ولو بعد حين !
حين ثارت الدنيا في وجه شركة (كمون) لأسباب مغرضة قبل زمن، كنت واثقة تمام الثقة من أن الله سينصفهم وستتضح كل الحقائق عياناً (بياناً)، ويحيق المكر السيء بأهله ولو بعد حين، وهو ما حدث الآن والحمد لله.
وكانت أسماء بعينها قد مضت في محاولاتها الحقيرة للنيل من هذه الشركة الرائدة في خدمات صالات كبار الزوار، بإطلاق الأكاذيب والاتهامات بالفساد ومحاولات التشكيك المستمر في نزاهتها بشتى السبل، حتى وصل الأمر لأعلى المستويات، وأصبح قضية رأي عام لها ملف فخيم بين يدي النائب العام تفرد له جلسات المجلس الوطني، وكأن لا أمر يستحق الاهتمام سوى هذه القضية الشخصية!!
وأسميها شخصية؛ لأن دوافعها لا تتجاوز تصفية لحسابات دنيئة لا علاقة لها بمصلحة البلاد والعباد.. وكحال الكثيرين في بلادي.. هناك دائماً من يسعى لتشويه الجمال والتعاطي بسلبية مقززة مع كل ما هو إيجابي ومبشر ومتطور!!
وبغض النظر عن التفاصيل والحيثيات والأبعاد الاقتصادية والسياسية والشخصية لحكاية شركة (كمون) مع (محمد الحسن الأمين)، الذي وددت لو أنه بذل بعض الجهد الذي بذله للنيل من هذه الشركة في واحد من المناصب التي تقلدها لخدمة الناس، فربما أفلح نسبياً وترك شيئاً للتاريخ!
أقول بغض النظر.. وانظر للأمر من الجانب الذي يليني كمواطنة تستخدم صالات مطار الخرطوم.. وسبق لي التعامل مع طاقم (كمون).. وعقدت الكثير من المقارنات حول الأوضاع المزرية لعموم خدمات التسفار في بلادي، فرأيت في هذه الشركة الإشراقة الوحيدة المبشرة التي تحرك مكامن الأمل في غد أفضل!
وكلنا يعلم تحفظاتنا المتواترة على ما يحدث في مطار الخرطوم اليتيم الذي يستحق الشفقة.. ونعلم أن الكثير من العاملين به يرثى لحالهم مثلما يرثى لحالنا في الذهاب والإياب عبر بواباته وخدماته .
لتكون (كمون) حينها هي الحل الأمثل في ظل الأوضاع الحالية لتحافظ على زمنك وأعصابك ومزاجك ومتاعك !
والمعروف أنها ظلت تستخدم خيرة الشباب الرائعين من الجنسين وبأعمار يافعة مملوءة بالحماس والمعرفة والطموح.. يتميزون بالأدب والكياسة والتفاني والبشاشة.. ويسارعون في خدمتك سعياً لإرضائك وتوفير ما يلزمك من راحة ومعاونتك على تصريف شؤونك في كامل تجردهم.
فهل فكر أحد هؤلاء المتآمرين وهو يسعى بكل ما أوتي من قوة لتدمير هذا الكيان في مصير هذه الطاقات الخلاقة وما يليها من أسر والتزامات؟!
هل توقف ليتأمل ما عليه صالتا المغادرة والوصول وما عليه الصالات الواقعة تحت مسؤولية (كمون)؟!
نعم.. هي خدمة مدفوعة القيمة.. ولكننا ندفعها طائعين وهي لا تقارن بما يدفعه غيرنا لنظيراتها في الخارج.. ثم إن راحة البال وتوفير الزمن والمحافظة على المتاع عند السفر لا تقاس بثمن.
ورغم الهزة القوية التي تعرضت لها الشركة إلا أنها ظلت صامدة ومعطاء وواثقة من نفسها.. وكلما أمعنوا في التضييق عليها ازدادت صدور أفرادها اتساعاً وازداد إيماننا بما قدمته وما تقدمه من خدمة متطورة ومريحة.
وأخيراً.. ها هي الجهات المعنية واللجنة التي كونت خصيصاً تصدر أحكامها العادلة وتبرئ الشركة من كل ما نُسب إليها بعد تمحيص دقيق فند كل ادعاءات المتهمين وأعاد لها حقها (كاااملاً) غير منقوص، بينما وجب على المتآمرين أن يعضوا أصابع الندم ثم ينتظروا القصاص!
وربما هي المرة الأولى التي توجه فيها الأجهزة الدستورية والجهات التنفيذية اتهامات ما ضد جهة معينة، لمَ كل هذا الاهتمام والتمحيص والتدقيق! رغم أن هناك الكثير من الشبهات التي تحوم حول جهات ترتبط مباشرة بحياة الناس اليومية داخل البيوت.. ولكن يبدو أن ثورة النائب المبجل ضد فتى (الباركنج) الذي منعه من (ركن) سيارته في حرم الشركة، كانت أكبر من تلك التي قام بها (مارتن لوثر) يوماً! فمضى في مثابرته للقصاص في كل اتجاه ولكن لم يقبض سوى الريح!
وللتذكير فإن (محمد الحسن الأمين) بطل الثورة على (كمون)، يعمل أجيراً لدى الشركة المنافسة.. ثم إنه يستغل نفوذه البرلماني ليحاربها!!.. وبينما يقف شبابها المثابر مذهولاً أمام ما يحدث من محاولات لتدمير قصة نجاحهم الكبيرة.. إذ بربك العلي القدير يحسم الأمر لصالح الحق، ويؤكد أن عدله باقٍ حتى تقوم الساعة.
نبارك لشركة كمون وشبابها البراءة المستحقة.. ونحمد لهم صبرهم وتفانبهم.. ونطالبهم بالسعي لاسترداد كافة حقوقهم المعنوية والمادية من كل من تحامل عليهم وأساء لهم.. ونحن في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة على أمل أن تكون هذه هي البداية البرلمانية لإحقاق الحق.. قوموا لملفات الإضرار بحياة المواطنين يرحمكم الله.
تلويح:
ويجلو ربك الحقائق ولو بعد حين.. يا محمد الحسن الأمين !!
داليا الياس – اندياح
صحيفة اليوم التالي