منوعات

لماذا لم يسقط بشار الأسد؟


حين نتابع طريقه تعامل بشار الأسد ونظامه مع الدول والجهات، ترى فيها فوقية وجهدا كبيرا لاستعداء كل الأطراف حتى تلك التي لم يكن موقفها من الملف السوري قائما على السعي لإسقاط نظامه.

ونلاحظ اللغة الاستعلائية التي تستفز حتى الأطراف الصامتة، وربما يكون بعض من دوافع هذه اللغة قناعه يحاول بشار الأسد فرضها بأن قوته العسكرية والسياسية فقط هي التي حافظت على وجوده واستمراره.

وربما يغيب عن بشار الأسد ونظامه أن معادله العالم والإقليم هي التي منعت رحيله، فسوريا ليست أقوى من الدولة العراقية التي أسقطها العالم ومعه إيران حليف الأسد ومن خلفهم مصالح ما يسمى بأمن إسرائيل، وكان العامل الحاسم أن أميركا ودول الغرب قررت خوض حرب إسقاط العراق بجيوشها .

النظام السوري لم يسقط لأن إيران لها مصلحه استراتيجية في بقائه، لأن هذا يحقق له التواصل الجغرافي لنفوذه من إيران إلى العراق إلى سوريا ولبنان، وسقوط النظام السوري وقدوم نظام جديد يعني ضربة موجعه لمخطط إيران في المنطقة بما في ذلك خدمة حليفها أو أحد مخالبها حزب الله .

ونظام الأسد لم يسقط لأن روسيا تريد تحقيق أهدافها في امتلاك نفوذ لها في المنطقة وقواعد عسكريه في سوريا، ولها ثأر تاريخي وحاضر مع التنظيمات المتطرفة منذ الاحتلال السوفييتي لأفغانستان وحتى اليوم، وتريد أيضا أن تحقق لنفسها حضورا وندية في مواجهة أميركا .

روسيا وإيران هما من أبقى النظام السوري واقفا على قدميه عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وحتى في مجلس الأمن، فروسيا هي التي تحمي النظام، وكل هذا لم يتوفر للعراق مثلا الذي واجه كل العالم ولهذا سقطت الدولة العراقية وتقاسمها خصومها .

ولم يسقط نظام الاسد لأن الولايات المتحدة في عهد أوباما لم تكن معنيه بإسقاطه، وكانت معنيه باستنزاف كل من هم على الساحة السورية وأولهم الدولة السورية وليس النظام، ولم تكن أميركا معنية بدخول قواتها إلى سوريا، وكانت المعارضة أيضا ضعيفة متفرقة تنشغل في صراعاتها .

نظام الأسد لم يسقط لأن معادلة دولية وإقليمية هي التي تحميه وليس لأنه نظام قوي أو يملك جيشا لا مثيل له، والجيوش التي تعيش على أرضه من روسيا وإيران وحزب الله ومعها ميليشيات من العراق ودول أخرى هي التي ساهمت بقوه في تحقيق انتصارات النظام، لكن هذه المعادلة يمكن أن تنقلب رأسا على عقب فيما لو قررت الولايات المتحدة أن يكون لها ثقل عسكري مباشر وفاعل على الأرض السورية، وحتى الانحياز الروسي للنظام يمكن أن يتغير إذا كانت مصلحه الروس تقتضي ذلك .

هي المعادلة الإقليمية والدولية التي يمكن أن تتغير، وبعدها لن يكون النظام قادرًا على البقاء، ولهذا فالفوقية واستفزاز الآخرين لا تليق بمن يعيش تحت رحمه مصالح الآخرين.

سميح المعايطة – كاتب أردني
سكاي نيوز


تعليق واحد

  1. سميح المعايطة – كاتب اردنى

    تسقط فى بير خرا على وشك …

    وانته دخل امك شنو ياحامى الحدود الجنوبيه لليهود