي طيارة عين .. هكذا فقط يتلفت مائة مرة.. ويفكر ألف مرة قبل أن يفعل .. هذه النظرية أثبتت جدواها في انحسار محاولات كثيرة لـ “قد السلك”.. فضلاً عن سياسة “النقة المتواصلة” .. لا بد أن يقتنع زوجك بأن العيش في جحيم لا يطاق هو المعادل الموضوعي لأي علاقة أخرى .. شرعية كانت أو غير ذلك ..!
ـ أي استلطاف – وإن كان بريئاً – بينه وأي واحدة من صديقاتك يعني شيئاً واحداً .. أن تبادري إلى قطع علاقتك فوراً بتلك الصديقة ..!
ـ قد تقول قائلة: “أين الحب والإخلاص والاحترام والثقة والتفاهم” .. إلخ .. ذلك الكلام الذي تؤمن معظم الحاضرات بكونه ساذجاً على نحو لا يطاق .. الإجابة الحاصلة على أعلى نسبة أصوات – في هذه الحال – هي: “ثقة شنو” .. أنت عبيطة ..؟!

هناك فرق – منى أبو زيد
صحيفة آخر لحظة


تعليق واحد

  1. كلامك قد يكون فيه جزء من الحقيقة لكن ليس معنى هذا قاعدة ثابتة