تحقيقات وتقارير

وزير الداخلية الجديد


كثيرون قد لايعرفون الجنرال د. حامد منان محمد الميرغني، الذي أُختير وزيراً لوزارة الداخلية ضمن حكومة الوفاق الوطني التي أعلنها رئيس الوزراء الفريق أول ركن بكري حسن صالح الأول من أمس، وربما عدم معرفة الرجل تعود إلى أنه ظل يعمل في صمت بعيداً عن الأضواء وأعين الإعلام، إلى أن برز اسمه كواحد من الوجوه الجديدة في التشكيل الوزاري .

النشأة
الفريق شرطة حامد منان محمد الميرغني ولد في بادية المسيرية (المرحال الشرقي)، والده الفكي منان محمد كان يمتهن مهنتي الرعي و الزراعة في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي في تلك المنطقة، تم قبوله في المدرسة الإعدادية قبل اكتمال سنين الدراسة، حيث كان يصطحب أخويه محمد وأحمد وهما أكبر منه سناً إلى المدرسة، وكان يجلس مستمعاً، وقد قرر معلمه استمراره في الدراسة ونقله للصف الثاني بعد أن أثبت جديةً ونبوغاً في تلك الفترة المبكرة .

ثم انتقل إلى المدرسة الوسطى في منطقة لقاوة ومنها إلى مدرسة خور طقت الثانوية، ثم التحق بجامعة الخرطوم كلية العلوم، حيث تخرج منها في تخصص الكيمياء. وحصل منان على بكالريوس العلوم في جامعة الخرطوم والقانون من جامعة الرباط، وعلى ماجستير الترجمة من جامعة الخرطوم وعلم الاجتماع من جامعة الجزيرة، ودكتوراه من جامعة الخرطوم. 1981عام

الهجرة
بعد التخرج كان يرغب منان في السفر إلى الولايات المتحدة لمواصلة تعليمه فوق الجامعي، ومن ثم الهجرة غرباً، ولكن أحد اصدقائه جاءه بخبر مفاده أن كلية الشرطة ترغب في استيعاب تخصصات فنية تنطبق عليه، وبالفعل تم استيعابه في كلية الشرطة برتبة نقيب شرطة، و كان أول عمل له في قسم المعامل الجنائية الخرطوم بري، ثم تدرج في الرتب والمواقع، حيث عمل في إدارة المخدرات، وكان قد بدأ دراسته فوق الجامعية في كلية الصيدلة جامعة الخرطوم لنيل درجة الماجستير في السموم والمخدرات، ولكن بعد فترة من التحصيل والمعلومات رأت اللجنة الممتحنة أن الموضوع يرقى إلى بحث لنيل درجة الدكتوراة، وبالفعل نال تلك الدرجة في سنة 1996 .

وقد أمضى منان جزءً من البحث الميداني في منطقة غرب و جنوب دارفور- منطقة (ام دافوق و كافي كانجي) الوعرتين حيث كان التنقل عبر الدواب في مناطق صناعة الحشيش، وقد تعرضت رحلته تلك لكثير من المخاطر بسبب إزالة تلك المزارع وحرقها، وقد حمل لبعثته تلك بدائل لزراعة محاصيل أخرى أكثر نفعاً من زراعة الحشيش، و قد كون العديد من اللجان في تلك المناطق لزراعة المحاصيل البديلة، وهي منطقة لا يوجد فيها قانون، و تمتد إلى داخل أفريقيا الوسطى، وقد وجد المشروع الكثير من الدعم من جهات مختلفة، حيث صدر له كتاب باسم الحشيش في جنوب دارفور كنتاج لتلك الزيارات التي استمرت لسنوات متتالية .

مناصب ومواقع
وعندما تمت ترقيته لرتبة عميد عمل منان نائباً لمدير إدارة المخدرات، ثم مديراً لإدارة النظام العام، خلفاً للفريق أول مدير شرطة هاشم عثمان بعد ابتعاثه للقصر الجمهوري مديراً لمكتب الرئيس البشير، وبعدها تولى منان منصب مدير إدارة الأنتربول، حيث مثل السودان في اللجنة الدائمة للبوليس الدولي، ورشح من قبل الدول الإفريقية والعربية واللاتينىة لشغل منصب نائب رئيس اللجنة الدائمة للبوليس الدولي في انتخابات خسرها السودان أمام مرشح جنوب أفريقيا، وعمل في عدة مواقع بالشرطة أبرزها « المعمل الجنائي بالأدلة الجنائية ـ إدارة أمن المجتمع بشرطة ولاية الخرطوم ـ الأنتربول مكتب السودان ـ مديراً للإدارة العامة لمكافحة المخدرات ـ مديراً للإدارة العامة للعلاقات الدولية ـ رئيساً لهيئة التدريب برئاسة قوات الشرطة»

رتبة لواء
وعندما وصل إلى رتبة لواء عاد منان مرة أخرى لرئاسة إدراة المخدرات خلفاً للفريق أول شرطة محجوب حسن سعد، و من ثم انتقل مديراً لإدارة التعاون الدولي بوزارة الداخلية، وقد تم نقله أثناء دراسة له في بريطانيا، ثم أصبح مديراً لإدارة التدريب بوزارة الداخلية، والتي شغل فيها منصب المدير إلى أن تقاعد عن العمل، و اليوم 11 مايو 2017 تم اختياره في التشكيلة الوزارية الجديدة وزيراً للداخلية .

تحديات تواجهه
ويقول الناطق الرسمي السابق للشرطة الفريق السر أحمد عمر إن اختيار منان لوزارة الداخلية صادف أهله، لأنه رجل له كفاءة عالية من حيث الجانب الأكاديمي، حيث حاز على عدد مقدر من الشهادات الأكاديمية الرفيعة، وله خبرة واسعة جعلته يتقلد إدارت شرطية مهمة، ويصفه السر بأنه يتميز بالهدوء والخلق الرفيع والتعامل الراقي، وله علاقات بالمنظمات الدولية ذات الصلة بالعمل الشرطي، وشهد فترة الإنجازات الأخيرة وكان أحد صناعها، مما يجعله يتناغم مع قيادة الشرطة، كما أنه يعرف مطلوبات الشرطة واحتياجاتها واستراتيجياتها، مما يسهم في استقرار الشرطة وتطويرها لينعكس على أمن واستقرار المجتمع، ويقول السر لـ(آخرلحظة) إن اختيار منان من وسط ضباط الشرطة خلق رضاءً وسط قوات الشرطة بالخدمة والمعاش، وأوضح أن ثمة تحديات تواجه الشرطة بحسبانها من أهم منظومات ومكونات الاستقرار في البلاد، خاصة وأها مقبلة على تحديات كبيرة من حيث علاقاتها الخارجية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وأن المرحلة المقبلة تتطلب التفهم لطبيعة المرحلة من ناحية أمنية، بجانب بسط السلام وتهيئة المناخ للتنمية، مشيراً إلى أن كل هذه التحديات ستكون حاضرة على منضدة وزير الداخلية الجديد .

افتتاحات في عهده..
وفي عهده تم افتتاح مواعين الشرطة التدريبية بشكلها الجديد، وكان مشرفاً على الآلية التنسيقية لإنشاء وحدات حماية الأسرة والطفل بالولايات، يمتاز بإسلوبه الهاديء والحكيم والموضوعي في التعامل، ولديه علاقات اجتماعية مميزة مع زملائه في الشرطة .

تقرير:جاد الرب عبيد
صحيفة آخر لحظة


‫5 تعليقات

  1. ماساهل والله راجل متعلم وفاهم خريج كيمياء الخرطوم في عصرها الذهبي

  2. بهذا التوضيح المستفيض لا يسعني كمواطن يحب وطنه إلا الترحيب الشديد بمعالي الوزير خصوصا والوطن في حاجة ماسة من اي وقت مضى لوزير بهذا المستوى الرائع وهذه الكفاءة العالية .. هناك مسؤولية ضبط الشارع خصوصا وان هناك بعض العادات الخطيرة وفدت الينا ..كما ان هناك كما هائلا من الاستخبارات في شكل عماله سايبه اصبحت تعيس في الارض الفساد والتخريب في اقتصاد واخلاقيات البلاد .. لا شك ان وزيرا بهذا المستوى متابع للاحداث ويعلم باذن الله مكامن الخلل ومواطنه .. وكلنا تفاؤل ان شاء الله فالف مرحب معالي الوزير

  3. يبدو أنه اختيار صادف أهله. رجل درس العلوم فى العصر الذهبى لجامعة الخرطوم هو قطعا ما ساهل بالإضافة لخبرته العملية الطويلة نتمنى له التوفيق والسداد وبالبطانة الصالحة.

  4. جنجويد فى الداخلية وجنجويد فى قوات الدعم السريع
    أكسسسسسسسسسسسسسسسسسسح
    أمسسسسسسسسسسسسسسسسسسح
    أردددددددددددددددددددددددددددددددددددددددم

  5. الف مبروك اعانك الله على ما اخترت له
    ووفقك فيما يحب ويرضى .. مثل هذه العقول المتعلمة المثقفة يحتاج السودان